مئوية عيد الشهداء في 6 ايار وعيد للمنافسة التلفزيونية
في الذكرى المئوية ليوم الشهادة في سبيل استقلال لبنان في 6 ايار 1916، احتفل زافين في حلقة خاصة من “بلا طول سيرة” باليوبيل الماسي لعيد الشهداء. في مثل هذا اليوم قبل مئة عام عُلقت المشانق في ساحة البرج وفي مثل هذا اليوم بعد مئة عام مرت المناسبة مرور الكرام. الذكرى والمعنى والعيد والتمثال والاحفاد في حلقة خاصة بعيد الشهداء تناولت مواضيع مختلفة، ومنها: لماذا حطمت عصبة تكريم الشهداء التمثال القديم عام 1950 قبل ان تحطمه الحرب عام 1975؟ وبعد ان ضاع معنى الشهادة وانقسم الشهداء، هؤلاء فقط احتفلوا بعيد الشهداء خلال الحرب بعد ان الغته الدولة ونسيت ذكراه… وهذا هو الرجل الذي رمم التمثال بعد الحرب… وهذا كان مصير اليد المفقودة من التمثال.
قال زافين ان الحلقة الخاصة مهداة لذكرى اوائل الثوار والمقاومين، الذين دفعوا دما من اجل استقلال وحرية وسيادة ليس فقط لبنان، وانما سوريا وكل المشرق العربي، ليبقى هنالك املا باننا في وطن لا ينسى شهداء الامس واليوم.
بدأت فقرة الذكرى بلقاء مع رئيس عصبة تكريم الشهداء الدكتور سامي عبد الباقي الذي حمل الدولة اللبنانية مسؤولية اهمال عيد الشهداء والغائه، معتبرا انها لا تعرف معنى الشهادة، ولا ما هو الحراك الذي ادى الى الشهادة.
وقال ان العصبة تتابع موضوع اقامة مئوية في المناسبة منذ سنتين، وانها لم تلق اي جواب من الحكومة على البرنامج الذي قدمته وسبل تمويله. واعتبر ان التحرك السياسي الذي بدأ اواخر القرن التاسع عشر وانتهى في فترة الاستشهاد، كان الشرارة التي اولعت الامة، وان كل الحركات منذ 1916 الى اليوم هي امتداد طبيعي لـ 6 ايار 1916، مشددا على اهمية بقاء عيد الشهداء لتبقى الذكرى قائمة في ذاكرة الاجيال الحاضرة. وقال ان الغاء العيد هو هرطقة وطنية لازالة ذكرى الشهداء من ذاكرة الناس.
الفقرة التالية كانت مع قصة تمثال الشهداء، مع استاذ النحت في جامعة الروح القدس – الكسليك الدكتور عصام خير الله الذي عمل على ترميم التمثال في التسعينيات بعد نقله من ساحة الشهداء مع بداية ورشة اعادة الاعمار. وتحدث عن علاقة عاطفية خاصة نشأت بينه وبين التمثال، مشيرا الى ان التمثال يحمل اليوم واقع الحرب اللبنانية، وانه رممه في شكل ابقى على بعض الضربات لانها رمز لما حصل. واوضح ان الترميم استغرق تسعة اشهر، لكن التمثال بقي لسنوات في جامعة الروح القدس – الكسليك.
وردا على سؤال، قال ان اليد المقطوعة من التمثال موجودة، اخذها شخص بعد وقوعها واعادها اليه، وهي اليوم موضوعة في اطار في بلدية بيروت، وهو رمز جميل ان تبقى بهذا الشكل، مشددا على اهمية عيد الشهداء، وقال: انا الغي كل الاعياد ولا الغي عيد الشهداء.
وفي الختام، لقاء مع مستشار نقيب الصحافة، الدكتور فؤاد الحركة ونقيب المصورين الصحافيين، عزيز طاهر حول تحول السادس من ايار عيدا لشهداء الصحافة اللبنانية. الدكتور الحركة قال ان النقيب رياض طه هو الذي اتخذ القرار بان يصير 6 ايار عيد شهداء الصحافة، معتبرا ان الصحافي هو المكافح الاول في سبيل الاستقلال. وقال ان هذا العيد لم يعد مقتصرا على لبنان وحده بل بات عيد شهداء الصحافة في كل العالم العربي. من جهته، النقيب طاهر اشار الى انه اضافة الى 6 ايار، فان يوم 22 شباط هو يوم الشهيد المصور لتكريس دور الشهداء الذين قدموا دماءهم من اجل الوطن. واطلق نداء لتحرير المصور الصحافي المخطوف سمير كساب.
في محور آخر، وبغياب عيد الشهداء، اقترح زافين ان يكون السادس من ايار عيدا وطنيا للمنافسة التلفزيونية، وتطرق الى آلية اقتراح عيد وطني كما افادت بها الامانة العامة في رئاسة مجلس الوزراء، بحيث ان على الراغب التقدم باقتراح الى رئاسة مجلس الوزراء مع الاسباب الموجبة، ويتم درسه ثم يحال الى مجلس الوزراء للموافقة عليه، مع الاشارة الى ان هناك لائحة منسقة بشكل جيد عن الاعياد الوطنية.
وعن مناسبة اطلاق هذا العيد، قال زافين انه في 6 ايار 1962، انطلق بث المحطة التلفزيونية اللبنانية الثانية، تحت اسم “تلفزيون لبنان والمشرق”، وبدأت المنافسة التلفزيونية للمرة الاولى في لبنان، منافسة بين تلفزيون لبنان والمشرق في الحازمية، ومحطة التلفزيون اللبنانية في تلة الخياط، التي كانت بدأت بالبث سنة 1959.
بدأ زافين هذا المحور بتقرير مصور مع احد شهود هذا اليوم التاريخي. غابي عبد الله كان يعمل في غرفة المونتاج، ويراقب انطلاقة مرحلة جديدة من تاريخ لبنان الفني. وبكلمتين عن المنافسة التلفزيونية قال:
نفذوا برامج نكت، صار الزمور هو الحدث.
نفذوا برامج انتقاد وسخرية، باتت الراقصة مذيعة.
قلدوا باسم يوسف، فاصبحوا يتشاطرون على بعض، بدلا ان يكون الهدف انتقاد السلطة.
نفذوا برامج اجتماعية، صارت مشاكل الناس مادة للتسلية.
كتبوا مقدمات اخبارية، اصبح هناك مؤخرة.
تحمسوا للحراك الشعبي… فرط.
وفي حدث اخر مرتبط بالسادس من ايار، تحدث زافين عن ظهور السيدة فيروز للمرة الاولى على شاشة التلفزيون في مثل هذا اليوم، وذلك في ليلة افتتاح قناة الحازمية. كانت السيدة فيروز حتى ذلك الوقت نجمة غنائية في الاذاعة، وكان اغلب الجمهور اللبناني لا يعرف صورتها. في 6 ايار 1962، اصبحت السيدة فيروز صورة في اذهان اللبنانيين، وقدمت مسرحية “حكاية الاسوارة” على التلفزيون مباشرة على الهواء، مع فيلمون وهبي وهدى والمجموعة. وعرضت مشاهد نادرة لظهور فيروز الاول على الشاشة سنة 1962، وهي مقاطع صورها طالب في الجامعة الاميركية من طرابلس، هو جورج شماس، بواسطة كاميرا خاصة بشبكة تلفزيون الـ (سي بي اس) الاميركية.
وختم زافين هذا المحور مع خبر وفاة الممثل اللبناني على دياب عن عمر 88 عاما. علي دياب هو من الجيل الاول للممثلين المحترفين اللبنانيين. من اشهر اعماله للتفزيون مسلسل “المليونير المزيف”، ودوره في هذا المسلسل طبع صورته كممثل على مدى سنوات، حيث اشتهر بادوار الشخصية الشريرة ، في مجموعة كبيرة من الاعمال التلفزيونية والسينمائية على مدى خمسين سنة من عمله الفني. وهو من الاوائل الذين احترفوا عمل الماكياج الفني للتلفزيون، وعمل مع الكثير من كبار النجوم، من امثال فيروز وصباح وسميرة توفيق، وكان ذلك على حساب عمله كممثل.
الحلقة تضمنت ايضا فقرة “الواقع بالمواقع” الاسبوعية، والتي تناولت اهم احداث الاسبوع مع ديانا سكيني مسؤولة تحرير موقع “النهار”، وميشال قنبورناشر موقع “ليبانون ديبايت”، وعلاء الخوري مدير تحرير موقع “الكلمة اون لاين”، وجورج غرة رئيس تحرير موقع “ليبانون فايلز”.
تطرق النقاش حول مسار الانتخابات في بيروت والبقاع وبعلبك-الهرمل. وكذلك جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس قوانين الانتخابات المقترحة، وملف الانترنت غير الشرعي. وفي ختام الفقرة كان عرض لكيفية تعاطي البلديات مع ملف النفايات، والذي كان عن بلدة عين سعاده، حيث استعيض عن رمي النفايات باقامة مقامات للقديسين.