تحقيق خاص-الصحافة الفنية سجّلت موقفاً في مرمى حملة طلعت ريحتكم
تحقيق خاص – في ظل الانقسام الحاصل في الوسط الاعلامي السياسي في لبنان بين داعم للحركة الشعبية المطلبية وحراك طلعت ريحتكم وبعض الهيئات الاخرى، ولأن الصحافة الفنية اثبتت في المرحلة الاخيرة انها مؤثرة وفعالة ايضاً سيما وانها واكبت الفنانين والاعلاميين الذين دعموا هذه الحركات المطلبية وآزروا الشعب اللبناني الذي نزل الى الشارع ورفع الصوت فكانت السلطة الرابعة الداعمة لشعبها، الا ان ذلك لا ينفي ان لبعض الزملاء موقفاً سياسياً متفاوتاً عبروا عنه عبر موقع بصراحة.
الإعلامية هلا المر رئيسة تحرير موقع “الفنّ” الالكتروني:
صرحت الإعلامية هلا المر قائلة: “نحن لا ندعم حملة “طلعت ريحتكم” ولا نعرف لمن تتبع! إذ من الممكن أن تكون تابعة لأحد السياسيين بالسر! فبدل أن ينزل هو إلى الشارع أطلق هذه الحملة! ولكننا بالإجمال ضد النفايات وضد الفساد وضد السرقة وضد كل ما يحصل من أمور سيئة في لبنان! وبالتالي نحن طبعًا مع مطالب الناس ولكن لا نعرف شيئًا عن الحركة ولمن تتبع! ولكن طبعًا تفاعلت مع الناس وكنت أود المشاركة في المظاهرة يوم السبت ولكني وجدت أنها أصبحت في مكان آخر كما لو أنها فولوكلور للفنانين والإعلاميين! فيرسلون لنا صورهم أنهم شاركوا ونزلوا إلى الشارع!” وأضافت:” ولكن طبعًا الناس معهم كل الحق فقد تعبوا من هذا النظام الفاسد في لبنان، وتعبوا من السرقة والنهب ومن كل شيء، ولا أحد يشعر معهم! فأهل السياسة لا يهتمون لأمر الشعب ولا يهمهم حتى لو مات الناس، وقد دعمنا الموضوع من خلال الفنانين” اللي بيضوا وج” ونشرنا تصريحاتهم! ومنهم من كان حقيقيًا في دعمه كمعين شريف المعروف بمواقفه الوطنية ولا يمكن لأحد أن يساومه على ذلك،كذلك زين العمر ولكن هناك من شارك من أجل الفولوكلور فقط لا غير!” واستطردت قائلة:” خلصنا بقا حرقولنا دينّا وما يحزنني كثيرًا أنه بالرغم من كل ما يقومون به فلا شيء سيؤثر أو يتغير لأنّ القرار من الخارج، فالحكومة لن تنهز! واستطردت:” هنا أود أن أسأل العونيين الذين ينادون بالإصلاح والتغيير أين هم؟ وكذلك القوات اللبنانية الذين يدافعون عن المسيحيين الذين يموتون في المظاهرة ويموتون على أبواب المستشفيات، أين هم؟! المردة أين هم؟! هل كلهم يودون الإستمرار في السير وراء زعمائهم، لو كانت كل الأحزاب اللبنانية تملك فعلاً ضميرًا حقيقيًا ولا يأبه أعضاؤها بالزعيم إنما بالوطن لكانوا شاركوا!”
وختمت بالقول:” أنا فعلاً حزينة جدًا وأنا التي لم أفكر يومًا أن أهاجر، بتت الآن أفكر في ذلك ولا أدري إذا ما كان لا يزال هناك أملاً للمسيحيين بعد 15 عامًا! والزعماء المسيحيين بدلاً من أن ينتخبوا رئيسًا للجمهورية ليبقى هذا المقعد لهم يتقاتلون فيما بينهم!
الناقد والكاتب د. جمال فياض :
صرّح الدكتور جمال فياض:” نحن لدينا مطالب محقة وكان يجدر بنا أن نتحرك منذ زمن، فقد تأخرنا ولكن ليس لدي أملاً كبيرًا بأن نستطيع أن نغير لأنّ بوسع نظامنا أن يوصلك بأي لحظة ومع أي زعيم إلى نزاع طائفي ومذهبي فيفشّل لك أي عمل! فهناك أحد النواب حين اشتد الضغط عليه صرح قائلاً: فليستعد شبابنا للدفاع عن قصر رئاسة الحكومة وعن الموقع السني! وكأنّ التظاهرات أضحت تهجمًا على السنّة فقلبوها طائفية وقصة سنّة وشيعة! لذلك ليس لدي أملاً كبيرًا أنّ باستطاعة هذه التحركات أن تحدث فرقًا أو تغييرًا!” ووجد فياض أنه يجب أن يكون هناك هيكلية كاملة للمطالب “أولاً يجب أن يكون هناك رئيسًا للجمهورية حتى تكون حكومة جديدة، فأنا مع انتخاب الرئيس اولاً، ومجلس نواب وقانون انتخابات جديد ثانيًا، فحين يأتي الرئيس تستقيل هذه الحكومة ويتم تشكيل حكومة جديدة، عندها يلعب الشعب دورًا في وصول نواب جدد إلى المجلس النيابي وهكذا تكون أثرت هذه الحركة! فنحن اليوم في لبنان لدينا 6 نواب وليس 128، لدينا حسن نصرلله ونبيه بري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية وسمير جعجع وسعد الحريري وميشال عون! أما البقية فهم مجرد أحجار شاترانج مسيّرين وكل نائب يحرك كتلته ويلعب بها كما يريد…
وأضاف:” حملة طلعت ريحتكم ليس لها أفقًا إنما هي مجرد تعبير عن رأي الناس الذين يعتبرونهم فئة محدودة لأنهم حوالي 100 ألف من أصل 3 مليون لبناني وهؤلاء ال100 ألف لا ينتخبون هؤلاء النواب أساسًا! ولا يستطيعون تغييرهم! أما باقي الشعب فإنّ ال100$ تغلبهم في صندوق الإقتراع! مع العلم أنّ الرشوة لا تتم فقط من خلال المال، إنما الخدمات أيضًا! فالبارحة علمنا بفضيحة وهي أنّ الشركة الإيطالية التي اكتشفت أكبر مخزن غاز في العالم في مصر، اكتشفت مخزن نفط موازٍ له في لبنان ولكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء لأنّ كل المسؤولين اللبنانيين طالبوا برشوة تصل إلى 500 مليون دولار في العام الواحد! ونشروا بيانًا بذلك وبانسحابهم من الموضوع أمس…”.
وعن رأيه بموضوع اتهام الفنانين أنهم غير متعاطفين مع الشعب اللبناني لأنهم لم يشاركوا في المظاهرات أجاب جمال:” الفنانين يخافون على مصالحهم لأنهم جميعًا أصدقاء النواب والوزراء فكيف سيطالبون بإسقاط هذا النظام وهم أول من يستفيد منه؟! مصالحهم مشتركة ويطلبون الخدمات من السياسيين مقابل الغناء بحفلاتهم لذلك تجدين كل الفنانين الكبار حجمًا وقدرًا وقيمة هم الذين يلبون دعوات السياسيين ويغنون في سهراتهم ويأكلون معًا لأنّ مصالحهم مبنية عليهم!” وأكد أنّ الفنانين الذين تظاهروا مع الشعب كبروا في عينه كثيرًا مستطردًا:” كبير هو الفنان الذي يضحّي بعلاقاته وبريستيجه، ليقف إلى جانب الناس، ولكن ما فاجأني هم الممثلين فهؤلاء ليس معروفًا عنهم أنه لديهم علاقات مع نواب ووزراء، فلماذا إذاً لم يشاركوا في المظاهرات؟! كرفيق علي أحمد وغيره ممن يحملون لواء الثورة عادةً! لماذا لم يكونوا بالعشرات؟! ففي حركات كهذه في كل العالم فإنّ الممثلين هم الذين يشاركون قبل المطربين! فحين شارك تامر حسني في مصر ضربوه كفين! ولكن حين شاركت يسرى وإلهام شاهين والممثلين الآخرين أحدثوا تأثيرًا معنويًا كبيرًا بين الناس!”
وأكد أنه شارك يوم السبت في المظاهرة ووجد أنه حراكًا شعبيًا “ولكن أشك أن يبقى شعبيًا! فقد سمعت أنّ التيار الوطني سيشارك معهم ويعترض! وجنبلاط صرح أنه يؤيد التحرك! فهل هذا معقول! فهم من المتهمون فكيف سيتظاهرون ضد المتهمين؟!” وفي النهاية صرّ فياض أنه ضد استقالة أي شخص ينتمي إلى الحكومة الحالية إلى حين انتخاب حكومة بديلة لأنه إذا أتت حكومة تصريف أعمال يكون لديها حجة ومبرر ألاّ تفعل شيئًا!
“إنتخبوا رئيسًا وشكلوا حكومة جديدة شرعية! وأنا ضد إستقالة الحكومة وضد استقالة أي وزير!”
الصحافية فدوى الرفاعي مديرة تحرير مجلة “نادين” :
صرحت الصحافية فدوى الرفاعي:” أنا لم أشارك في المظاهرة ميدانيًا ولكنني طبعًا أؤيدهم في كل مطلب له علاقة بقضايانا وبالأمور وبالأمور التي تعنينا كلبنانيين ولكني ضد الشعب والتخريب وشتم القوى الأمنية والإعتداء عليهم، فافراد القوى الأمنية هم الذين يحمون عرضنا وشرفنا وهم يقومون بواجبهم تمامًا ككل مواطن يقوم بواجبه، لذلك فأنا ضد الإعتداء على الأملاك العامة أو على القوى الأمنية أو إهانة أي من الشخصيات السياسية لأنهم يجب أن ينتقدوا ممارسات وليس أشخاصًا كي لا نخلق فتنة! وانشالله نتكاتف كلنا سويًا حتى يكون لدينا بلدًا أنضف وأجمل وأفضل كما نستحق…” وأضافت أنها لا تؤيد كل مطالبهم إنما تؤيد المطالب المعيشية الحياتية، وبالتالي لا تؤيد إسقاط النظام! ووجدت أنه يجب على كل الوزراء القيام بواجبهم الحقيقي بالجلسات ويتناقشون سويًا ويتحملون مسؤولياتهم كاملة… وفيما يختص بموضوع مشاركة الفنانين في الحملة قالت فدوى:” ليس مطلوبًا المزايدة على الوطنية لأننا كلنا لبنانيين وكل شخص فيها يقدّم شيئًا ما لبلده من موقعه، فالفنانون هم أيضًا سفراء لبلدهم حين يحيون الحفلات والمناسبات في الخارج ويمثلون بلدهم خير تمثيل! فلكل منا دور يؤديه فليس بالضرورة أن يحمل الفنان علمًا أو يافطة ليصبح لبنانيًا! وإذا لم يشارك في المظاهرة لا يعتبر لبنانيًا وخائفًا للوطن!” ونوهت:” نحن كصحافة فنية يعنينا الأمر كما كل القطاعات ونقول دائمًا أننا نحب هذا البلد ونريد البقاء فيه وما من شيء سيجعلنا نكفر به، وبذلك نستمر في إعطاء جرعة أمل للناس…”.
الاعلامي والصحافي في مجلة “الشبكة” روبير فرنجية:
أكد الإعلامي روبير فرنجية أنه على المستوى الشخصي كان داعمًا لحملة “طلعت ريحتكم” “ولكن أنا من النوع الذي لا يحب المظاهرات كثيرًا، بحياتي لم أذهب إلى مظاهرة لا 8 ولا 14! ولا أي مظاهرة مطلبية، أو إعتصام أبدًا! ربما هذا تقصير شخصي مني إلا أنني أشعر أحيانًا أنني بكلمة أو بجملة أكتبها أو في مقالة أستطيع أن أكون فعالاً أكثر!” واعتبر أنّ الصحافة الفنية انقسمت بين مؤيدة ومعارضة “ومنهم من اعتبر الأمر بروباغاندا، واتهموا الفنانين أنهم يشاركون للمزايدة على بعضهم البعض أو نازلين لتوقيع ألبوماتهم! حتى إنّ الفنانين الذين شاركوا زايدوا على الذين لم يشاركوا! ولكن أنا أقول دائمًا أنه لا يجب أبدًا على الفنان أو الإعلامي أن يخجل من الإفصاح عن إنتمائه السياسي وتأييده للمظاهرة مثلاً أو ضدها، وعما إذا كان مع ترشيح فلان لرئاسة الجمهورية أو ضد!فلماذا في المونديال نفصح عن اسم الفريق الذي نشجعه علنًا ولا نخاف أن يزعل جمهورنا…” وأضاف:” كوني أعيش في منطقتي زغرتا وإهدن فأنا لم أعاني من موضوع النفايات لأنه لم يكن لدينا مشكلة تراكم النفايات، ولكني كمواطن لبناني كنت أرى جبال النفايات في طريقي إلى عملي وكنت أتعاطف كثيرًا مع الناس، ويا ريت ابتعدوا السياسيين وتركوا هذه الحملة نظيفة! فقد وسخوها وأخذوها إلى منحى آخر ودخلت فيها نزاعات وسجالات السياسة! ولكنها كانت نظيفة في الأيام الأولى ولم تتلوث وقد حاول الجميع خطفها، وأنا برأيي كل شخص شارك وكان لديه التزامًا غير وطني ولغاية في نفس يعقوب، كان مندسًا!”
مؤسس ورئيس تحرير موقع “ميوزك نايشن” الالكتروني خالد آغا:
أعلن رئيس تحرير موقع ميوزيك نايشن الصحافي خالد آغا:” مطالب حملة طلعت ريحتكم كانت مطالبنا جميعًا، بدايةً شعرت بالخوف من أن يكون هناك شيئاً ما وراء حملة “طلعت ريحتكم” لأننا أصبحنا في هذا البلد نشك حتى بالأمر الشريف! ولم يعد لدينا الثقة الكافية… وقد أيدتهم من خلال كليب انتجته تأييداً لهم، فقد وصلتني أغنية فحولتها إلى كليب ونشرتها على اليوتيوب…” وأضاف:” والمشكلة أيضًا أنهم في المظاهرة الأخيرة نسوا موضوع الكهرباء والماء والنفايات وباتوا يريدون محاكمة هذا ومحاسبة ذلك! فقد حادوا عن مطالبهم الأساسية، فلو التزموا بالمطالب الأساسية لكنت شاركت معهم كل يوم! فلا دخل لوزير البيئة وحده ليطالبوا بإقالته، فالحكومة بأكملها مقصّرة وليس هو فقط، ولكن لو كنت مكانه لاستقلت وتركت الوزارة! فكان الأفضل والأحرى بهم أن يركزوا على المطالب الحياتية، فحتى على المطالب الأساسية لا نتوحد كلبنانيين! فلو ركزوا على موضوع واحد وضغطوا عليه لكان شارك عدد أكبر من الناس!” وأفصح أنه أصيب بالإحباط من لبنان ولكن ليس بالإحباط من هذه الحملة إذ شعر أنها إيجابية وما زال يدعمها “ولكن يجب أن نتوحد على مطالب أساسية ويجب أن تحاسب الحكومة بأكملها وكل الأفرقاء السياسيين الذين يكذبون علينا طيلة الوقت!”
كما قام موقع ميوزك نايشن بدعم حملة “طلعت ريحتكم” من خلال فيديو كليب