خاص- الأعمال التركية تسيطر على منصة شاهد فهل تعيد الأخيرة النظر بإنتاجاتها؟

تحظى الأعمال التركية على إعجاب الجمهور في الوطن العربي بشكل كبير، فبعد ان سيطرت المسلسلات الدرامية التركية على الشاشات في الفترة الماضية، ها هي تحجز لنفسها مكانًا ضمن أكثر الأعمال مشاهدة على منصة شاهد.

وفي زيارة على حساب المنصة لفتنا دخول خمسة أعمال تركية قائمة توب ١٠ أكثر الأعمال مشاهدة وهي “الحفرة، حب منطق انتقام، عزيز، المحكوم، انت اطرق بابي ٢” بالاضافة الى مسلسلات اخرى تعرض حالياً من بينها “كل ما يخص الزواج”، مع العلم ان مسلسلَي “الحفرة” و”انت اطرق بابي” بجزئه الثاني انتهى عرضهما في تركيا منذ فترة طويلة إلا انهما يتربعان حالياً على قائمة الأكثر مشاهدة على “شاهد” كذلك مسلسل “عروس بيروت” المقتبس اصلاً عن المسلسل التركي المحبوب جداً في الوطن العربي”عروس اسطنبول” ما ساهم الى حدّ بعيد بنجاحه.

هذه النتيجة ما هي إلا دليل على حب الجمهور وتعلّقه بالأعمال التركية وقصصها المشوّقة الاجتماعية منها او الرومانسية واثبتت هذه الانتاجات انها الاكثر متابعة من قبل ملايين المشاهدين في الوطن العربي فنؤكد بذلك النظرية التي تجزم ان شعبنا العربي العاطفي قد يشجع بعض اعمال “الاكشن والاثارة” إلا ان الاعمال الرومنسية والاجتماعية تبقى ملاذه الاول ومكانه المحبّب حيث يأخذ قسطاً من الراحة من توتر الحياة ويجلس ليتابع المسلسلات التركية التي وإن تضمنت اثارة وتشويقاً الاّ ان للرومنسية والمجتمع والعائلة والحياة الحيّز الاكبر فيها، هذا بالإضافة الى طول الحلقة الذي يصل الى ساعتين واكثر ما يزيد متعة المشاهدة والانفصال عن الواقع لساعتين كاملتين والتورط بتفاصيل قصص جميلة بدون مبالغة وزحمة انتقام واجرام وقتل ودمار ودماء.

لذا يجب على “شاهد” ان تعيد النظر بإنتاجاتها التي نادراً ما تنافس الانتجات التركية وواضح ان “الخط” الدرامي الانتاجي الذي اختارته المنصة لم يكن “الافضل” حتى اليوم. فاحتلال خمس مسلسلات تركية لقائمة التوب ١٠ ليست الا دليلاً قاطعاً على ان الاختيارات لم تكن موفقة دائماً ولعل على المنصة ان تعيد تقييم نوعية ومضمون المسلسلات التي تعرض عبر منصتها لتكسب أكبر عدد من المتابعين فتضاعف نسب المشاهدة وتحقق الانتشار المطلوب. فأن يحتل فقط خمس مسلسلات عربية من بين مئات الاعمال الدرامية المنتَجة قائمة افضل ١٠ مسلسلات والاكثر مشاهدة على منصة “شاهد” قد يكون جرس انذار للمنصة التي تنافس اليوم منصة “نتفليكس” العالمية في كل بيت عربي وليس من الخطأ إعادة النظر بالخط الدرامي الذي تتبناه حالياً فالرجوع عن الخطأ فضيلة سيما ان كان ارضاء المشاهد العربي هو الاولوية للمنصة والهدف الاساس.

يبقى ان نشير الى انه حتى على منصة “نتفليكس” العالمية، لا تحتل مسلسلات “الاكشن” دائماً المراتب الاولى انما المساحة الاكبر في الترتيب لبرامج ومسلسلات المنوّعات والمسلسلات الاجتماعية والعاطفية وهذا ما يفسّر اقبال المشتركين العرب على المسلسلات الكورية التي في معظمها اجتماعية او رومانسية ولو كانت القصة تتمحور في الاساس حول جربمة او قضية ثأر.

وبسابقة ولأول مرة في تاريخ الدراما مسلسل لبناني دخل حتى اليوم ضمن المراتب العشر الاولى على المنصة وهو مستمر بحجز مكانه على القائمة وهو مسلسل “الهيبة” وقد استحوذت على قصته شركة القمر التركية التي ستعيد تصويره بالنسخة التركية في سابقة هي الأولى من نوعها ولعل سحر وسر هذا المسلسل يكمنان في توليفته الرائعة التي اعطت حيزاً للحب والعائلة ضمن قصة التشويق والاثارة الاساسية.

نذكر أن هذه الظاهرة، اي ظاهرة المسلسلات التركية وصلت ايضاً الى القنوات اللبنانية التي تعرض العديد من الأعمال التركية فعلى قناة الـ”LBCI” يتم عرض: “زهرة الثالوث –  عشق ودموع – ابنة السفير”.

أما على قناة “الجديد” يتم عرض: “الغراب – لعبة حب – الطائر الأبيض”.

أما قناة mtv تعرض: “مرارة الحب – التفاح الحرام”.

أيضًا القنوات العربية عبر الفضائيات تعرض سلسلة من المسلسلات الدرامية التركية التي تحقق نسبة مشاهدة عالية.