خاص- كيف اختصر وديع الصافي لبنان؟… وهكذا نتذكره
خاص – بصراحة: عندما غنّى الراحل الكبير وديع الصافي تحفته الفنية “لبنان يا قطعة سما” كان مدركاً قيمة لبنان الحقيقي وأهمية لبنان بين دول المشرق والعالم ، على الرغم من مساحته الجغرافية الصغيرة، ولكن لبنان كان في قلب الدكتور وديع الصافي اكبر من مساحة ١٠٤٥٢ كلم مربعاً، كان لبنان فسحة الامل التي يتنشقها الصافي من اجل الابداع، لان طبيعة لبنان وجماله كانت بمثابة الوحي والالهام لعمالقة لبنان الذين رحلوا وتركوا لبنان يتخبط في مشاكله الطائفية ،السياسية والاجتماعية وكان قدر المواطن اللبناني الاّ يرى بلده لبنان الا من خلال اغنيات الكبار، ولعل ابرز الكبار الذين رسموا لبنان الحقيقي هو الكبير وديع الصافي.
خلال عقود من العطاء الفنّي لم يبخل وديع الصافي على لبنان، غنّى الوطن كما لم يغنيه احد، رسم حدوده، نقل طبيعته، تحدث عن كرم ضيافة اهله، تكلم عنه وانصفه لان كتب التاريخ لم تنقل صورة لبنان الحقيقية التي نقلها الصافي في اعماله الفنية، ومن يريد التعرف على لبنان عليه ان يسمع اغنيات “وديع”، لان تاريخ لبنان المعاصر من تاريخ ارزة لبنان وديع الصافي الذي أحب لبنان كما لم يحبّه أحد، وجسّد الصافي حبّه للبنان بأعماله الوطنية التي لا تُحصى ولا تُعد، كان لبنان في صلب اعمال هذا المبدع وكأن الفنّ بالنسبة له هو الوطن والوطن هو الفن، معادلة جسّدها الصافي وقلّة من العمالقة امثال السيدة فيروز والراحلة الشحرورة صباح.
اختصر وديع الصافي لبنان بأغنياته الخالدة والراسخة في عقول من يحب لبنان، ولعل أجمل الاغنيات التي قدمها الصافي عن لبنان اغنية “جايين يا ارز الجبل جايين” تلك الاغنية التي اختصرت جغرافية لبنان وعاداته وتقاليده وطيبة شعبه، اختصرت لبنان دون اي تفرقة بين منطقة او أخرى، غنّى خلالها لكل المناطق لانه ابن جميع المناطق ولم يكن محسوباً على منطقة او اخرى، بل كان لكل لبنان بمختلف اطيافه، وكم نحن بحاجة اليوم الى شخص مثل وديع الصافي يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم، يخاف على لبنان ويحرص على وحدته وسيادته وحدوده كما حرص عليها الصافي في اغنياته.
لن ننساك وديع الصافي طالما انك تعيش في كيان وذاكرة هذا الوطن وطالما انك ساهمت في تعلّقنا بلبنان والشعور بالفخر لانتمائنا اليه بعكس الشعور الذي يخلفه السياسيون في نفوسنا ، فلهم لبنانهم ولنا وديعنا.
بقلم: موسى عبدالله