نعش الموسيقار يكرّم جورج ابراهيم الخوري
حلقة “بلا طول سيرة” هذا الاسبوع جمعت بين جيلين: تحية الى موسيقيّ راحل وكاتب راحل، ولقاء مع مخرج لبناني شاب، وآخر مع مخترع، وحديث عن نساء صنعن العناوين في هذين الاسبوعين.
بعد حوار سريع في غرفة العمليات، كرّس زافين الفقرة الأولى تحية لرجل اختار ان يعيش بصمت.. وان يرحل بصمت. إنه الموسيقيّ فؤاد عواد الذي رحل نهاية الاسبوع الماضي، بعد صراع مع المرض، عن ثلاث وسبعين سنة. جيل الثمانينيات يعرف فؤاد عواد من خلال شخصية “فارس ابن ام فارس” التي قدمها على التلفزيون سنة 1982، في مسلسل من كتابة مروان نجار، والتي “ضربت” بكل المقاييس واثارت الجدل لكونها “أجمل أسوأ” ما قدمه “تلفزيون لبنان” آنذاك. ترك فؤاد عواد “فارس ابن ام فارس” للذاكرة، وغاص في ورشة تحديث الموسيقى العربية، ووضع مناهج اكاديمية لتعليم أصول العزف على آلة العود. هو الذي قال مرة: “أدافع عن الموسيقى العربية كما أدافع عن بيتي، وعن وطني.. وسأمضي في معركتي ولو بقيت وحيداً”.
عن فؤاد عواد، الاب والرجل والموسيقيّ والممثل، تحدثت ابنة الموسيقيّ السيدة نادين عواد داغر التي نقلت قول احد المقربين ان فؤاد عواد كان عشرة اشخاص في شخص واحد. وقالت انه دائما كان ذا امل، وتعامل مع المرض والموت بايجابية. كان يعيش في سلام، وحضّر العائلة لمغادرته في هدوء وسلام. وأضافت ان الكوميديا مهمة جدا في حياته، لكن من الضروري ان يعطى كل شيء حقه.
قال اميل عواد، ابن فؤاد عواد، وهو موسيقيّ ايضا، ان فؤاد انجز في الاشهر الاخيرة كتبه عن المناهج الموسيقية، وعددها ستة، ومسيرتنا ان نكمل ما بدأه على هذا الطريق عبر المساهمة بتحديث المنهج الاكاديمي للموسيقى العربية والمشرقية، ووضع اسس لدراسة العود. واشار الى جانب لا يعرفه الناس عن فؤاد عواد، وهو ان الأخير رسام وله لوحات كثيرة، وكان يحضّر لرسم لوحة جديدة، لكنه لم يبدأ بها. واشار الى انه كان لديه الكثير ليقوم به في التلفزيون، لكن الظروف لم تسمح.
الموسيقيّ شربل روحانا اعرب، في اتصال هاتفي، عن اسفه لانه لم يستطع ان يودعه. وتحدث عن علاقته به. وقال ان ما يعزيه انه كان تلميذ فؤاد عواد في يوم من الايام، وهذه كانت من اهم المراحل في حياته، وانه درس وفق المنهج الجديد الذي وضعه عواد.
في الفقرة الثانية، تحية الى الصحافي والاديب جورج ابراهيم الخوري، رئيس تحرير مجلة “الشبكة” خلال اربعين سنة، في الذكرى العاشرة لغيابه، وتمّ التركيز على جانب من شخصيته كصانع الالقاب، مع ابنته غرازييلا الخوري سويدان التي قالت ان اول لقب منحه والدها كان للموسيقار ملحم بركات، وكان لقب “الموسيقار” الاقرب الى قلب بركات، معتبرة ان وضع اللقب على نعش ملحم بركات هو وفاء لجورج ابراهيم الخوري. ولفتت إلى ان منح الخوري للألقاب ناتج عن خبرة ومعرفة بالموسيقى والأصوات، وان الفنانين كانوا يعتبرون هذه الالقاب شهادة اعتراف بهم، وانهم كانوا يسعون لها.
ومن الألقاب التي أطلقها جورج ابراهيم الخوري: الأسطورة صباح، الموسيقار ملحم بركات، النجم العربي وليد توفيق، سلطان الطرب جورج وسوف، شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، قيصر الغناء العربي كاظم الساهر، السوبر ستار راغب علامة، فارس الغناء العربي عاصي الحلاني، ومارد الغناء ربيع الخولي.
وتحدثت الخوري عن الطريقة التي كان والدها يطلق فيها الالقاب على النجوم، ولم تجب على سؤال ما اذا كان ندم على اطلاق احد الالقاب… ووجه زافين في ختام الحلقة تحية الى الزملاء في مجلة “الشبكة” ودار “الصياد”، الصرح العريق.
الفقرة التالية خصصت للبنانيين مبدعين: الاول، المخرج اللبناني الشاب جيمي كيروز الذي يعيش في الولايات المتحدة الاميركية، والذي فاز باحدى الجوائز العالمية العريقة الخاصة بافلام الطلاب، التي تمنحها “أكاديمية الفنون الاميركية” المنظِّمة لحفل جوائز الاوسكار. وقد حضر جيمي الى لبنان للمشاركة في المهرجان الدولي العاشر للأفلام الذي تنطمه جامعة سيدة اللويزة. وحضر جيمي في البرنامج من خلال تقرير مسجل معه، نظرا الى وجوده في المهرجان في هذا الوقت. فيلم جيمي «Nocturne in Black» (موسيقى هادئة بالأسود)، هو من بين 17 فيلماً فائزاً باوسكار افلام الطلاب، من أصل حوالي 1750 فيلماً اشتركوا في المسابقة، من مختلف جامعات العالم.
المبدع الثاني هو سيفاك بابكيان الذي وصل الى نهائيات برنامج “نجوم العلوم” العالمي بنسخته العربية، عن اختراع طوّر فيه طابعة مكتبية ثلاثية الأبعاد. ويحتاج سيفاك الى تصويت الجمهور بنسبة 50%، ولجنة الحكم بنسبة 50% ليفوز بالمرتبة الاولى، الا ان الاربعة الذين وصلوا الى النهائيات يعتبرون فائزين.
بعد التحيتين والمبدعين، حديث مع الزميلة شهير ادريس عن كتابها الاول “الحديقة الخلفية”، الصادر عن (دار المؤلف)، ويتناول هواجس المرأة في سن الاربعين، من خلال قصص اربعين امرأة واكثر. شهير قالت انها كانت تكتب قصصا قصيرة، ولما قرأها احد المقربين شجعها على الكتابة. فكان “الحديقة الخلفية” باكورة اعمالها. واوضحت انها اختارت سن بعد الاربعين لان النساء في هذا العمر يتحدثن بسهولة اكثر عن امور كن يعتبرنها فيما قبل من الممنوعات. وسيقام حفل توقيع الكتاب مساء الاربعاء في 16 تشرين الثاني الجاري، بين السادسة والنصف والتاسعة والنصف، في فندق البريستول.
في الفقرة الاخيرة، لقاء مع المعالجة النفسية الدكتورة رندا شليطا، حول الانتخابات الرئاسية اللبنانية والانتخابات الرئاسية الاميركية. وخصصت الفقرة للكلام عن “توب 5” نساء صنعن عناوين الاخبار خلال هذين الاسبوعين: هيلاري كلينتون، ميريام كلينك، ستريدا جعجع، جيلبيرت زوين، فاطمة حمزة، وبنات رئيس الجمهورية: ميراي وكلودين وشانتال عون. ما هو القاسم المشترك بين هذه النساء واي صورة للمرأة بعد هزيمتها في واشنطن واستخدامها للسخرية في بيروت؟