خاص- مكسيم خليل راقص الابداع في “رقصة مطر” والموسيقى نجمة المسلسل
باتريسيا هاشم: لم تكن الافتتاحية عادية في المسلسل الجديد “رقصة مطر” من انتاج شركة الصبّاح اخوان على منصة “شاهد”. بداية مغناطيسية تجعلك تراوح مكانك ولا ترغب في تفويت اي ثانية منها…
اول بطلة جاذبة في الافتتاحية وهي بطلة مطلقة تفوّقت على كل العناصر الاخرى منذ اللحظات الاولى كانت موسيقى زياد بطرس. ولا أبالغ ان وصفتها بالخطيرة فكانت الطُعم الأول والاساس للمشاهدين الذين استمتعوا بالموسيقى حتى قبل ان تفتتح الستارة على مسلسل يتضمن الكثير من عناصر القوة ولعلها من المرات القليلة التي تؤَلَف فيها موسيقى خاصة بالقصة بعيداً عن الموسيقى التصويرية و”تيتر المسلسل” بل كانت جزءًا لا يتجزأ من القصة التي تدور حول المايسترو بسام القاضي (مكسيم خليل) الذي يُتَهم بجريمة قتل حبيبته حنين (ايميه صياح) فكان للمايسترو موسيقاه الخاصة من تاليف زياد بطرس الذي أبدع في وضع موسيقى إحتلت الصدارة منذ اللحظة الاولى وفرشت السجادة الحمراء أمام المسلسل ليدخل بقوة الى كل بيت عربي.
وعلى الرغم من ان القصة ربما تكون مُكررة حول قضية قتل غامضة ومرتكِب واضح في العلن وآخر مرتكِب في الحقيقة ورحلة البحث عن خفايا هذه الجريمة وملابساتها، الا ان الممثل مكسيم خليل اعطى للدور منحى مختلف وابعاداً ابداعية خطيرة. فهذا الممثل القادم من نجاحات كبيرة لا يرضى بإنصاف الابداعات وهو شرس في لبس الادوار وخلعها او تغييرها وهو محترف حدّ التطرّف ومغامر حدّ الادمان واستطاع ان يستدرج تصفيق المشاهدين من الحلقة الاولى والعبث بذهولهم فتخطى نفسه مرة جديدة محلّقاً في سماء الدراما فارداً جناحَي خبرة كبيرة وتاركاً بصمة جديدة مؤثرة. فالواضح ان الادوار العادية لا تستهوي “خليل” كثيرًا او لعلّها لا تستفز موهبته الماكرة التي تتماهى مع الادوار المركبة وتستلذ بالحالات النفسية الغريبة والمعقدة.
لن أكشف عن تفاصيل المسلسل كونه يعرض حالياً على منصة “شاهد” وقد يُفسِد الكشف عنها سحره، لذا ادعوكم لمشاهدته والاستمتاع به.
أما بطلتَا المسلسل فقد نافستا بعضهما على اعجاب المشاهدين. فالاولى (ايميه صياح) نجحت مرة جديدة في ان تكون “حالة” تمثيلية جميلة لناحية طبيعيتها واحترافها وعفويتها وسلاسة ادائها والثانية (رولا بقسماتي) نجحت في اختيار دور نافر وجديد وعدم تكرار نفسها ولعله من اهم الادوار التي لعبتها حتى الآن واثبتت انها قادرة على التلون والتفوق. القاسم المشترك بين السيدتين هو بسام القاضي حبيب سابق لـ “بقسماتي” وحبيب حالي لـ “صياح” التي قُتلت في ظروف غامضة واتُهِم حبيبها بقتلها، فكانت “بقسماتي” محاميته الني قرّرت الدفاع عنه.
من المبكر الاشادة بأدوار باقي الممثلين الذين ظهروا حتى الآن بمشاهد قليلة، إلا انهم اظهروا احترافهم واحقيّة مشاركتهم بهذا المسلسل وهم من خيرة ممثّلي الشاشة الصغيرة نذكر منهم يوسف حداد، وسام صليبا، مروة خليل، عصام الأشقر وغيرهم.
أما المخرج جو بو عيد فلا شك في انه كان عنصراً حاسماً في انجاح المسلسل وأحد اهم نقاط قوته وكاميرا “بو عيد” كانت وفيّة لمشاعر المسلسل الكثيرة المتنقلة بين العشق والغيرة والموت والخيانة والحالات النفسية النافرة والمعقدة مع بعض ملاحظاتنا على التطرف في اختيارات “بو عيد” لناحية الديكورات واللوكات ونعذر ذلك لكونه فناناً مبدعاً آتياً من عالم الاعمال المصورة الاستعراضي، إلا ان خياراته لم تكن مبررة في بعض الاحيان ومثال على ذلك ملء قاعة المحكمة بال chandeliers ـالعملاقة في كل زوايا القاعة وفوق منصة القضاة والمحامين بشكل مبالغ به أو ارتداء المحامية لأزياء جريئة ووضع الاقراط الطويلة والماكياج الصارخ في النهار اثناء زيارة المتهم في السجن أو لوك الرجال الذين بدوا هاربين من فيلم les miserables ولو ان ذلك جميل وفنّي، الا ان منطق الدراما والفترة الزمنية للمسلسل لا تسمح بهذا التطرف بالافكار التي كانت نقاط ضعف فيه لا قوة .
يبقى ان ننتظر الأحداث المقبلة للمسلسل لنقيّم بشكل أوضح أداء الممثلين ومجريات الاحداث ولكن لا يمكننا الا ان نجزم انه من المسلسلات الجميلة والممتعة التي نجحت شركة الصبّاح أخوان مرة جديدة في تخطي توقعات متابعيها وابهارهم .
مسلسل “رقصة مطر” من بطولة مكسيم خليل، إيميه صياح، رولا بقسماتي، وسام صليبا، يوسف حداد، بييريت قطريب، مروة خليل، فادي ابراهيم، عصام الأشقر وآخرين، تأليف حازم صموعة ومن إخراج جو بوعيد ومن إنتاج صبّاح أخوان.