رأي خاص – هل تراجعت الساحة الفنية التونسية بعد سنوات على وفاة ذكرى؟
رأي خاص – بصراحة: تعتبر الفنانة التونسية الراحلة ذكرى من أجمل الأصوات التي قدمتها الساحة الفنية التونسية، وعلى الرغم من نجوميتها وشهرتها في الوطن العربي التي لم تتخط عقدا من الزمن قبل مقتلها، إلا أن صاحبة “الأسامي” إستطاعت في عشر سنوات أن تحقق شهرة واسعة خولتها أن تبقى حديث الناس على الرغم من مرور نحو ثلاثة عشر عاماً على وفاتها.
ذكرى التي إمتلكت خامة صوتية فريدة جعلت ألمع الموسيقيين المصريين أمثال حلمي بكر وصلاح الشرنوبي يتنافسان على صوتها، لا شك في أنها تركت فراغاً فنياً كبيراً في الساحة الفنية التونسية خصوصاً والعربية عموماً، حيث قدمت الطرب دون سواه، وأصبحت أعمالها الغنائية بوابة سفر لمن أصبحوا نجوماً على الساحة الفنية العربية حالياً، وبالتحديد أغنيات الأسامي، وحياتي عندك، يوم ليك يوم عليك وغيرها
بعد رحيل ذكرى في العام 2003 لم تنجب تونس نجمة جديدة تستطيع أن تكمل مسيرة ذكرى على الرغم من الأصوات النسائية التونسية التي قدمتها برامج المواهب، ولم تعمل أي فنانة تونسية على سد الفراغ الذي خلفته ذكرى.
خلال السنوات الماضية قدمت تونس عدة أصوات نسائية ذات قيمة وجودة من ناحية الخامة الصوتية، وأبرز الوجوه النسائية التونسية شيماء هلالي ويسرا محنوش، وما يعيق شيماء هلالي التي تمتلك صوتاً طربياً وإحساساً مميزاً غيابها عن المهرجانات والحفلات والإطلالات التلفزيونية، بينما كانت ذكرى نجمة المهرجانات والحفلات من المحيط إلى الخليج، ومن النقاط المشتركة بين ذكرى وشيماء جودة الصوت، وقدمت شيماء في ألبومها الأول قبل سنتين نموذجا طربيا مصغرا عما كانت تقدمه ذكرى قد يجعلها في السنوات القادمة تسد جزء من ذلك الفراغ، ولكن عليها أن تعمل على موضوع الحفلات والإطلالات التلفزيونية وأن ترفع من وتيرة إنتاجاتها الفنية، وتبتعد قليلاً عن اللون الخليجي وتركز على اللون الطربي المصري.
من جهة ثانية، تعتبر يسرا محنوش صاحبة صوت طربي مميز ولكنها لم تستغل الشهرة التي حققتها في برنامج “ذا فويس” ولم تعمل على تقديم الأعمال الطربية التي تخولها في يومٍ من الأيام أن تُكمل مسيرة ذكرى، وعلى يسرا كما شيماء أن تعمل على الإنتاجات الفنية والمشاركة في الحفلات.
قبل وفاة ذكرى كانت المنافسة بينها وبين النجمة لطيفة، وشهدت هذه المنافسة تقديم أعمالاً فنية دسمة من النجمتين، وبعد رحيل ذكرى لم تعد لطيفة صاحبة أعمال فنية ذات قيمة وجودة عالية بل عمدت إلى مجاراة العصر الفني الجديد ولم تقدم ما يشفع لها على الرغم من نجوميتها الكبيرة، إذاً لا بد وأن تعود لطيفة إلى سابق عهدها الفني وتعمل على إنتاج أغنيات طربية بروح معاصرة من أجل المنافسة وتشجيع شيماء ويسرا وغيرهما من الفنانات التونسيات على سد الفراغ الفني التي تركته ذكرى.
على الرغم من جودة الاصوات النسائية التونسية إلا أن ضعف الإنتاج بمثابة عائق كبير أمام تقديمهن الاعمال الفنية وأمام الوصول الى مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث أن غياب شركات الانتاج الكبرى وعدم تبنيها لهذه الاصوات المميزة يُعد من الأسباب الرئيسية التي تقف سداً منيعاً أمام تطور الفنانات التونسيات، ولا يمكن تحميلهن اسباب هذا الفراغ لان شركات الانتاج وضعفها شريك أساسي في هذا الفراغ بعد الراحلة ذكرى.
لا شك في أن رحيل ذكرى كان له إنعكاسات سلبية على تونس حيث أن لطيفة تراجعت فنياً في الوطن العربي والفنانات التونسيات الجدد لم يعملن بالشكل المطلوب من أجل رفع إسم تونس ومنافسة الصوت الذكوري الأقوى حالياً في تونس النجم صابر الرباعي.
بقلم: موسى عبدالله