د. جمال فياض لبصراحة: هذه الشخصيات تتلذّذ بإهانة الآخر… ويصفها بـ “سادية السوشل ميديا”
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة الملجأ لعدد كبير من النجوم والفنانين والاعلاميين والسياسيين، اذ تعطيهم الحرية للتعبير عن آرائهم وكل ما يجول في خواطرهم دون قيود او حسيب او رقيب، يهاجمون ويشتمون ويستفزون او يمدحون ويعظّمون في بعض الاوقات.
وقد سُجل في العديد من الاحيان شتائم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة ابداء احد الشخصيات المعروفة رأيه الخاص، الامر الذي يسبب ضجة وبلبلة بين رواد هذه المواقع، وتصبح سيرة الشخص المقصود على كل لسان.
هذا الأمر بات مؤخرًا مصدر اعجاب لعدد من النجوم او الاعلاميين او السياسيين المعروفين، اذ باتوا يقصدون في بعض الاحيان تسجيل مواقف هم على دراية انها قد تثير الجدل وتعرّضهم للهجوم، الا انهم لا يكترثون لهذا الامر باعتبار ان الضجة هذه قادرة على زيادة شعبيتهم وحشد عدد اكبر من المتابعين في صفوفهم.
هذا الامر المؤسف الذي بات واضحًا على مواقع التواصل، صوّب عليه الاعلامي الدكتور جمال فياض، واضعًا الاصبع على الجرح، اذ غرّد على حسابه الخاص عبر موقع تويتر قائلا: “سادية السوشل ميديا”… مرض جديد، عندما يعشق بل يدمن البعض أن يتنمّر عليه المتابعون! وعندما لا يقرأ شتيمة أو إهانة، يسرع لنشر تغريدة تستفز المتابعين وتستجلب شتمه وإهانته وتحقيره وكأنه عندها يشعر بنشوة ومتعة ! وإلا فكيف نفسّر تغريدات بعض الشخصيات التي تستفزّ الناس بلا سبب؟“.
وللاستيضاح أكثر حول هذه التغريدة، تواصل موقع “بصراحة” مع الإعلامي الدكتور جمال فياض، الذي فسّر كلامه بالقول إن هناك نوعين من الأمراض النفسية، واحد يُسمّى “المازوشية”، أي من يستلذ بتعرضه للتعذيب أو الإهانة من قبل الآخرين، والنوع الآخر هو “السادية” أي من يتلذّذ بإحداث الألم وإهانة الآخر.
من هنا، يرى فياض أن بعض المغرّدين، ومعظمهم شخصيات معروفة ومشهورة، باتوا يكتبون تغريدتهم وكأنهم على دراية مسبقة أنهم سيتعرضون للشتائم والاهانات، نظرًا لكونهم يعمدون استفزاز الناس حتى بأبسط الامور.
لم يذكر فياض في حديثه لموقعنا أي اسم، لكنه في المقابل أشار الى أن هناك شخصيات عامة معروفة باتت تعتمد هذا الاسلوب، حيث تنشر تغريدة في مضمونها ما يستدعي الرد من الجمهور المقصود، وبالتالي تعرّض صاحبها للشتائم، وكأنهم هواة “البهدلة” والاهانات.
اذًا، تغريدة الدكتور فياض هذه اختصرت كل الكلمات ولخّصت كل ما يودّ الفرد قوله عن الوضع المؤسف والمخجل الذي وصلنا اليه على مواقع التواصل، حيث انحرفت هذه الاخيرة عن هدفها الاساسي في نشر المعلومات وايصال الاخبار بأسرع وقت وطريقة ممكنة، وباتت كأنها البوابة التي يقصدها “جائعو الشهرة” واولئك الذي “يشحدون” الاهتمام كي يلتفت الناس اليهم فيشكلون مادّة دسمة لأحاديث الصحافة والمواقع الاخبارية والالكترونية.