رأي خاص – النجم الاماراتي حسين الجسمي يكسر الحظر ويقول: يا لبنان بحبك لتخلص الدني
رأي خاص – بصراحة: تمر العلاقات اللبنانية الخليجية في مرحلة حرجة وحساسة جداً، ولم يشهد التاريخ على تدهور العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي التي ساندت لبنان بمختلف الأزمات التي عانى منها بلد الأرز وكانت الداعمة لمرحلة الإعمار في لبنان بعد إنتهاء الحرب الأهلية في لبنان أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وساهمت عام 2006 بإعادة إعمار الجنوب اللبناني بعد إنتهاء حرب تموز مع الكيان الصهيوني، وكانت حاضنة لعدة مؤتمرات من أجل المصالحة بين الأحزاب اللبنانية وأخرها في قطر عام 2008، وتحتضن دول الخليج العربي أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي، وساهمت في منع تدهور الإقتصاد اللبناني من خلال ضخ الأموال في المصارف ومنحه الهبات خاصة من المملكة العربية السعودية.
تشهد العلاقة بين لبنان ودول الخليج تدهوراً خطير في العلاقات الديبلوماسية والإقتصادية حيث أعلنت دول الخليج قبل أيام قليلة عن منع رعاياها من التوجه الى لبنان، وقامت المملكة العربية السعودية بتجميد هبة ثلاث مليارات دولار من أجل تسليح الجيش اللبناني، وتشير وسائل الإعلام إلى أن دول الخليج قد تدفع اللبنانيين العاملين على أراضيها الى المغادرة والإستغناء عن خدماتهم ما يؤثر سلباً على الإقتصاد اللبناني والوضع المعيشي المترنح تحت ازمات سياسية وإقتصادية خطيرة.
في ظل هذا المشهد الضبابي والسحب السوداء فوق لبنان، أعلن النجم الإماراتي حسين الجسمي عن تضامنه مع لبنان بطريقة غير مباشرة حيث كتب عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستغرام “يا لبنان بحبك.. لتخلص الدني” وأرفق كلامه بقلبين أحمر وأخضر في إشارة إلى علم لبنان.
موقف تضامني وإنساني وعربي من حسين الجسمي تجاه لبنان يؤكد من خلاله على العلاقات الأخوية والمميزة التي تجمع لبنان العربي مع أشقائه العرب في الخليج، ولم يتخل الجسمي عن لبنان القومي في عروبته على الرغم من بعض المواقف الداخلية في لبنان تجاه دول الخليج، وأثبت الجسمي أن الروابط التي تجمع لبنان بالخليج ليست وليدة اليوم بل إنها روابط تاريخية، ومهما كانت حدة الخلافات بين الخليج ولبنان المقسوم عامودياً بين مؤيد ومعارض فإن موقف الجسمي يدل على رُقي حسين الجسمي الإنسان قبل الفنان.
لا شك في أن حسين الجسمي قد كسر معنويا الحظر الخليجي الذي فُرض على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية خاصة وأن لبنان بحاجة إلى أشقائه العرب، ومبادرة حسين الجسمي ليست إلا في الإتجاه الصحيح نحو إعادة النظر في القرارت الخليجية لأن أغلب الشعب اللبناني مؤيد للقرارات العربية وتحت سقف الإجماع العربي، وما صدر عن صاحب “بشرة خير” ليس إلا محبة للبلد الذي فتح أبوابه وشرعها أمام النجوم العرب والخليجيين، ومحبة الجسمي لبلد الأرز ليست جديدة بل قديمة العهد وطالما غنّى في حفلاته أغنية السيدة فيروز “بحبك يا لبنان” لأنه يدرك أن لبنان بلد السلام والمحبة والعيش المشترك، ويدرك أهمية لبنان أكثر من بعض اللبنانيين.
موقف نبيل وشهم أطلقه حسين الجسمي لعل وعسى أن يحذو نجوم الخليج العربي حذوه ويعلنون عن تضامنهم مع لبنان المغلوب على أمره الذي يعاني من إنقسامات حادة بين أحزابه وتياراته السياسة ومن ازمات إقصادية وسياسية خانقة، وكلمة شكر قليلة على صاحب الأخلاق والمواقف الإنسانية حسين الجسمي العاشق لبلد الفن لبنان.
بقلم: موسى عبدالله