خاص- “رصيف الغرباء” بين الخلاف والاختلاف
تستكمل المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI عرض المسلسل اللبناني “رصيف الغرباء” للمنتج والمخرج إيلي معلوف، قصة وسيناريو وحوار طوني شمعون.
المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة عالية في لبنان خاصة مع تطور الأحداث بعد وفاة “وردة” (كارمن لبس) والدة لارا (رهف عبدالله) التي ستبدأ خططها للإنتقام من كمال داوود (علي منيمنة) المجرم الذي قتل كل من وقف في طريق تنفيذ مخططه للوصول الى ثروة لارا والزواج منها ثم التخلّص منها ليرث كل الاملاك التي ورثتها عن والدتها كارمن وذلك بسبب افلاسه اضافة الى حقده الذي ورثه عن والده (آلان الزغبي) الاقطاعي الشرس والشرير.
ويبدو أن الحلقات المقبلة ستشهد على وضع لارا خطة للانتقام من كمال بعدما كشفت حقيقته البشعة وتورطه بسلسلة جرائم بحق اشخاص أبرياء على رأسهم والدتها وذلك بهدف الوصول الى ثروتها.
كما لفتنا انسجام الكاستينغ بأكمله بين بعضه البعض، فالممثل عمار شلّق يقدّم واحداً من اجمل ادواره كونه “البيْك” الحكيم الذي قرر ان يعيش حياة متواضعة فكان لنديم رفيق مشواره وكاتم اسراره ويقدّم شلق في المسلسل اداءً ممتازاً ليس غريباً عن مسيرته الفنية الناجحة ، كذلك الممثل ايلي شالوحي الذي يلعب أجمل أدواره حيث أكد في مقابلة مع موقع بصراحة ستنشر قريبًا أنه يعتبر شخصية باسم نقلة نوعية بالنسبة له وضعته بغير مستوى خاصة ان الدور صعب جدًا كونه تعرض لحادث واصبح مقعداً ومشهوّه الوجه. أما الممثلة هند خضرا، التي سبق لها وقدمت دورًا في “الهيبة”، فتلعب دور نيللي صديقة لارا بإتقان حيث تنقلت بين شخصيتين الاولى شريرة ومتعالية والثانية مكسورة وطيبة واستطاعت ان تفي الشخصيتين حقهما دون ان ننسى رهف عبدالله التي تدرجت في هذا المسلسل وتزيد تمكناً وتميزاً فكان الفارق واضحاً بين بداية المسلسل والحلقات الاخيرة حيث تسلحت لارا بالرصانة والطيبة والذكاء طيلة المسلسل الا انها اضطرت مؤخراً على ارتداء ثوب الانتقام وأداء دور ضمن الدور لعدم الوقوع في فخ كمال وكيد مكيدة له للانتقام منه.
ايضاً زاد الممثلون المخضرمون امثال كارمن لبس، وداد جبور، فادي ابراهيم وبيار شمعون المسلسل رونقاً استثنائياً وشكّلوا “الإضافة” الممتازة بحكم خبرتهم ومهنيتهم واحترافهم كذلك فعلت اليسار حاموش التي تلعب دور الأم الطيبة والحنونة وتفوقت مرة اخرى على نفسها بعد سلسلة المسلسلات التي قدمتها مع المنتج والمخرج “ايلي معلوف”.
لا بد من الإشارة الى أن مسلسل “رصيف الغرباء” (انتاج فينيكس بيكتشرز للمخرج ايلي معلوف) تم تصويره في عدة بلدات لبنانية منها الدامور وصورات، حيث اكتشف الجمهور جمال وطبيعة القرى اللبنانية، كما لفتنا تحقيقه نسبة مشاهدة عالية عبر قناة الشركة على يوتيوب حيث تسجل كل حلقة بعد عرضها بساعات أكثر من 100 الف مشاهدة.
إذًا يكسب المنتج والمخرج ايلي معلوف الرهان مرة جديدة بعد سلسلة من الأعمال التي حققت نسبة مشاهدة عالية جدًا تخطت كل التوقعات كمسلسلَي “ياسمينة” و “كل الحب كل الغرام”، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ارخت بظلالها على قطاع الإنتاج، إلا ان الشركة تحاول قدر المستطاع أن تقدّم مادة فنية تليق بالمشاهد على الرغم من بعض ملاحظاتنا على مسلسل “رصيف الغرباء” خاصة لناحية الحوارات المبالغ فيها بالنسبة للجيل الشاب الذي لم يعتد على المطولات والشاعرية في الكلام، إلا اننا لا نستطيع ألا ان نصفق لطوني شمعون على الحبكة الجميلة وترابط الاحداث وعامل التشويق والاثارة ما جعل المسلسل حديث الشارع اللبناني والجمهور الذي يتسمر امام شاشته كل مساء خوفاً من تفويت اي حدث او مشهد حتى لو تابع هذا الجمهور فضولاً المسلسلات الاخرى في رمضان الا انه عاد ليستكمل احداث “رصيف الغرباء”- المسلسل الحدث على رغم اختلافه عن الانتاجات العصرية الحالية وعلى رغم خلافات النقّاد واهل الاختصاص حول احقيّته بالشعبية الساحقة التي يحققها ويحصدها.
يبقى ان نشيد بشارة المسلسل وابداع كاتبها وملحنها جوزيف مراد وتوزيعها ريمي مراد ومؤديها معين شريف الذي يرافق صوته العذب واحساسه العامر المشاهدين كل مساء عندما تدق الساعة الثامنة والنصف معلنة بدء المسلسل.
الجدير ذكره أن مسلسل “رصيف الغرباء” هو من بطولة فادي ابراهيم، كارمن لبّس، عمّار شلق، رهف عبدالله، حسين فنيش، علي منيمنة، إيلي شالوحي، بيار شمعون، أليسار حاموش، وداد جبور، هند خضرا، نيكول معتوق، فادي متري، باتريك مبارك، غدي وغيرهم. يعود بنا العمل الى حقبة زمنية تمتدّ من العام 1945 الى ستينيّات القرن الماضي، لنتعرّف على قصص غراميّة وإنسانيّة مؤثّرة وسط صراعات إقطاعية على النفوذ والسلطة، وصراعات طبقيّة تُحاكي غبن وظلم الفقراء من أثرياء ووجهاء القرى والمدن، كما ترصد تقاليد وعادات المجتمع اللبناني في تلك الحقبة.