رأي خاص- فايز السعيد حفر اسمه في سجل مبدعي الخليج ممن سطّروا اسماءهم بحروف من ذهب
باتريسيا هاشم – بيروت: لقبه بحدّ ذاته كان مسؤولية كبيرة على كاهله فأن تكون سفيراً لبلدك يعني ان تُمثّل بلدك خير تمثيل وان تكون الصورة المُشرقة والمشرِّفة لبلدك، فكيف ان كنت سفيراً للألحان، فيعني ذلك ان تكون خير ممثّل لموسيقى وطنك وان تكون الصورة المُشرقة والمشرِّفة للفن العربي. واستحق الفنان فايز السعيد ان يكون أيضاً سفير جيلين من ذوّاقة الفنّ، جيل الشباب الذين يمثلهم من خلال الفن الذي يقدّمه واغنياته التي يحرص على ان تلامس ذوقهم الشبابي وجيل العمالقة من النجوم الذي يلحّن لهم ويحرص ان يقدّم لهم الحاناً ابداعية جعلت منه صاحب اكبر وأهمّ ارشيف من الالحان في الوطن العربي محققاً بذلك انجازاً فنياً كبيراً خلال سنوات قليلة.
فايز السعيد قد يكون من أكثر النجوم والملحنين البعيدين عن الاعلام او البروباغاندا الاعلامية من الذين يروّجون لأنفسهم والذين يبالغون في استعراض نجوميتهم التلحينية، تاركاً اعماله تتحدّث عنه بصوت مرتفع ومرتفع جداً…ففي كل عمل خليجي ابداعي له بصمة ، في كل تميّز له بصمة ، في كل عمل خيري وانساني له بصمة، في كل موهبة جديدة له بصمة… وكأن هذا الزمن أبى الا ان يكون لفايز السعيد فيه بصمة، فاستحق هذا الشاب الموهوب والحالم الآتي من خورفكان -الامارات ان يترك في هذا الزمن الفني أثراً ابداعياً جميلاً فنجح في حفر اسمه في سجل مبدعي الخليج ممن سطّروا اسماءهم بحروف من ذهب.
حورب فايز السعيد كثيراً، الا يُحارب الناجحون والمتميزن في عالمنا العربي؟ هذه هي حال كل من يُغرِّد خارج سرب التقليدي وكل ما هو رائج، ولأنه خَلَق خطاً خاصاً به واجتهد ليكون مختلفا ً ولا يشبه الاّ نفسه، كثُرت الاصوات المناهضة لفنِّه ولكن من ناحية أخرى كثرت أيضاً الاصوات العملاقة التي غنّت من ابداعاته، فاثبت فايز السعيد انه على حق وان ايمانه بفنّه وبموسيقاه كان بمحله، فأصبح منارة الفن في الامارات، وتحولت استوديوهات فايز السعيد في دبي الى قبلة ذواقة الفن والباحثين عن جديد في الاغنية الخليجية من خليجيين وعرب، فوقّع فايز السعيد انجح الاعمال الفنّية لكبار النجوم في الوطن العربي وحتى لهواة ارادوا ان يبدأوا مسيرتهم الفنية بأعمال من توقيع سفير الالحان.
فايز السعيد مبدع خطير يجتهد بصمت الكبار، ليحقق احلاماً كبيرة أدركها دون ان يعلم ذلك لكثرة انشغاله بتحقيق المزيد، ولربما حان الوقت ليتوقف لبرهة من الزمن ويستمتع بالنجاحات الكثيرة التي حصدها حتى الان وليستوعب كمّ الانجازات التي حققها رجل بسنه ويحصي الاسماء الكبيرة التي غنّت له ويدرك انه عظيم ومبدع في زمن المدّعين وان اعماله على الرغم من إثارتها للجدل احياناً الا انها ستحفظ دون أدنى شك في تاريخ المكتبة الموسيقية العربية وان اسمه سيُخلّد مع كبار مبدعي وشرفاء هذا الجيل من النجوم.
في زمن فوضى الفن التي نعيشها اليوم قد لا يدرك العظماء مكانتهم الحقيقية، لذا يعيشون في مخاض هذه الفوضى وقد لا يستمتعون بنجاحاتهم، ولكن علينا كإعلام مسؤول ان نذكرهم بين الحين والاخر بمكانتهم الكبيرة واننا نعول عليهم كثيراً لنحافظ على ارث كبارنا من العظماء الذين سبقوهم.
ونتوجه اليوم الى المبدع فايز السعيد، هذا الكبير من دولة الامارات الحبيبة لنقول له اننا فخورون به لانه يعيش مع الالحان علاقة ابداع استثنائية ولأنه ارتقى بها الى مراتب الشرف والتميّز عله ينقذ مع باقي الملحنين الشرفاء الفنّ العربي الذي ينحدر به بعض المتطفلون الى منحدرات لا تليق بتاريخ فن امتنا.