حـرّروا الدراما اللبنانية من قيودها
تشهد الدراما اللبنانية مؤخراً نمطاً متصاعداً، وتتهافت الشاشات على عرض المسلسلات الدرامية اللبنانية، ولكن ما يعرض هل ينقل حقاً صورة الواقع اللبناني؟
هنا حب ممنوع وهناك مسلسل مسروق من فكرة قديمة ومشاهد مألوفة كنا نتمنى لو أعيدت صياغتها على الأقل بطريقة راقية، وما بينهما تكـلّف وتصنّع وابتعاد جذري عن الواقع.
لماذا ؟ ولمصلحة من؟
لماذا يجب ان ننقل دائماً صورة لا تمت الى واقعنا بصلة؟
لماذا نرى الممثل اللبناني وكأنه يتلو قصيدة “استظهار” في الصف الإبتدائي دون اي مشاعر بدلاً من تجسيد الشخصية بكل حذافيرها وعمقها؟
لماذا يُفرض ممثلين على القصص، غير محبوبين من قبل الجميع إلا من قبل المنتجين؟
لماذا يجب أن نستقدم عاضات ومغنيات لأداء أدوار البطولة، وهن دون المستوى المطلوب في التمثيل؟ فقط لأن لديهن أجساداً مغرية وكمية كبيرة من البوتوكس في وجوههن؟ أين ممثلاتنا القديرات والقادرات على اداء الأدوار الصعبة؟
لماذا تحصر المواضيع في الحب السطحي؟ ألا يوجد في مجتمعنا مواضيع أخرى سوى الحب والأعداء الذين لا يريدون شيئاً في هذه الدنيا سوى “تخريب” علاقة الحبيبن؟ ألم نكتف بعد من قصة “الجوازة دي مش ممكن تتم؟” فقد عدّى عليها الزمن منذ خمسينيات القرن الماضي.
أما التطرق الى موضوع العلاقات والحب فيجب أن يحمل معه نفحة رومنسية وشاعرية لنقل المشاهد الى ذاك العالم السحري خصوصاً وان المشاهد اللبناني قد أثقلت كاهله المشاكل والهموم اليومية ونسي قصص الحب السخيفة والسطحية.
كلها أسئلة برسم المسؤولين عن الإنتاج وهي ايضاً برسم المحطات اللبنانية المسؤولة اولاً واخيراً عن تردي مستوى الدراما اللبنانية.
هل يعتقد القيمون على الدراما أن لبنان قادر اليوم على منافسة جيرانه؟ ألم يشاهد هؤلاء المعنيون المواضيع الحياتية واليومية والمشاكل الصغيرة التي تنقل واقع المجتمع؟ إن هذه المواضيع هي من كرّس بحق الدراما السورية الأولى في العالم العربي.
ألم يرى الكتاب اللبنانيون يوماً بيتاً عادياً؟ أم أنهم لا يريدون سوى ابهار المشاهد بالقصور والفيلات الضخمة لإلهائه عن سخافة المواضيع المطروحة؟
اذا كان اصحاب هذه القصور لا تشغلهم سوى المشاكل السخيفة النابعة عن علاقات الحب السطحي، فإن ابناء الطبقة المتوسطة والفقيرة أغنياء جداً بالقصص ذات المضمون الإجتماعي القيّم.
كفانا استسخافاً بذوق المشاهد وكفى الدراما اللبنانية ان تكون اسيرة اذواق من لا ذوق له وسجينة محسوبيات ومصالح شخصية ضيقة جداً.
هي صرخة نطلقها اليوم عسى ان تجد آذاناً صاغية والأهم ان تجد ترجمة عملية ومسلسلات وافلام لبنانية، حقاً لبنانية