طاقات عربية تنطلق لتتنافس في مجال الموضة وتصميم الأزياء تحت انظار المصمم ايلي صعب
في اجتماع فريدٍ للموهبة والالهام والابداع والتَنافُس للفوز بأفضل التصاميم، تلتقي الطاقات العربية في مجال الموضة وتصميم الأزياء، وتتنافَس في ما بينها على مدى 13 اسبوعاً، في “Project Runway ME” على MBC4 و”MBC مصر2″… وذلك تحت أنظار لجنة تحكيم البرنامج المؤلّفة من: مُصمّم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب Elie Saabرئيس اللجنة؛ وأيقونة الأزياء والموضة التونسية-الإيطالية عفاف جنيفان Afef Jnifen؛ إلى كرسي تحكيم ثالث يشغله الضيف-النجم الذي يتغيّر في كل حلقة من حلقات البرنامج. يقوم السعودي فارس الشهري بتدريب المشاركين المتنافسين، وتُعنى الحسناء اللبنانية-الأسترالية، ملكة جمال استراليا السابقة، جيسيكا قهواتي بتقديمه.. أما الإخراج فيعود لـ عماد عبّود.
في لقاءٍ عقدته “مجموعة MBC” في “حي دبي للتصميم – d3″، الداعم الرئيسي للبرنامج، حضره أهل الصحافة والإعلام، إلى عدد من الضيوف والمدعوين الذين قدموا إلى دبي خصيصاً للغاية، تم الإعلان عن إطلاق البرنامج العالمي الأبرز للموضة والأزياء بصيغته العربية.
شهد حفل الإطلاق عرض فيلم (“Season Preview”) عن أبرز ما يتضمّنه الموسم الأول من “Project Runway ME”، من إعداد فريق الإنتاج في MBC الذي ترأسه سمر عقروق، تلاه إطلالة لـ عفاف جنيفان تحدّثت خلالها عن دورها في البرنامج وتفاصيل مشاركتها فيه. أشارت جنيفان إلى أن MBC تمكّنت من إقناعها بالمشاركة من خلال المصمّم العالمي إيلي صعب، مشيرةً إلى أن أكثر ما استمالها ودفعها للمشاركة هو كون البرنامج موجّه للعالم العربي، فضلاً عن أن تصويره تم في لبنان، سيّما أن والدها كان سفيراً لتونس في لبنان أيام طفولتها. أما أكثر ما أخافها من المشاركة فهو كون البرنامج يتحدّث باللغة العربية فهي تتحدّث بالإيطالية منذ فترة طويلة جداً لدرجةٍ باتت معها لغتها العربية ضعيفة نسبياً، على حد قولها. ومن جانب آخر، أشارت عفاف إلى أنها تفاجأت من درجة الاحتراف العالية التي لمستها في انتاج البرنامج، إلى جانب القدرات العالمية الموجودة لدى طاقم العمل العربي.. لدرجةٍ تتفوّق في بعض النواحي على نظرائهم في أوروبا، وذلك ينطبق على أدق التفاصيل الانتاجية والإخراجية وحتى على صعيد التصوير. وأشارت جنيفان إلى أنها نقلت تلك التجربة التي خاضتها مع البرنامج بفخر إلى إيطاليا، مُشيدةً ببراعة الإنتاج في MBC وكفاءته العالمية. وحول انطباعها عن المصمّمين الهواة المشاركين في البرنامج، أوضحت عفاف أن الموهبة الكبيرة موجودة لديهم حتماً، إلاً أن ثمّة العديد من النقاط التي تحتاج إلى مزيدٍ من التركيز والتطوير والتمكين، وأهمها العناية بالتفاصيل، والبساطة في العرض والتقديم، وكذلك في التعامل مع عارضات الأزياء لناحية التقليل من الاهتمام بالماكياج على حساب الأزياء، وهو الأمر غير الموجود نسبياً في ثقافة الأزياء والعروض الأوروبية والعالمية عموماً، والتي تميل بمعظمها إلى البساطة والأناقة والطبيعية.. لذا فقد أكّدت عفاف على أنها كعضوة لجنة تحكيم في البرنامج عملت كثيراً على تغيير هذه الذهنية ومواءمتها أكثر مع تظيرتها العالمية، مع الحفاظ طبعاً على الذوق العربي في التفرّد بالزخرفة والتطريز، ولكن بدون التخلّي عمّا أسمته بـ “الأناقة البسيطة والعفوية”، وذلك ما ينطبق على ذهنية الماكياج المُفرط، وعمليات التجميل المفرطة، وغيرها من التفاصيل التي تبتعد بالمرأة عموماً، وعارضة الازياء خصوصاً، عن المظهر العفوي المُعتاد في أوروبا وتحديداً إيطاليا.
أعقب ذلك جلسة حوارية خاصة مع إيلي صعب، المُقِلّ في إطلالاته الإعلامية، أدارها مـازن حـايك المتحدّث الرسمي باسم “مجموعة MBC”. استهلّ حـايك الجلسة معرباً عن “اعتزاز مجموعة MBC بالشراكة مع المصمّم اللبناني العالمي المبدع إيلي صعب، الاسم العَلَم في هذا القطاع، والذي يُعتبر المُلهِم للملايين من متابعي ومُحبّي الموضة والأزياء الفاخرة والراقية حول العالم.” وتابع حـايك: “يشكّل برنامج “Project Runway ME” امتداداً لنجاح برامج المواهب التي تقدّمها MBC عبر قنواتها ومنصّاتها المتعدّدة والمتنوّعة.. كما يأتي ليُضاف إلى عددٍ وافر من البرامج والإنتاجات المحلية، والتقارير الخاصة، والمتابعات التي لطالما ميّزت المحتوى الإعلامي الذي نوفّره في عالم الموضة والأزياء.” وختم حـايك مشيداً “بدعم “حي دبي للتصميم – d3″ الوجهة الفُضلى لأبرز المختصّين بقطاعات التصميم والإبداع والموضة والأزياء في المنطقة… ومنوّهاً أيضاً بدور فريق الإنتاج في MBC وأُسرة البرنامج”.
إيلي صعب… في حوار خاص
في معرض إجابته على الأسئلة الموجهة إليه، تطرّق إيلي صعب إلى عدّة نقاط، ابرزها:
حول سبب مشاركته في البرنامج، أشار إيلي صعب إلى أن “اسم MBC أولاً كان الجاذب الأكبر”، مُضيفاً: “إذا لم أنفذ هذا البرنامج مع MBC فمع من سأنفّذه؟!” وعقّب أن “طاقم العمل في البرنامج كان السبب الثاني لا سيما بعد تعرّفه على قدرتهم الاحترافية العالية التي ترقى إلى العالمية.” أما السبب الرئيسي على الدوام فهو رغبته في نقل تجربته العالمية في مجال الأزياء إلى العالم العربي وصقل المواهب العربية الشابة.
وفي معرض إجابته على سؤال تطرّق إلى مستوى وكفاءة المصمّمين المشاركين في البرنامج، أشار إيلي صعب إلى أن “توجيه النقد القاسي ليس من سماته إطلاقاً”، ولكنه كان دائماً يسعى إلى إعطاء رأيه بتجرّد، مشيراً إلى أن “البرنامج ليس مطلوباً منه إيصال المشتركين إلى العالمية، غير أن الجمهور على الشاشة هو من سيصل إلى العالمية عبر البرنامج، إذا جاز التعبير، وذلك لأن البرنامج سيؤثر على المشاهدين إيجاباً، ولا سيما الشباب منهم وسيعيد تشكيل ذوقهم ونظرتهم إلى عالم الأزياء عموماً، وهو المطلوب”.
بموازاة ذلك، وبطلب من أحد الصحفيين، وجّه إيلي صعب نصيحة للمشاركين مفادها أن شخصية المُصمّم وشخصية المُنتَج الذي يقدّمه هما أبرز العناصر في عملية النجاح وأن الغرور هو السبب وراء الفشل.”
أشار إيلي صعب إلى أسباب نجاحه اللافت، قائلاً: “الإيمان بما أقوم به، والأمل بالغد.. هما العاملان الأبرز” وأضاف: “لا يمكن التوقف عند لحظة نجاح واحدة في هذه المهنة، سيّما وأن هناك عروض أزياء ومجموعات وإطلاقات جديدة كل شهرين تقريباً، وهذا يمتدّ على مدار العام، لذا فإن “النوم على الأمجاد” هو أمر غير وارد في مهنة تصميم الأزياء التي تتطلب العمل المتواصل والدناميكية.”
وحول نقطة التحول في مسيرة إيلي صعب، ولا سيما ارتداء أكبر نجمات هوليوود ونجمات الفن حول العالم أزياءه، أشار إيلي إلى أن “النجاح ليس وليد تجربة واحدة أو فرصة واحدة، بل هو تراكم من التجارب والإنجازات على مدار السنين”، وأضاف: “لعلّ النقد الذاتي هو أحد أبرز عناصر الاستمرار في النجاح.”
وفي معرض إجابته عن سؤالٍ تطرّق إلى مسألة تراجع الأزياء الفاخرة الـ Haute Couture، أشار إيلي صعب إلى أنه لا يوافق على هذه الفرضية إطلاقاً، فالـ Haute Couture هو القطاع الأكثر بروزاً وتطوّراً، ولا سيما لدى السيدات الأنيقات والفتيات المهتمات بالأناقة الفاخرة والموضة بأدق تفاصيلها الراقية.”
وحول ما يُشاع مؤخراً عن توجّهه إلى المنطقة العربية من خلال “مجموعة عطور” جديدة تحمل اسمه، كشف إيلي صعب أنه “يُخاطب اليوم ثقافة العطور العربية ويتوّجه من خلالها إلى العالم”، مشيراً إلى أن “العطور العربية تستهوي اليوم الجمهور الغربي ولا سيما في أميركا، وهو ما حذا به للعمل على إطلاق عطر خاص بالمرأة والرجل العربيّيْن تحديداً في هذه المرحلة.
وحول المقرّات الرئيسية الجديدة لـ “دار إيلي صعب” المُزمع إطلاقها مستقبلاً، أشار إلى أن ثمّة فرع جديد سيُطلق في جنيف، وذلك بعد أن تم إطلاق المقرّ في لندن مؤخراً.
وتعليقاً على سؤالٍ حول “مدى رضاه عن النجاح الذي بلغه اليوم والعالمية والشهرة التي وصل إليها، قال إيلي صعب: “أن راضٍ.. ولكن رضايَ ليس تاماً! فلدي دائماً اعتقاد بأنني قد تأخرت قليلاً، وأن النجاح الذي وصلتُ إليه اليوم كان ينبغي أن أبلغه قبل سنوات خلت، لذا فإن شعور الرضا المُطلَق عن النفس ليس موجوداً لدي، خاصةً مع شعوري بأنني في سباق دائم مع الوقت”.
وفي معرض إجابته عن سؤال حول “إنشاء مدرسة عربية لتصميم الأزياء”، أشار إيلي إلى أنه يسعى دوماً إلى نقل تجربته التي أطلقها مع الجامعة اللبنانية – الأميركية “LAU” – في بيروت، والتي أسّس فيها مدرسة لتعليم تصميم الأزياء، وهو بذلك يسعى لتعميم هذه التجربة على كافة أرجاء العالم العربي.
وفي إجابته عن سؤال حول إمكانية ضمّه مستقبلاً لأحد المُصمّمين المشاركين في برنامج “Project Runway ME” إلى فريق عمله الخاص، أشار إيلي إلى أن جميع المشاركين في البرنامج على علمٍ بأن الباب مفتوح لهم دائماً في حال رغبوا بالعمل معه، ولكنه يحترم استقلالية المُصمّمين ورغبتهم بتأسيس أسماء لهم في هذا القطاع.. إن رغبوا هم بذلك.
وفي معرض إجابته على سؤال تطرّق إلى الشراكة ما بين إيلي صعب و”مجموعة MBC” لناحية الإضافات النوعية التي قدّمها كل طرف للآخر، قال إيلي: “ما كنتُ لأُقدِمَ على هذه الخطوة مع أي شاشة غير MBC، فهي الشاشة التي تدخل بامتياز كل بيت عربي.”
وحول تقييمه الشخصي للمشتركين بمعزل عن البرنامج وهيكليّته ومتطلّباته الفنية، شدّد إيلي صعب على أن “المشاركين في البرنامج هم هواة وليسوا محترفين، لذا فإن الحكم عليهم يجب أن يتم من خلال هذا المنظور، وليس من منظور احترافي بَحتْ، سيّما وأن معظم المشاركين يملكون الموهبة ويفتقدون إلى الحرفية والتجربة.. فعلى سبيل المثال إن معظمهم لا يجيد حرفة “التفصيل” بل كانوا يتعاملون مع “التفصيل” للمرة الأولى في البرنامج، لذا فمن غير المنصف أن نُحمّلَهَم ما يفوق طاقاتهم.. فهم يبذلون أقصى ما باستطاعتهم، وهذا هو فحوى البرنامج وغايته في نهاية المطاف.” وأضاف: “لعلّ جرأتهم في خوض هذه التجربة بحدّ ذاتها هي نقطة إيجابية تُحسب لهم.”
وحول المعايير التي اعتمدها في تقييم أداء المشاركين أشار إيلي صعب إلى أن “طبيعة البرنامج تقتضي من كل مشترك تقديم “ستايل” مختلف في كل أسبوع، وهذا ما يحول دون ظهور هوية المصمم بشكل واضح للعيان” وأضاف: “لقد كان ذلك بالفعل هو الشقّ الأصعب في البرنامج، فلو عكسنا هذه التجربة مثلاً على عالم تصميم الأزياء الواقعي لَعَجِر كل مشارك في البرنامج عن الحصول “عميلات دائمات”! فمن المعروف أن كل امرأة تنجذب إلى “ستايل” معين مع كل مصمّم تحبّ أن ترتدي من أزيائه، وكانت طبيعة البرنامج وهيكليّته تقتضي من كل مصمّم تقديم “ثيم” – “Theme” أو “ستايل” جديد في كل أسبوع! لذا فإن الحكم على أداء المشتركين لم يكن بالأمر السهل، وتطلّب منّا وقتاً وجهداً لمعرفة ميول كل مشترك وهويّته ونقاط قوّته وضعفه وتميّزه.. وما إلى ذلك.”
أخيرا ًوليس آخراً أوضح إيلي صعب إلى أن “حلم حياته هو تحويل العالم العربي إلى “عاصمة كبرى للموضة تماثل وقد تُنافس عواصم الأزياء العالمية.”
وفي سياق متّصل، قال محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات، حي دبي للتصميم – d3: “نفخر بشراكتنا مع “Project Runway”. نحن في “حي دبي للتصميم” نحرص دوماً على دعم جميع المبادرات التي تهدف لتمكين المواهب المحلية والإقليمية ومساعدتها على تحقيق إمكاناتها الكاملة عالمياً. ويعكس برنامج “Project Runway” طموحاتنا الرامية لتحقيق هذا الهدف. ومن خلال توفير وجهة متخصّصة لمجتمع التصميم والأزياء في المنطقة، نكون قد أسهمنا، وبكل فخر، في تحقيق طموحات رؤية دبي الرامية لتعزيز القطاعات الإبداعية، وبالتالي تسليط الضوء على الإبداعات التي تزخر بها المنطقة في قطاع التصميم، واستعراضها على الصعيد العالمي. نتطلّع لدعم هذا المشروع والإسهام في تعزيز قطاع الأزياء والانطلاق به نحو مراحل أكثر ازدهاراً.”
الجدير ذكره أن “Project Runway”، الذي تتمتّع شركة “FREMANTLEMEDIA” بحقوق ملكيته الفكرية عالمياً، يُعتبر بمثابة برنامج الموضة والأزياء العالمي الأبرز، وهو متوفّر في صيَغ محلية مختلفة ومتنوّعة، في الولايات المتحدة الأميركية، وعدد وافر من البلدان واللغات حول العالم.
يُعرض “Project Runway ME” على MBC4 و”MBC مصر2″، بدءاً من مساء السبت 17 أيلول/سبتمبر، في تمام الساعة 9 مساءً بتوقيت السعودية، 6 بتوقيت GMT.