الممثلة زينة…أقلام تذبحها وأفلام تنتصر لها
دخلت قاعة السينما هذه المرّة لأشاهد أحد أفلام النجمة المصريّة “زينة”، أوّلا لأنها موهوبة و تقدّم أعمالا ناجحة وهادفة، ثانيا لأنّها شابّة تعرّضت مؤخرا لأبشع أنواع التشهير والتحطيم من قبل بعض الألسنة والأقلام الجافّة التي لا تحترم خصوصيّة النجم ولا تكتب الّا لمجرّد أن تكتب غير آبهة ان كانت لقمة عيشهم مجبولة بالوحل لا بالحبر، وذلك بعد قضيّة القبض على أختها بتهمة التعاطي والاتجار بالمخدّرات والتي لم نرد الخوض فيها سابقا، لايماننا بعدم جواز التدخّل بخصوصيّات “زينة” وأمورها العائليّة.
المهمّ، دخلت لأشاهد فيلم “الكبار” بطولة زينة، خالد الصاوي ، عمرو سعد، محمود عبدالمغني، سامي العدل و عبلة كامل، قصّة وتأليف بشير الدّيك ، واخراج محمد العدل. يحمل الفيلم رسالة سياسيّة اجتماعيّة مهمّة، تسلّط الضوء على من يطلق عليهم لقب “الكبار”، أي المسؤولين الذين لديهم سلطات وصلاحيات وعلاقات، تتيح لهم الدوس على الفقراء والمساكين ،بغية تحقيق أرباحهم، مصالحهم ومآربهم الخاصّة.
تلعب فيه “زينة” دور الفتاة الفقيرة التي يحكم على أخيها الوحيد، الذي يعيل العائلة، بالاعدام وينفّذ الحكم ظلما، نتيجة خطأ صادر عن ضابط التحقيقات والذي يلعب دوره “عمرو سعد”، والذي يعيش سنين طوال في حالة من تأنيب الضمير لأن خطأه أودى بحياة شاب، فيحاول التعويض على عائلته وتقديم المساعدة، حتى يغرق في عالم الكبار ومصائبهم، فتتوالى الأحداث الى أن تنتهي بطريقة دراماتيكيّة جديدة من حيث الأسلوب في التقديم، أنصح كل قرّائنا بمشاهدته لأانّه يستحق المشاهدة.
وهنا أودّ أن أثني على أداء كل من زينة التي تمثّل بأسلوبها الخاص الذي يميّزها عن كل بنات جيلها، والذي يجعلها تنطلق مثل الصاروخ نحو النجوميّة. كما أود أن أثني على أداء النجم الجديد “عمرو سعد” والذي عرفناه في دور البطولة الذي لعبه سابقا الى جانب هيفاء وهبي في فيلم “دكان شحاتة”، والذي ينبّأ بوجه جديد سيصبح يوما ما نجم شباك تذاكر.
أخيرا، على البعض من أهل الصحافة والاعلام، أن يكفّوا عن ملاحقة الحياة الخاصّة للفنانين والممثلين، وأن يتوقفوا عن اطلاق التّهم يمينا ويساراً ضد فلان وعلّان، لأنّ حملنا لأقلامنا شرف لنا، وكلمتنا مسؤوليّة، علينا أن نعي أهميّتها، وأنّ كل كلمة ننطق بها سنحاسب عليها يوما ما، فليتمتّعوا بقليل من الضمير، ولينتقدوا أعمال “زينة” لا أمورا خاصّة لا تعنيهم، ولا تهمّ القارئ الناضج بشيء، ولكنّهم يعشقون الأضواء ولو على حساب كرامات النّاس، كما أودّ أن أقول لبعض الأقلام التي ذمّت بالفيلم واعتبرته يشوّه صورة الشارع المصري، بأنّ الفيلم ينقل واقعا حقيقيّا موجودا في مختلف الدول العربيّة وليس في مصر فقط، أم أنّهم لا يعيشون في عالمنا العربيّ، ولا يتلمّسون عالم الغاب الذي نعيش فيه في مجتمعاتنا، حيث الكبير يأكل الصغير، استغرب وجهة نظرهم، ولكأنّهم يريدون أن تعكس السينما الصور الايجابيّة عن مجتمعاتنا فقط، وأن تتغاضى عن صور الفقر والظلم والجهل الذي يستشري في أوطاننا…ولكن اذا عرف السّبب بطل العجب!!