لم لا يجرؤ النجوم العرب وخاصة المصريون على الغناء باللهجة اللبنانية؟
اعتدنا دائماً على سماع النجوم العرب واللبنانيين يؤدون اللون المصري وينجحون في تأديته ، فسمّيت “مصر” ام الدنيا وأم الفنون واستطاع الفنان الناجح في “مصر” ان يترك بصمة في كل العالم العربي وكأن “مصر” تعطي جواز سفر الى النجومية لكل من ينجح على أرضها …كما واعتدنا مؤخرا على سماع النجوم العرب وتحديداً اللبنانيين يغنون وبكثرة بل ويعدّون الالبومات الخليجية، فاستطاع بعضهم الدخول الى السوق الخليجي والنجاح فيه والبعض الاخر فشل ولم يترك اي اثر يذكر ولكن، لم لا نسمع النجوم العرب في اغان لبنانية كثيرة باستثناء بعض المحاولات الخجولة من هنا وهناك؟ ولم لا يجرؤ اغلبهم على الغناء باللهجة اللبنانية؟؟رغم ان النجوم اللبنانيين وتحديداً نجوم الصفّ الاول استطاعوا من خلال الاغنية اللبنانية واللهجة اللبنانية ان يوصلوا الفن اللبناني الى مختلف ارجاء العالم، فسمّيت بيروت منذ زمن بعيد بـ “ست الدنيا” وعاصمة الفن والاناقة…
واذا ما راقبنا انطلاق ونجاح معظم النجوم العرب، نلاحظ انهم ينطلقون في السنوات الاخيرة الى فضاء النجومية عبر بيروت، من خلال مهرجاناتها وبرامجها ذات المستوى العالمي العالي بالاضافة الى اعلامها الريادي وصحافتها الحرّة.ولكنهم وللاسف يصرحون بانهم لا يتمتعون بالجرأة الكافية لاداء هذا اللون رغم انهم يعشقون هذه الارض واهلها.وآخرهم كانت النجمة المصرية انغام خلال حفل اطلاق البومها الاخير من بيروت حين وجّهت لها رئيسة التحدير الزميلة باتريسيا هاشم سؤالاً حول الاغنية اللبنانية التي سحبتها من ألبومها في اللحظة الاخيرة…
ولكن، وبالمقابل، حاول بعض النجوم العرب اداء الاغنية اللبنانية واستطاعوا من خلالها دخول قلوب اللبنانيين بسرعة وبدون استئذان وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر النجم التونسي صابر الرباعي الذي ابدع في أكثر من أغنية لبنانية ابتداء من ” يللي بجمالك” مروراً بـ “عزّ الحبايب” و”الله يحميك” وصولاً الى “على نار ” من البومه الاخير ، كذلك النجمة السعودية “وعد” التي تميزت بأغنياتها اللبنانية نذكر منها أغنية “تركتك” بالاضافة الى الفنانة الشابة “هند البحرينية” من خلال أغنية بعنوان”موعد عمر” كذلك النجمة السورية “أصالة” الا ان الموضوع مختلف بعض الشيء لدى اصالة ، كون اللهجة السورية تشبه الى حدّ بعيد اللهجة اللبنانية فتكون بذلك تؤدّي اغنياتها بلهجة بلدها الام ، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين العرب التي بقيت محاولاتهم الغناء باللهجة اللبنانية خجولة وأحياناً كثيرة كانت يتيمة ولم تتكّرر…
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوّة هو لم لا يغني النجوم المصريين الاغنية اللبنانية؟ رغم انهم يدركون ويقدّرون جيّداً وزن هذا الجمهور الذوّاق على الساحة العربية ويعشقون بيروت التي لطالما شكلت لهم محطة فنية لا يستهان بها ولا تنسى. فلماذا لم ولا يحاولوا خوض هذه التجربة ؟ اهي مؤامرة ضد الفن اللبناني من قبل القائمين على الانتاج الفني العربي، كما قال الموسيقار ملحم بركات في برنامج “ال مايسترو” مع الاعلامي نيشان في شهر رمضان المبارك الفائت؟؟
ام انها مجرد مصادفة؟ ام ان اللهجة اللبنانية بالفعل صعبة على من يخاف المغامرة بأدائها؟
اخيرا،على النجوم العرب ان يتحلوا بالشجاعة كما صابر ووعد و هند وغيرهم ويخوضوا غمار الغناء باللبناني، لاننا ندرك جيدا حبهم لهذا الوطن فلم لا يقرنوا القول بالفعل ويظهروا مدى محبّتهم وتعلّقهم به؟؟ كما نعوّل على النجوم والنجمات اللبنانيين بحمل راية الوطن لبنان، ونطالبهم بالاستمرار بتأدية رسالتهم السامية لايصال الكلمة واللحن اللبناني الى مختلف ارجاء العالم العربي، وان يدركوا ان تاريخ نجوميتهم سيكتبه رصيدهم الفني من الاغاني اللبنانية…فقط !!
