تغطية خاصة – الاعلامي محمود سعد يناقش فيلم حلاوة روح قبل مشاهدته، فهل نلوم الشعب المصري؟… وحلاوة روح الى الرقابة مجدداً
استضاف الاعلامي محمود سعد ضمن برنامجه “اخر النهار” الذي يعرض على شاشة النهار كل من الناقد السينمائي طارق الشناوي والمنتج السينمائي محمد سبكي وذلك للحديث عن منع عرض فيلم”حلاوة روح”للنجمة اللبنانية هيفا وهبي. والمفارقة تكمن صراحة في استضافة “سعد” لمنتج الفيلم وأحد اهمّ النقاد المصريين لمناقشة فيلم هو لم يشاهده شخصياً أسوة بمعظم المصريين شعباً واعلاماً الذين انتقدوا الفيلم وهاجموه ورشقوه بالحجارة قبل مشاهدته.
تحدث المنتج محمد سبكي بداية عن فيلم”حلاوة روح”مؤكدا ان الفيلم انتُقد قبل عرضه والسبب هو ان بطلته”هيفا وهبي”،اما عن النقد الذي وُجَّه حول الطفل الذي يسترق النظر الى”هيفا” وهي بالسرير وانه خادش لحياء العائلات المصرية، اشار السبكي ان لو الرقابة طلبت منه حذف المشهد مقابلة حذف عبارة”للكبار فقط” لكان حذف العبارة والمشهد معه.
لكن الموضوع واضح في الاعلان انه للكبار فقط ،لافتا ان مشهد الاغتصاب لا”خدش للحياء فيه”ولم تكن هيفا متعرية بل كانت تقاوم عملية الاغتصاب التي تتعرض لها.
وردّ السبكي على جمعيات الاطفال التي تحاملت على الفيلم وتحدثت عن عدم احترام حقوق الطفل، انه في الدول الاجنبية اي اوروبا واميركا لم تُثِر الجمعيات الجدل حول فيلم”مالينا” الذي اتُّهم “حلاوة روح” بالاستيحاء منه، رغم ان الطفل في “مالينا” يحلم بممارسة الجنس مع البطلة متسائلا:”هل حقوق الطفل في مصر اقوى من الموجودة في اميركا واوروبا حيث يهتمون بحقوق الحيوانات اكثر من الانسان؟”،كاشفاً ان التشابه بين الفيلمين يكمن في فكرة استخدام الطفل الذي يسرق النظر لا اكثر ولا اقل. واضاف السبكي قائلاً:” تريدون اقناعي ان الطفولة”باظِت” من وراء الفيلم في الوقت الذي نرى فيه الطفل المصري ينام على الطريق في عزّ الشتاء والبرد ونراه يشحد؟”
وتعليقاً على كلام احدى الناشطات في جمعيات حقوق الطفل في مصر، ردّ الناقد السينمائي “طارق الشناوي”- الذي وصف الفيلم “بالرديء فنياً”- ان موضوع استخدام الطفل والاغتصاب لا يمكن الابتعاد عنه درامياً، لانه موجود في المجتمع وهو من الواقع، لكن الاهم كيف يُقدّم هذا الامر الى الجمهور؟ فمشكلة الفيلم ،رغم انه ضدّ قرار منع عرضه، لم يعرف كيف يناقش هذه القضية او يقدمها بالطريقة الأصح، مؤكدا ان إسمي “السبكي”و”هيفا”هما السبب الاساسي لهذا التهجم،حيث وجد “هؤلاء” في الفيلم الفرصة المناسبة لهذا التهجّم.
وتابع”الشناوي”حديثه بانه تفاجأ بما كُتب في الصحافة المصرية عن فيلم”حلاوة روح” قبل عرضه والذي لا علاقة له بقصة الفيلم، فرغم اعتراضه على قرار الوزارة بمنع عرض الفيلم، يرى ان موضوع الطفل الذي يسرق النظر على جسد هيفا وهي في السرير، هو امر طبيعي سيكولوجيا ويحصل. ولكن المشكلة تكمن في تكرار هذا المشهد بهدف الاغراء وجذب المشاهد.علماً ان الاخيرة لم تتعرى في القصة ، حيث كانت ترتدي طوال الفيلم “العباية”وتضع “شالا”على رأسها. لكن بمجرد انها”هيفا”، فإن المشاهد لا يريد ان يراها محتشمة بل “متعرية”،فبذلك حوّل المخرج الامر الى حلم وصوّرها ترقص على اغنية للفنان حكيم. من هنا يرى الشنّاوي ان الفيلم مقبول تجارياً، لكنه لم”يُكسّر الدنيا” كباقي افلام السبكي كفيلمي”فرح” و”كباريه” .
اما السبكي فصرّح ان كل الافلام التي قام بها في السابق”في كفّ وهذا الفيلم في كفّ آخر”كونه يمسّ بواقعية، الواقع المصري، فمِن وجهة نظره هو من اهم الافلام التي انتجها ويجب ان يُصنَّف بين اهم مئة فيلم مصري.
وفي مداخلة هاتفية اخرى مع مخرج فيلم”حلاوة روح”سامح عبد العزيز تساءل:”اين كان كل هذا الانتقاد عندما عرضت مشاهد لخادمة في فيلم “امبراطورية ميم” تتحرش جنسياً بطفل في احد المشاهد؟او ان المعايير الاخلاقية اليوم تغيرت في فيلم”حلاوة روح”؟ معتبراً ان الاستاذ طارق الشناوي ينتقد دائماً افلامه دون وجه حق، وانه ربما متأثر بفترة الاخوان التي مرت فيها مصر، مشيرا انه راضٍ كثيرا عن ما قدّمه في العمل .
اما المخرج خالد يوسف، فتحدّث بمداخلة له عن البيان الذي صدر عن مجلس السينما للثقافة ضد منع عرض الفيلم رغم عدم مشاهدته له، انما جاء القرار من منطلق ان فكرة الرقابة والمصادرة قد ولّى عهدها من قِبل الحكومة التي يجب ان ينحصر دورها بدعم السينما المصرية وخاصة الافلام الجيدة فتقطع الطريق بذلك على الافلام السيئة ان كانت تدّعي ان فيلم حلاوة روح سيّء.اما من جهة ان الفيلم يسيء الى الاخلاق فردّ قائلا:”ان كان كذلك، فليمنعوا بث الانترنت عن كل مصر كونها تشكل اكبر خطر على اخلاق الشباب اكثر من السينما بكثير”.
ختاما جاءت كلمة”الشناوي” ليؤكد بانه ضد الرقابة واسلوب المنع بشكل عام، حتى لو كان الفيلم في رأيه الشخصي رديئاً فنياً، الا انه يدافع عن قضية منع عرضه ويترك الحكم للجمهور.
اما السبكي فاكد ان الفيلم يعكس الواقع. ولو يعود الامر له لا يحذف اي مشهد منه لانه فيلم حقيقي، وهو ليس نادماً على الفيلم ابدا، بل على العكس يعدّه من اهم الافلام التي قدمها مصرياً.
نذكر اخيراً ان المخرج أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية تقدّم باستقالته رسمياً، وقام بجمع متعلقاته من الجهاز، حيث اعتبر ما فعله رئيس الوزراء بإيقاف عرض فيلم “حلاوة روح” تجاوزاً.وأوضح رئيس الرقابة، أنه رفض تنفيذ قرار الحكومة بوقف عرض الفيلم، مما دفعه للاستقالة وطالب أحمد عواض فى استقالته وزير الثقافة محمد صابر عرب بإنهاء انتدابه، وقبول استقالته.
من ناحية اخرى ،اجتمع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، مع وزير الثقافة محمد صابر عرب وعدد من الفنانين والمبدعين، امس السبت وشهد الاجتماع انقساما فى الآراء بشأن قرار محلب بمنع عرض فيلم “حلاوة روح” حيث أكد للفنانين أنه لم يمنع عرض الفيلم، وأن من قرر عرضه على الرقابة على المصنفات، هو وزير الثقافة، موضحًا أن الرقابة هي التي ستحدّد القرار المناسب، كما أكد رئيس الوزراء حرص الحكومة على تشجيع الإبداع، وأنها ليست مع المصادرة.
وقال الدكتور صابر عرب وزير الثقافة انه سيتم تشكيل لجنة من الفنانين والمجتمع الاهلي وعرض الفيلم لابداء رأيها في فيلم حلاوة روح.وأشار إلى أن الحكومة لم تمنع الفيلم بل سحبته وفقا للقواعد القانونية للمصنفات الفنية .
وكانت النجمة اللبنانية هيفا وهبي قد اكدت في مقابلة مع “سي ان ان” بالعربية ان الفيلم لا يضم مشاهد جنسية تجمعها مع الطفل بطل العمل كما يشاع، ولفتت هيفا ان الفيلم يناقش قضية مهمة، واشارت هيفا “لو قامت بأداء الشخصية اي فنانة اخرى لما واجهت كل هذا الهجوم عليها”. واكدت الى وجود جهة ما كانت وراء الحملة الشرسة عليها فيالصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما رفضت بطلة “حلاوة روح” التعقيب على قرار رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب بسحب الفيلم احتراماً منها للدولة المصرية، واشارت الى إنها تنتظر ما ستسفر عنه الأتصالات في الأيام المقبلة، ولفتت الى أن الشركة المنتجة تتابع الموقف وهي المسؤولة عن الإجراءات القانونية.