مسرحية “الفارس” رسالة سلام تنشر الأمل وتبعث على التفاؤل في مستقبل أفضل للعالم
عن المكتب الإعلامي: في وقت تموج فيه المنطقة والعالم بالعديد من التحديات التي تلقي بظلال كثيفة على مستقبل التنمية، تسعى دبي كعادتها إلى نشر أسباب التفاؤل المفعم بالأمل من خلال إبداع جديد في قالب متميز من المسرح الغنائي في عمل استوحى مضمونه ورسائله من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وينتجها “براند دبي” الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع إحدى أكبر مؤسسات الإبداع العربي وهي “الرحباني للإنتاج” التي قدمت العديد من الأعمال المشهود لها ورسمت من خلالها ملامح رئيسة للمسرح الغنائي في عالمنا العربي.
وتقدّم دبي من خلال مسرحية “الفارس”، الملحمة الغنائية الضخمة التي سيبدأ عرضها اعتبارا من السادس وحتى التاسع من شهر يناير 2016، انجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات دبي الإبداعية التي تتجلى أبرز ملامحها في التطور الاقتصادي القوي الذي يعتبر أهم ما يميزها بين أسرع مدن العالم تطوراً، ولكنه لا يقتصر عليه، إذ يأتي إنتاج “الفارس” ليرسخ دور دبي كمنارة للإشعاع الحضاري والإبداعي في قالب فني وأدبي فريد.
وتأتي الملحمة الغنائية مشتملةً رسالة حب وسلام من دبي إلى العالم، في أول مرة يتم فيها بناء قصة دراما مسرحية اعتمادا على الأشعار وليس العكس كما هي طبيعة الأشياء في المسرح الغنائي، وذلك نظرا للقيمة الكبيرة التي تمثلها الأبيات المنتقاة والتي تم اختيارها بعناية فائقة من بين 30 قصيدة نَظَمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك بعد دراسة ما يزيد على 150 قصيدة تحمل معان ورسائل وأفكار متنوعة تمس طيفا واسعاً من الموضوعات.
وأوضح سالم باليوحة، مدير إدارة الخدمات الإعلامية في المكتب الإعلامي لحكومة دبي مدير مشروع “الفارس” إن الأبيات المنتقاة تحمل العديد من الرسائل المهمة التي صاغها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أغلب أشعاره وتدور الأبيات المنتقاة حول القيم النبيلة للفارس وما يرمز له من شيم إنسانية أصيلة، تعكس تطلعات سموه كقائد عربي نحو عالم يسوده الود والوئام والسلام وتجمع فيه روابط المحبة والتعاون بين شعوب الأرض، وهو ما تجسده شخصية البطل “فارس” بما تحمله من صفات النُبل والكرم والشجاعة، وحرصه على مساعدة المحتاجين، ونصرة المظلومين.
وأضاف باليوحة أن “براند دبي”، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، الجهة المنتجة لمسرحية “الفارس”، وفّرت كل الإمكانيات ليصبح العمل إحدى العلامات الفارقة في تاريخ المشهد الإبداعي العربي، لاسيما على صعيد المسرح الغنائي الذي بات يعاني شُحاً ظاهراً في الإنتاج شأنه في ذلك شأن باقي الفنون نتيجة للأوضاع الاستثنائية التي يشهدها العالم العربي.
من جانبه قال مروان الرحباني، المخرج والمشرف العام على مسرحية “الفارس”، إن المسرحية الغنائية الكبيرة تعد إضافة مهمة في وقت يعاني المسرح الغنائي العربي ندرة الإنتاج على صعيد عناصره الفنية ومحتواه الدرامي، مشيراً إلى أن حالة التناغم بين القائمين على العمل المنتمين إلى أكثر من 30 جنسية، وبما يزيد على 800 فنان وعارض وموسيقي جاء الجانب الأكبر منهم من الإمارات، ولبنان، والمملكة المتحدة، وأوكرانيا، وماليزيا، وهي الدول التي طاف العمل بها لتقديمه في أبهى صورة وأعلى قدر من الكمال الفني، مشيرا إلى أن هذا التنوع الثقافي في فريق العمل يعكس طبيعة مجتمع دبي الذي يعتبر نموذجاً فريدا على مستوى العالم في التعايش بين جاليات أكثر من 200 جنسية تعمل وتعيش في إطار من التسامح والتواصل الإنساني القائم على الاحترام والانفتاح والتعاون.
وأعرب الرحباني عن سعادته بأن تُقدم جهة حكومية على إنتاج عمل فني متميز يبعث في نفوس الناس الأمل والتفاؤل بغد أفضل وسط محيط مضطرب مُحاط التحديات، مؤكداً أن المسرحية تمثل رسالة حب وسلام إلى العالم، تعيد من خلالها دبي إلى الأذهان قيم إنسانية ربما غابت في خضم الظروف والأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والعالم، ليذكّر هذا العمل الملحمي الناس بقوة الأمل وأثره في تمكينهم من المضي في رحلة الحياة دون يأس أو كلل، بإعلاء قيم الحق والعدل والجمال ونبذ الشر والظلم والقبح بكل أشكاله.
وبعد “المُتنبّي” التي قدمها الرحباني في دبي العام 2001، و”زنوبيا” في العام 2007، تأتي مسرحية “الفارس” في مطلع 2016 وضمن توقيت بالغ الأهمية، إلا أنه على الرغم من تشابه أحداث المسرحية مع ما يجري في عالمنا العربي الآن، فإن “الفارس” حسب الرحباني “فانتازيا” ملحمية تخرج عن أطر الزمان والمكان لتحمل قيماً إنسانية عامة لا ترتبط بأي من هذين البُعدين.
ويتقاسم بطولة العمل الفني الكبير المطرب اللبناني غسان صليبا، والفنانة الإماراتية بلقيس، وتم الاستعانة بأوركسترا أوكرانيا السيمفوني في التسجيلات الموسيقية، وهو من بين الأشهر والأعرق في العالم، في حين تم تسجيل المقطوعات الموسيقية للأوركسترا والمصاحبة لمختلف مشاهد العرض في استوديو “ذي دي دي” وهو من الأشهر والأكثر تخصصا في العالم في مجال تسجيل الموسيقى السيمفونية، إضافة إلى مشاركة الأوركسترا السيمفوني اللبناني.