تغطية خاصة – رولا حمادة: اقدر انسانياً زياد الرحباني؛ لا اجد نفسي قريبة من افكار مروان نجار… وتوضح ما حصل مع نجوى كرم
حلت الممثلة اللبنانية القديرة رولا حمادة ضيفة على برنامج “أبيض أسود” في الحلقة الاولى من الموسم الثاني مع الاعلامي قاسم دغمان حيث تحدثت عن سبب تغيبها عن الساحة التمثيلية لتعود وتشرق من جديد بعودتها الى الدراما اللبنانية، كما تحدثت عن رولا الانسانة التي تشبه بشخصيتها المتواضعة وشغفها الكبير كل لبناني.
وفي البداية تحدثت رولا حمادة عن مدى احترام الناس لاختياراتها و ادوارها وقالت: “علاقتي مع الناس هي علاقة احترام متبادلة رغم اختياري الطريق الصعب وتحملي نتائج هذا الطريق ما يكلف الممثل الكثير كالتغيب ولكن تركي في داخلهم الصورة الجميلة هو الاهم.”
وعلى الصعيد الانساني و طفولتها التي لم تعشها بشكل صحيح بسبب أوضاع لبنان الامنية و الحرب الاهلية قالت حمادة:”الطفولة هي التي تشكل الانسان و الظروف التي تعيش فيها و الناس الذين يحيطون بك ، اذ تقضي كل حياتك و انت تجرب ان تنسى ما عشته ولكن لا تنسى كونها اصبحت تمثلك فهي رحلة بناء داخلية اذ تهدم الشيء الذي يهدمك و ترفع داخليا الشيء الذي يرقى بك “، واشارت” عشت في مدرسة داخلية منذ عمر 4 سنوات الى عمر 10 سنوات و لا الغي منها اي تفصيل لانها تمثلني اليوم داخلياً، بل احاول ان أنسى ولكن الاهمية هو ان تطور نفسك الى الامام بأخذ الامور الايجابية منها لتفادي التقوقع و الوحدة ،” كما رأت حمادة في هذه المرحلة “الكثير من البياض رغم وجود الظلام اي عدم تواجد العائلة و الاهتمام و الحنان والشعور بالوحدة ولكنه يساعدك على خلق افاق خاصة بك لتخترع امور غير موجودة تهرب اليها وتحلم اكثر لتخلق بكيانك نوع من الابداع ، تكبر معك وتصبح مكون ضمن شخصيتك ، فالوحدة جعلت مني ممثلة وخلقت بداخلي الطاقة التي تلبي احلامي وعودتي لحضن العائلة وشعور الاخوة والحنان و الحب و العاطفة لم يكن سهلاً ابداً، اذ باتوا اليوم يشكلون مصدر قوة ، خاصة والدتي فهي شيء في البيت العائلي هي رائحة أمي فالروائح عندما تتنشقها تعود بك الذاكرة لاشخاص فقدتهم تذكرك بهم فحاسة الشم هي الاهم التي تعود بك لذاكرة معينة في توقيت ومكان معين التي تعد من اهم انواع التدريب في التمثيل اليوم، فرائحة الياسمين او رائحة صابون الغار تذكرني بجدتي رحمها الله ما يجعل روحها تحضر في خيالي”.
أما عائليا فهي متزوجة من رجل كندي الجنسية وأم لصبي اسمه “زمن” و عن رولا حمادة الأم ، قالت:” رولا قبل ولادتها ل”زمن” غير رولا بعد ولادتها له ، فهو جعل مني انسانة افضل وليس أم أفضل، جعلني أقرب الى الانسانية وأعطاها معنى جديد، وتسميتي له باسم “زمن” يعود لمحبتي لـ اللغة العربية ورغبتي في تسميته لاسم غريب غير موجود”.
وعن زواجها برجل كندي و حصولها على الجنسية الكندية اشارت “حمادة” أنها حصلت على الجنسية الكندية قبل زواجها عند هجرتها من لبنان بسبب الحرب الاهلية وعملها لفترة هناك بعيدا عن التمثيل ” وتفسر “للاسف هذا الوضع جعلنا نلجأ لدول متطورة أعطتنا هويتها و احترام في وقت لم نأخذها في بلدنا”، وعن تخييرها ما بين الجنسية اللبنانية و الكندية ألحت على عدم وضعها في هذا الخيار لأنها لن تتخلى عن اى واحدة فكل بلد أعطاها أساس مهم”.
من رولا الانسانة والام الى داخل رولا أي رولا الروح التي هي في رحلة بحث دائمة قالت:”أنا من الاشخاص التي تعذت لتجد الطريق الصحيح في النهاية ، هكذا أفكر بالموضوع، فقد بدأت الامور تتوضح عند ايماني ب الراهبة ماري تيريزا التي تشكل اهمية كبيرة بحياتي، فهي من أعظم الاشخاص في هذه الدنيا اذ انني تعلمت العبرة منها كونها تركت كل شيء لتخدم الاخرين بأتعس الظروف التي تشبهنا بكل تساؤلاتها التي كتبتها في مذكراتها ، ما يجعلني أرتاح و أعيش في سلام داخلي، وليس كما هو الحال عليه عندنا أذ لا يستطيع الانسان ان يعبر عن ديانته كما يريد، فأنا انسانة تؤمن بكل الاديان بعيدة عن الطائفية والمذهبية وضدها، فهذه قناعاتي ، خاصة اننا في لبنان لا نفكر في دين الشخص ، فأنا لدي ايمان كبير ان المواطن اللبناني هو الوحيد الذي يقف الى جانب المواطن اللبناني فنحن نساعد بعضنا قبل ان نسأل من اي طائفة هو وهذا ما يميزنا كلبنانيين.”
وعن تجربتها في اختيار أخت لها بالانسانية لا تربطها بها صلة الدم أو القرابة ، تقول:” ليس من السهل أن تجد انك موصول بشخص أكثر من صديق تجده دوما في محيطك يعيش في داخلك ، فانا اخوتي كلهم في كندا وتربطني بهم علاقة قوية و استثنائية، و لكن اختياري لأختي “مها” لم أستطع ان أضع لها صفة الصديق لانها قصة كبيرة في حياتي تجمعنا الكثير من القصص المشتركة وانا أؤمن أنه هنالك ارواح تتلاقى و هي تلك الروح القريبة مني .”
ونفت “حمادة” حول ما يقال عن أنها متصوفة واشارت الى انها انسانة انتقائية في حياتها الشخصية، وانها تعيش في مرحلة الرحلة التي كانت تبحث عنها والتي بدأت بتساؤلات وكل شيء يأتي في الوقت الذي يكون فيه الانسان حاضر أن يستقبلها، فانا اؤمن بان الروح تاتي لكي تتنقى وعندما تتنقى تصبح جاهزة للصعود الى السماء ، اذا انا اتمنى ان ارتقي بروحي وأن لا يكون حضوري قد مر مرور الكرام بل ان تكون روحي قد تعلمت و قهمت امور جديدة فهذا ما أطمح اليه.”
ومن رولا الانسانة الى رولا حمادة الممثلة، تحدثت عن مسلسلي “جذور” “أشرقت الشمس” وقالت رولا:” استطاعت الدراما اللبنانية اليوم من خلال شركات الانتاج اللبنانية التي ساهمت في ابراز قدرات الممثلين اللبنانيين ان تخرج الدراما اللبنانية من النفق المظلم التي كانت تعيشه ليظهر بالعالم العربي وذلك يعود لتغير بعض المعادلات كالماديات التي أصبحت تتفق على الدراما اللبنانية لكي تأخذ حقها و التقاء الممثلين في عمل واحد،” واشارت ان عمل “وأشرقت الشمس” كان من المفروض ان ينفذ عام 2008 و لكنه نفذ في هذه السنة ويعتبر من الانتاجات الكبيرة بين ثلاث شركات لبنانية توحدوا لانجاز عمل ضخم واعتبرت ان القصة فيها الحب و الحزن ايام العثمانيين وعنفوان اللبناني المقاوم وفخر و عزة نفس و كنت انتظر هذا الدور.”
وعن تخوف البعض من دورها في مسلسل “جذور” فهي قالت: “الافكار المسبقة الموجودة داخل كل شخص تقتله، فالناس تنسب ما بداخلها لغيره فكل ما يقال سلبيا هو يعكس ما في داخل الشخص، فأنا على الصعيد المهني احب الجو المحب، خاصة ان هذا المسلسل قصة لبنانية و تعكس الواقع اللبناني”.
وعن تصريحها السابق ان الدور الذي تحبه ولم تقدم لها بعد وهو المرأة المقاومة ضد العدو الاسرائيلي ، قالت حمادة:”اتمنى ان اجسد شخصية امرأة في المقاومة فانا أطمح لهذا الدور ، الذي يلبي طموحاتي”.
وحول طلبها من نقيب الممثلين بلبنان جان قسيس بالاعتذار عندما قال “لولا المنتجين العرب لما كان الممثل اللبناني وصل الى الشاشات العربية و ليس لتمتعهم بالموهبة و القدرات التمثيلية”، تقول “حمادة”:”يحق لنقيب الممثلين ان يقول هذا الكلام عندما لا يكون نقيب، ولكن غير مقبول أن يقول هذا الكلام بصفته نقيب الممثلين في لبنان،لذلك طلبت منه اعتذار ولكنني لم أسمعها منه حتى الآن مع أنه انسان جيد الا ان الذي قاله لا يشبهه بل مايشبهه هو ان يعتذر منا كممثلين حول ما قاله عنا.”
وعن بعض المواهب التمثيلية التي لمعت في الدراما اللبنانية فهي تجد أن الممثلة نادين الراسي و باميلا الكيك و غيرهما فهما اثبتتا انهما موهبة قادرة ان توصل الدراما اللبنانية الى الخارج، فاليوم العمل جماعي.
وهي توافق على ان أديب خير و مفيد الرفاعي و صادق الصباح ساهموا بتغيير معادلة الدراما اللبنانية وحملوها الى الخارج كونهم آمنوا بالدراما اللبنانية و بالممثل اللبناني الذي يملك قدرات تمثيلية أكبر من تلك التي كانت تظهر، ولفت الى ان الراحل أديب خير غير اللبناني آمن بالممثل اللبناني وتعامل مع الكاتبة كلوديا مارشليان التي ساهمت بدورها بانتقال الدراما اللبنانية الى السوق العربي، كذلك صادق الصباح الذي يملك أكثر من 50 ممثلاً مخضرمين، فهما نقلا من خلالهم اعمالاً تشبه بمضمونها الواقع اللبناني.
وحول المخرج مروان نجار اوضحت حمادة ان لا مشكلة شخصية معه لكنها لا تجد نفسها قريبة من أرائه وافكاره، وقالت :”نعم أنا شخصية صعبة و أغير بالنصوص عندما أجد فيها بناء غير سليم لصالح العمل اولا فهدفي ان اطور نفسي في العمل المقدم لي و ليس ان أظهر عبر التلفزيون، لا شك أن تغيبي كلفني قلق وتعب ولكنني راقبت الاعمال الدرامية في هذه الفترة ولكن لم أجد اي عمل دفعني لأقول:”يا ريت”.
وعن مسلسل “العائدة” للكاتب شكري انيس فخوري وعدم تعاملها معه مجدداً قالت انها لم تتابع هذا العمل و عدم تعاملها معه من جديد ليس لاي سبب و لكن لم تصادف الظروف ان تجتمع معه من جديد.
أما عن مسرحية “رسالة حب” للكاتب الاسباني أنابال ومن اخراج انطوان أشقر، اعلنت انها ستعرض على مسرح مونو من 29 تشرين الاول الى 10 تشرين الثاني ، عند الساعة السابعة، وهي تحاكي الحرب الاهلية ولكن ليس اللبنانية، ودورها هو الأم ، فـ “أنابال ” يعتبر ان امه كان لها يد في تسليم وحبس والده الى جيش فرانكو من بعدها اختفى والده، وبعمر ال 14 وجد ملفات لها علاقة بالموضوع ومن وقتها لم يتكلم معها ، وعندما توفيت والدته أراد أن يصحح علاقته معها من خلال هذا العمل، فأنا هذه الام التي تنتطر عودة ابنها.”
وعن عودة الكبير زياد الرحباني الى المسرح تقول :”لقد شاهدت المسرحية، وانا من محبي اعمال المخرجة لينا خوري التي تعاملت معها في مسرحية “الشاغلة “، والاهم انها استطاعت ان تعيد زياد ليعمل معها ، التمثيل فيها فوق الرائع ان من الممثلة ندى أبو فرحات أو الممثل غابريال يمّين وأندريه ناكوزي و ألين سلوم والرائع زياد الرحباني ، الذي زاد من أحترامي له لانه قرر فجأة ان يقوم بكل ما لم يقم به في السابق ، فهذه القوة الداخلية لديه وجعل موهبته متاحة لكل الناس دون تفريق بين الطبقات الاجتماعية حيث قرر بعد عشرين سنة من الغياب ان بقوم بدور بمسرحية ليست له، أكتشاف افاق جديدة في نفسه جعلني أقدر انسانياً هذا الشخص.”
وعن المسلسلات التركية التي قليلاً ما تتابعها فهي ملّت من مشاهدة مسلسل “حريم السلطان” وتضيف” الاتراك اذكياء في اسلوب عرضهم للدراما”، كما تشير الى “انها لا تحب ان تترجم اعمال تركية بل تفضل ان تترجم الرسوم المتحركة.”
ونفت رولا حماده ان تكون التغريدة التي وضعتها على التويتر واعادت سحبها تخص النجمة نجوى كرم فهي تحترمها ولو ارادت ان تنتقدها لكانت سمتها بالاسم في التغريدة.
وعن مشاركتها كعضو في لجنة “بياف” الدولية للتكريم، تقول:”د.ميشال ضاهر احب ان يورطني معه في هذه السنة من جديد وهي ورطة جميلة لانها مؤلفة من لجنة متجانسة و محبة ومن اسماء كبيرة و مهمة و لها انجازاتها العملية، وانا أحترام رأي اللجنة من خلال اعطاء العضو المكان في ابداء رأيه بالفنان الذي يراه مناسباً”.
وحول البياض و السواد في حياتها تقول:” ابني “زمن “هو بقعة البياض في حياتي و فشلي في مسامحة الاخرين عندما يخطئوا في حقي هي بقعة السواد في حياتي و التي اعمل على تحسينها اليوم.”
وعن تخليها في افقها البعيد عن التمثيل أي الاعتزال ،تقول:”أحب مهنتي لدرجة انها شغفي بالحياة، لا أستطيع ان اتخيل ان يمر عمري دون التمثيل هذا الامر يؤذيني شخصيا.”