للسنة الخامسة على التوالي، طارق الشناوي في الجرد الحصري لموقع بصراحة: غادة عبد الرازق وقعت بغرورها في الاختيار، اقنعتني هيفا بتمثيلها، عابد فهد غير مهني، يسرا كانت الأسوأ ونيللي كريم الأفضل
كما اعتدنا بعد كل موسم رمضاني منذ ما يقارب الخمس سنوات، أطل الناقد العربي الكبير طارق الشناوي مع الزميلة سهى الوعل ليختار الأفضل والأسوأ و يضع بعض أهم ملاحظاته على الكثير مما ورد خلال الموسم من إخفاقات ونجاحات لم تستوقف الجمهور و لكنها استوقفت أهم النقاد.
عن كل الموسم اعتبر الشناوي أنه كان نازحاً ناحية التاريخ بالعديد من الأعمال التي أهانت التاريخ بينما شهد على صعيد آخر تنوعاً كبيراً و لكن بعيداً عن السياسة بخلاف الموسم الماضي الذي كان أكثر ملامسة للحالة السياسية، ربما بسبب حكم الاخوان وقتها الذي زال الآن، فتنفس صنّاع الدراما الصعداء.
عن مسلسل غادة عبد الرازق الذي وصفه الكثيرين بالسياسي،رأى الشناوي أن “السيدة الأولى” كان اختياراً سيئاً وقعت فيه غادة بغرورها في الاختيار الذي جعلها تعتقد أن أي عمل ستضع عليه يديها وتقدمه عبر الشاشة سيحقق نجاحاً محتوماً. وقال الشناوي: “لم يكن العمل صريحاً ولذلك لم ينجح، هي ناقشت شخصية سياسية و لكن لم يكن لديها الجرأة هي وفريق العمل لتوضيح من يقصدون فجعلوا العمل يبدو سياسياً و لكن ليس حقيقياً وهنا كان الخطأ، لأنها لم تكن مجبرة على تقديم عملاً سياسياً و كان بإمكانها تقديم عملاً اجتماعياً مثلاً طالما أنها لن تقدم عملاً سياسياً صريحاً ومباشراً”.
وعن أبرز الإخفاقات من وجهة نظره ، قال الشناوي أنه يُعد مسلسل “سرايا عابدين” الإخفاق الأكبر خلال الموسم والسبب تطلعات الجميع بشأنه وما صُرف عليه من قبل الإنتاج الضخم و الحملة الإعلانية التي سبقت العمل لتأتي النتائج مخيبة للآمال ، متهماً هبة مشاري حمادة كاتبة العمل بإهانة التاريخ ليس كونها كويتية بل كونها لم تتعب نفسها للقراءة قليلاً عن تاريخ الخديوي والفترة الزمنية التي كتبت عنها، ما لفت إلى أن مخرج العمل عمرو عرفة تأثر كثيراً بمسلسل “حريم السلطان” وهنا وقع بخطأ فادح.
واعتبر مسلسل “صديق العمر” إخفاقاً آخر والسبب أن العمل ناقش قضية مرَ عليها أكثر من أربعين عاماً وعلى الرغم من ذلك ترك العديد من علامات الاستفهام ولم يُجب على تساؤلات عديدة كانت منذ ذلك الوقت تحيط بعلاقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصديقه المشير عبد الحكيم عامر الذي اُعلن رسمياً أنه توفي منتحراً بينما حاول العمل إثبات العكس.
ومن النجوم الذين اعتبرهم اخفقوا جاء جمال سليمان في المقدمة والسبب عدم قدرته على إتقان اللهجة المصرية حتى الآن وإصراره على تجسيد شخصيات مصرية بحتة مؤكداً أنه ليس ضد أن يمثل الفنان العربي غير المصري شخصية مصرية، ضارباً المثال بتيم حسن في دور الملك فاروق وهند صبري في دور بنت البلد المصرية وغيرهم ممن أثنى على قدراتهم في إتقان اللهجة المصرية. كما اعتبر أن قصي الخولي عانى من نفس المشكلة فلم يتقن اللهجة المصرية في دوره كالخديوي اسماعيل ولم يقترب من الشخصية وهو ما أعده إخفاقاً أيضاً.
أما عن مسلسل “امبراطورية مين” فاعتبر العمل دون المستوى مؤكداً أن هند صبري أيضاً أخفقت باختيارها وأن المسلسل يفتقد لسخونة “الحوار” معتبراً اياه مسلسلاً متواضعاً جداً , كما وصف مسلسل “دهشة” بغير المبهر، مثنياً على دور النجم يحيى الفخراني ولكنه أيضاً اعتبر العمل افتقد لعنصر الإبهار و لعل هذا أحد أهم أسباب عدم تحقيقه لنسب مشاهدة عالية.
عن نجوم الغناء الذين انتقلوا إلى الشاشة و إلى المنافسة الرمضانية اعتبر الشناوي أن ميريام فارس في تجربتها الدرامية الأولى ما زالت “باربي” لافتاً إلى أنه يجب منحها فرصة أخرى لتكرر التجربة ولكن في عمل أفضل. أما هيفا فقال أنه لأول مرة يقتنع بها كممثلة ما يعني أن محمد سامي نجح في الكشف عن موهبة لديها لم يستطع خالد يوسف أو سامح عبد العزيز إخراجها من هيفاء وهبي ولكنه انتقد رؤيته الإخراجية في استخدام الكادرات المائلة طوال ثلاثين حلقة نافياً أن يكون هذا إبداعاً بل إخفاقاً. أما تامر حسني فاعتبره الشناوي أنه تراجع هذا الموسم و لم يكن بنفس بريقه كما في تجربته السابقة .
وعن المسلسلات التي ناقشت قضايا جريئة من نوعها كـ “السبع وصايا” الذي ناقش الجن و السحر و مسلسل “لو” الذي ناقش خيانة الزوجة اعتبر الشناوي أن “الوصايا السبع” مسلسل مبهر ونجح في التعامل مع موضوع ساحر وخيالي ولكن الكاتبة أخفقت في الحلقة الأخيرة لأنها حاولت أن تمنطق ما لا يُمنطق. أما “لو” فاعتبره عمل جيد ولكنه تعثر في مرحلة ما وانتقد ما قام به الفنان عابد فهد بطعن العمل لأن القواعد العملية التي يجب أن يلتزم بها أي ممثل لا تُجيز له طعن أي عمل شارك به بتلك الطريقة، مؤكداً أن محاولة عابد فهد في لقائه مع نيشان ببرنامج “ولا تحلم” التنصل من مسؤولية ذلك العمل لم تكن مهنية وكان واضحاً أنها حركة مقصودة وقد أثرت بالتأكيد في مشاهدات المسلسل وقال: “أدبياً ما قام به عابد فهد الذي يملك خبرة أكثر من عشرين عاماً لا يجوز”.
وفي فقرة الأفضل والأسوأ , اختار الشناوي أحمد داوود و يحيى الفخراني كأفضل ممثلين في رمضان، ونيللي كريم كأفضل ممثلة عن “سجن النسا” بالرغم من أنها ظهرت عبر “سرايا عابدين” في دورين لشقيقتين توأم، إلا أن أحد لم يلاحظها ما يدل على أن الممثل ليس حالة مطلقة في كل الأعمال بل هو عنصر من عناصر نجاح اجتمعت في عمل واحد كمسلسل “سجن النسا”. كما اختار مصطفى شعبان كأسوأ ممثل ويسرا كأسوأ ممثلة عن دورها في “سرايا عابدين” بسبب حجم نجوميتها والخطأ الجسيم الذي ارتكبته خلال تجسيدها لشخصية مثل شخصية خوشيار هانم التي حاولت أن تغلفها بالطابع الكوميدي وهي في الأساس شخصية غير كوميدية ولا تقبل أن يتم تطويعها لأن تصبح ردود أفعالها كوميدية . بينما اختار مسلسلي “سجن النسا” و “السبع وصايا” كأفضل عملين و”دكتور نسا” كأسوأ عمل.
أما أفضل مشهد فكان بوجهة نظره مشهد قتل نيللي كريم لزوجها وصديقته في آخر “سجن النسا” والحالة التي غلفت آداءها الذي كشف عن فخر ودون أي ندم حتى حان وقت تنفيذ حكم الإعدام بها دون أي كلمة وكل ذلك فقط بتعابير وجهها، لافتاً إلى أن مخرجة العمل الأستاذة كاملة أبو ذكري هي أفضل مخرجة لهذا الموسم دون أي منازع. بينما اختار روبي كأفضل ممثلة مساعدة معتبراً أنها في “سجن النسا” أطلت محترفة وأفضل من جميع إطلالتها السابقة كما شبهها بالبدر الذي يكتمل يوم 14 من كل شهر هجري والسبب أنها ظهرت بأفضل حالاتها في “سجن النسا” ابتداءً من الحلقة الرابعة عشر.
و في نهاية اللقاء توقف الشناوي عند محمد فؤاد ورامز جلال اللذين قدما عملين مختلفين للمقالب هذا العام معتبراً أن محمد فؤاد كان “ثقيل الدم” أمام الكاميرا بعكس رامز جلال الذي أكد أن كل النجوم الذين ظهروا معه كانوا على علم مسبق بالمقلب، حيث وصف ردود أفعالهم بالتمثيل وقال أن الممثلين مع رامز فشلوا في التمثيل وفضحوا أنهم يعلمون كل تفاصيل المقلب.