ماغي فرح: لقد أهانوا كرامتي
حلت الإعلامية ماغي فرح، ضيفة زافين على شاشة المستقبل للمرة الاولى منذ 18 سنة، الجمعة في حلقة جديدة من سلسلة “مؤثرون”، في حديث عن تحولات التلفزيون والسياسة، وعودة الى أهم مراحل حياتها الحافلة.
استهلت اللقاء بالـتأكيد على انها ستقول الحقيقة ردا على كل سؤال، والا فانها تفضل الصمت. وقالت ان الناس يعتبرون ان الاعلامي لديه رسالة معينة هي قول الحقيقة. واشارت الى انها اليوم، لا تحب ان تقدم برامج سياسية كالتي كانت تقدمها. واعتبرت ان لا بد من شيء جديد يليق بالخبرة التي اكتسبتها.
ولماذا لم تنتقل الى كرسي الضيف وتتحول محللة، قالت انها لم تطرح نفسها في هذا الاطار. واعتبرت ان المحللين عادة يرتبطون باجهزة معينة، او لديهم مرجعية تعطيهم معلومات.
وعن تخصصها في علم الابراج والفلك، بحيث بات جيلا كاملا لا يعرفها الا من خلال ذلك، اعتبرت ان ذلك يظلم تجربتها الاعلامية بوجود جيل لا يعرف شيئا عن هذه التجربة.
وعن نهاية عصر ماغي فرح بالشكل الحواري الذي اطلقته، وبداية عصر ما اطلقه منذ سنوات الزميل بيار رباط لناحية الضيوف الثابتين، قالت: “دائما التغيير يحصل، ونحن نتبع الغرب في برامجنا، ولا مانع طالما التقديم يكون جيدا، من حيث الشكل والمضمون، ومدى تجاوب الجمهور هو الذي يؤدي الى نجاح المقدم”.
وقالت انها لا تتابع كثيرا البرامج التلفزيونية، وانها غالبا ما تفضل قراءة الكتب. واشارت الى انها كانت سابقا تتابع الاخبار، واليوم هي لا تشاهدها كثيرا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل كل الاخبار، ولا يعود للخبر نكهة لمتابعته على التلفزيون.
وتحدث زافين عن المتغيرات على التلفزيون، فالمؤسسة اللبنانية للارسال لا برنامج سياسيا لديها اليوم، والزميل مارسيل غانم على محطة ام تي في، يقدم صيغة مجددة ومحدثة لبرنامجه، مع جمهور في الاستديو وتفاعل اكبر مع الشباب، والزميل جورج صليبي على محطة الجديد، يحضر لنسخة جديدة بعدما اوقف برنامجه “الأسبوع في ساعة”.
وعلقت فرح: “ان البرنامج ينجح اذا كان كل المقدمين او الموجودين في الحلقة قريبين من المشاهد. كاعلامي يجب ان تجعل الجمهور يصعد اليك، ان تعطيه الكثير من الثقافة، لا ان تنزل اليه.
وتم عرض تقرير عن مسيرة ماغي فرح، التي تشكل امتدادا لتاريخ التلفزيون اللبناني. فالحوار السياسي التلفزيوني في لبنان ولد في الستينيات، على يدي صحافيين رواد من أمثال عادل مالك وجان خوري وكميل منسى وايلي صليبي وليلى رستم، وتطور في الثمانينيات مع جاك واكيم وعرفات حجازي. وفي بداية التسعينيات، حدّثت ماغي فرح الحوار السياسي اللبناني في لحظة تاريخية انتقالية، بين الحرب والسلم، وبين الجمهورية الاولى والثانية.
بعد التقرير، تطرقت الى سبب مغادرتها العمل في محطة الـ MTV، فقالت ان المحطة نظمت مسابقة من يعرف اسماء الوزراء في الحكومة، فقالت عن طريق النكتة ان غازي كنعان ربح المسابقة، فقامت القيامة وتعرضت للتهديد.
وردا على سؤال ما الذي يحول دون حل الازمات التي يعاني منها لبنان، ومنها ازمة الكهرباء المستمرة، اعتبرت ان هناك مؤامرة او خطة واضحة بالنسبة اليها من خلال الاحداث التي توالت، وهي ان لبنان لا يموت ولا يعيش بانتظار التسوية في المنطقة. وقالت: “منذ زمن الاذاعة، كنت اتابع الاخبار لحظة بلحظة. ورأيت اننا ضحية مؤامرة لتقسيم الشرق الاوسط باكمله. وقرأت تقريرا في تلك الفترة عن الخطة التي يقومون بها لتقسيم الشرق الاوسط. قرأت من سيقوم بحرب الجبل. وهي مؤامرة اسرائيلية قضت بإحداث استفزاز بين اللبنانيين يهجّر المسيحيون في اعقابه من الجبل الى دير القمر، ومنها الى الاديرة في كسرون والمتن. منذ ذلك الوقت كنت اتحدث عن تقسيم الشرق، فكانوا يستغربون ما اقوله”.
واعربت عن شكها في تشكيل حكومة سريعا، وقالت ان اكثر من يعرف اليوم مسار الحكومة هو “حزب الله”، رغم ان الامور مقسمة والجميع يعرفون الكثير، كل واحد يعرف من جهته ماذا يحصل.
وفي تقرير ثان، متابعة لمسيرة ماغي فرح الاعلامية بعد انتقالها الى محطة الـ MTV، مع البرنامج المباشر “الحكي بيناتنا” الذي غيّر مقاييس البرامج الحوارية اللبنانية، وارسى قواعد جديدة في إدارة البرامج الحوارية من حيث الشكل والمضمون.
عن نصيحتها للجيل الاعلامي الجديد من خلال خبرتها قالت ماغي فرح: “الاهم ان يقولوا الصدق. المطلوب من الجيل الجديد تعميق المعرفة لان بلا معرفة ما من إعلام. قولوا الصدق”.
واعتبرت ان المشاهد يجب ان يكون لديه رأيه، والا يتقبل ان يقدموا له اشياء تخدج احساسه، مضيفة: “لا اعرف اذا كان الفلتان الاعلامي ليس مطلوبا من سياسات عليا لضرب الاجيال بالمخدرات والاخلاق. لا اعرف ما الذي يقف وراء الفلتان العالمي، انسان يهدم نفسه او تجارة تتحكم به او وجود قرار سياسي كبير”.
وتطرقت الى اسباب مغادرتها المحطات، فقالت: “رغم المشكلة مع المستقبل لم تهن كرامتي، في الـ MTV اهانوا كرامتي وكتبوا اشياء في الصحف ليست صحيحة. وتدخل كثيرون لاصلاح الامور بيننا، لكن ما قيل اصابني في الصميم، ولم يكن ذلك ممكنا”.
وقالت انها تعتبر انها كانت مؤثرة في الاسلوب وطريقة التقديم. واشارت الى ان استعمالها اللغة البيضاء كان جزءا من كسر الاساليب التقليدية عبر استعمال اللغة العامية الراقية وليس اي لغة. وكشفت انها لم تكن تحضّر برامجها في الاذاعة. كانت ترتجل كثيرا، واشتهرت بانها كانت تلخص الحلقة في اخر الحلقة على التلفزيون.
واعتبرت ان الصدق له ثمنه، وطالما انت جاهز لدفع الثمن، فلا شيء يقف في طريقك. واشارت الى انها احيانا دفعت الثمن من عملها، من دورها كاعلامية، من ضرب سمعتها وتصويرها بانها لا تبقى في اي محطة في وقت ان المحطات هي التي دفعتها الى الرحيل”.
وعن دخولها السوشيل ميديا، قالت انه كان لديها حذر كبير من السوشيل ميديا لانه ليس هناك ضوابط للموضوع. وقالت ان سامي خياط مثلا ذكي وعاقل او فادي رعيدي، لا يستعملان اي كلمات بذيئة ويجعلان الناس يضحكون، فالبذاءة ليست شرطا للضحك.
وقالت انها من اولى السيدات اللواتي لجأن الى عمليات التجميل من دون أن تجد حرجا في الكلام على ذلك. وتحدثت عن صراع عمليات التجميل وكيف عاشت أزمة تكبير شفتيها. واعتبرت انه ليس معيبا الكلام على التجميل لانه شيء طبيعي ان تفتش المرأة عن تحسين مظهرها.
وفي الختام، عبرت عن ارتياحها لسير الحلقة، معتبرة ان زافين استطاع ان يريحها من خلال الاسئلة وطريقة ادارته للحلقة، وهذا ما دفعها الى الكلام، مشيرة الى ان التقارير التي عرضت كانت جميلة جدا وتحمل الكثير من تاريخها.