لقاء خاص لبصراحة مع منتظر الزيدي: قدسية الانسان وقدسية الوطن أهم من قدسية المهنة
منتظر الزيدي هو شخص مغامر يعشق الصحافة الجريئة ويحب التحديات كان يرغب بأن يصبح مراسلاً حربياً ليغطي المعارك ليس لأنه يحب العنف والدماء بل لأنه كان طموحاً ومعتزاً بشخصيته وحضن مهنة الصحافة إلى درجة العبادة، شارك بالتغطية الاعلامية للضربة الامريكية لمدينة الصدر كما كان يستند في تقاريره على محنة الارامل والايتام بسبب الحرب على العراق، منتظر الزيدي مواليد 12 تشرين الثاني 1979 من مدينة العمارة جنوب العراق، خريج كلية الاعلام جامعة بغداد، مراسل صحافي في قناة البغدادية منذ انشاءها 2005، اختطف منتظر في 16 تشرين الثاني 2007 على يد جهة مجهولة في ما كان متوجهاً إلى مقر عمله وقد عاد إلى اسرته في 19 من الشهر نفسه بعد ثلاثة أيام من اختطافه دون دفع فدية مالية وقد سرح منتظر في ذلك الوقت أن اطلاق سراحي معجزة لا أستطيع أصدق إني ما زلت حياً، نهار الأحد 14 كانون الأول 2008 زار الرئيس الاميركي جورج بوش العراق للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال باقرار الاتفاقية الامنية وفي خلال المؤتمر الصحفي لجمعوا مساء الأحد بالرئيس المالكي فوجئ الحضور بمنتظر يقفز جوزي حذاءه على بوش التزاماً مع لقاء فردة حذاءه الأولى قال الزيدي هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب وقال وهو يرمي الفردة الثانية وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق بعدها اعتقله رجال الامن العراقيين والامريكيين وابطحوه أرضاً ثم سحبوه إلى خارج القاعة بعد اعتقاله مباشرة تطوع أكثر من مئة محامي عراقي للدفاع عنه كما قامت مظاهرات حاشدة لدعمه والمطالبة بالافراج عنه بأغلبية دول العالم ومنها لبنان، منح وسام الشجاعة من جمعية واعتصموا التي ترأسها عائشة القذافي بنت الزعيم معمر القذافي اختارته شبكة الـ CNN الاخبارية الامريكية كشخصية الـ 2008 باستطلاع أجرته لقراء موقعها على الانترنت متفوقاً على الرئيس الاميركي باراك أوباما حيث حصل على 87 % ، أشاد الرئيس الفنزويلي تشافيز بمنتظر ووصفه بالشجاع، بمدينة تكريت العراقية تم وضع نصب عملاق لحذاء وتقديراً لمنتظر نحته الفنان العراقي ليس العامري ما لبست أن أزالته السلطات الامنية في محافظة صلاح الدين بأمر من نوري المالكي، بصباح الاربعاء في 17 كانون الاول مثل منتظر الزيدي أمام القضاء لتدوين افادته ويواجه اتهاماً بإهانة رئيس دولة اجنبية في زيارة رسمية للعراق وتصل عقوبة هذه التهمة إلى سجن من سبعة إلى خمسة عشر عاماً في 11 آذار 2009 حكمت محكمة عراقية على منتظر بالحبس ثلاث سنوات قابلة للتمييز وقد تم الطعن به أمام محكمة التمييز من قبل رئيس فريق الدفاع عن منتظر، في 17 نيسان 2009 تم تخفيف الحكم عن منتظر من ثلاث سنوات إلى عام واحد، وردت أخباء عن الأفراج عن منتظر الزيدي في شهر أيلول 2009 قبل ثلاثة أشهر مدة عقوبته بحسن سلوكه داخل السجن، وقد أطلق سراحه في تاريخ 15 ايلول 2009 وبعد إطلاق سراحه قال منتظر إنه تعرض للتعرض للتعذيب وانتقل للإقامة في سويسرا ولمتابعة العلاج حيث أقام مؤسسة للإنسانية التي تمولها جهات مختلفة بهدف مساعدة ضحايا الاحتلال من أرامل وأيتام ومعوقين اضافة إلى عائلات شهداء الصحافة..
اليوم بعد مرور سنة على حادثتك مع بوش وأربع شهور على اطلاق سراحك المفروض بأنك صحفي ولمهنة الصحافة أخلاقيات ومواثيق وشرف فألا بضربك لبوش بالحذاء تكون قد اخترقت مواثيق هذه المهنة ودنستها بحذائك؟
إن الصحافة لها أخلاقيات الصحافة ومواثيق العمل المهني والشرف الصحافي من الحيادية وعدم التشهير إلى آخره فالحقيقة إنه لا يوجد عاقل في العالم ممن يشاهد المأساة التي تحل بالشعب العراقي يوماً بعد يوم والانتهاكات الامريكية من اغتصاب النساء واقتحام البيوت وتدنيس الجوامع ودور العبادة والكنائس وإلى آخره ويستطيع أن يقول لذي مهنة أن أمضي في مهنتك وتخلى عن انسانيتك فقدسية الانسان وقدسية الوطن أهم من قدسية المهنة مهما كانت، حتى الصحافة التي أعشقتها.
هل ترى بالأفق انتصاراً للمقاومة العراقية بأهدافها الاجتماعية من اعادة النسيج الواحد للمجتمع العراقي..؟
حقيقة يوجد غموض حول تسمية المقاومة العراقية فهناك ثلاث أجزاء للمقاومة يمكن تعريفها فمقاومة القاعدة وهي تكفيرية طبعاً تدعمها أمريكا ومقاومة التيار الشيعي المتمثل بالتيار الصدري وهم متهمون بانهم يتلقون الدعم من ايران ومقاومة فصائل صغيرة للحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم سابقاً.
إن هناك حقاً رجالاً يعملون لتطرد المحتل المحتل، وليس ابن البلد وهؤلاء هم سينتصرون بأهدافهم المتشعبة في نهاية المطاف.
لماذا يجب على الصحفي الذي يريد أن يأتي إلى العراق أن يكون تحت الغطاء الأمني لأحد الشركات الخاصة الامنية هل هذا هو الواقع أم أنهم يصورونه لنا هذا؟
بالنسبة للأمن فإنه بالفعل إن الصحفي إذا أراد أن يأتي إلى العراق يجب أن يكون تحت الحماية الامنية فلقد كان من الصعب علينا نحن الصحفيون أن نتحرك من منطقة إلى أخرى فلذلك كنا نستعين برجال الأمن بالمنطقة كي نصور تصوير ميداني على سبيل المثال أو نستعين بوجهاء المنطقة، العمل الصحفي في العراق موجود رغم كل الصعوبات ولكن للخارج الصورة تعطى مهولة، إلى حدود أني سألت في مصر من أحدهم هل هناك في العراق جامعات لتخريج الصحفيين.
بعد ضربك لبوش قال نوري المالكي أنك تسعى وراء الأضواء والشهرة ووصفك بأنك كغيمة صيف عابرة؟
لقد ابتكرت طريقة جديدة للاحتجاج فبعد ضربي لبوش تعرض رئيس الوزراء الصيني في لندن للضرب بالحذاء وكذلك الرئيس السوداني عمر حسين البشير ووزير الموارد المائية في سويسرا ووزير الصهيوني في السويد قد تعرض إلى الضرب بالحذاء.
أقول فليتعظ كل الطغاة في العالم أن المظلومون والمضطهدين وجدوا سلاحاً جديد ليقتلوهم ويغتالوهم في الحياة وهو الحذاء.
هل من جهات حكومية عراقية كانت أم عربية طالبت بتحريرك أيام اعتقالك؟
لا يوجد أي من جهات حكومية عراقية ولا عربية طالبت بذلك إنما اقتصر الموضوع على التحركات النقابية والشعبية..
حاوره علي قوصان