متابعة خاصة – ستريدا جعجع كسبت الرهان على مهرجانات الارز الدولية ونصيحة للنجمة اليسا
متابعة خاصة – تحت شعار “لغة الروح” “The language of the spirit”، أعادت النائب ستريدا جعجع إحياء مهرجانات الأرز الدولية بعد خمسين عاماً على توقفها القسري، ضمن احتفالٍ ساهرٍ راقٍ وضخم قرب غابة أرز الرب في بشري، حفل افتتاح مجّد السماء ومن فيها ممن أسسوا وشاركوا في هذه المهرجانات العريقة وكان حفل الافتتاح حديث ملايين اللبنانيين المقيمين والمغتربين ليل أمس، حفل افتتاح لبناني شمالي ولما لا عالمي أيضاً حيث كان واضحاً ان المنظمون نحتوا التفاصيل واخترقوها الى مكامن الابداع الدقيقة حتى بات الحاضر على المدرجات او المشاهد امام شاشة mtv امام حدث مبهر دون تكلّف ودون مبالغة ولكن ايضاً حدث محترف صنع باتقان وابداع قلّ مثيله فكان من اروع الافتتاحيات على الاطلاق واروع عودة لمهرجانات تعيش في الذاكرة والوجدان.
حضر الافتتاح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، والوزراء: ميشال فرعون، بطرس حرب، أشرف ريفي، الياس بو صعب، أليس شبطيني، رشيد درباس، رمزي جريج، عبد المطلب حناوي، واكرم شهيب، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والنواب: مروان حماده، نعمه طعمه، ايلي كيروز، وفادي كرم، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن يوسف سلامة، النائب البطريركي العام عن جبة بشري المطران مارون العمّار، السيد أصلان جنبلاط، والوزراء السابقون: ابراهيم الضاهر، نقولا نحاس، روجيه ديب وسليم ورده، محافظ الشمال رمزي نهرا، قائمقام قضاء بشري ربى شفشق، نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيس مجلس ادارة تلفزيون الـMTV ميشال المر، رئيس اتحاد بلديات جبة بشري ايلي مخلوف ورئيس بلدية بشري انطوان طوق ورئيس بلدية حدشيت ايلي حمصي، رئيس بلدية حدث الجبة جورج الشدراوي، رئيس بلدية بقرقاشا طوني البطي، رئيس بلدية بزعون حنا فضول، رئيس بلدية قنات شليطا كرم، رئيس بلدية برحليون روبير كرم، رئيس بلدية عبدين نبيل ابو النصر، رئيس بلدية طورزا سيمون بطرس، رئيس بلدية بان جوزيف خضير ومخاتير المنطقة بالإضافة الى حشد من الفاعليات الاعلامية والفنية والنقابية والاقتصادية.
وبالمناسبة، ألقت النائب جعجع كلمة افتتاحية قالت فيها:”مجدُه أرزُه رمزُه للخلود، بيتٌ من النشيد الوطني اللبناني يختصرُ المشهدَ كلَّه، فعندما نقول الأرز نقول لبنان، والأرز كان وسيبقى مجدَ لبنان ورمزه الخالد إلى أبد الآبدين آمين.”
وأضافت جعجع :”بعد خمسينَ عاماً على توقّف مهرجانات الأرزِ الدولية، نقفُ اليومَ كما الأرز، بالعزّةِ نفسِها والإصرارِ نفسه راسخينَ في الأرضِ كما جذورُه، منفتحين على أرجاء الوطن كما شلوحُه، مرفوعي الرأسِ نحو السماء كما أغصانُه، لنؤكِّدَ أننا أبناءُ الحياة”.
وأكّدت “أن ثقافةَ الموت لامكانَ لها هنا، ولن يكونَ لها مكانٌ في لبنان، فثقافتُنا هي ثقافةُ الحياة، ولذلك نرفضُ مختلِف أشكالِ العنفِ وقطعِ الرؤوس وقتل الأطفال والحروبِ والدمار، ولأن الزمنَ يتقدّم ولا ينظرُ إلى الوراء، ولأن اللبناني بطبعِه محبّ للحياة والفرح، ويَنشُد الجمال، وقد تخطّى دائماً مصاعبَ الحياة، ليعيشَ بكرامةٍ وسلام، كان إصراري على أن تكونَ هذه المهرجانات تجسيداً لهذا الواقع. فنحن بطبيعتنا متفائلون وإيجابيون،على رغم كلِّ ما نشهدُ حولَنا من ويلات وصراعات ومآسٍ”.
وتابعت:”أجل، بعد حوالي نصفِ قرنٍ على توقفِها القَسري، نعيدُ اليومَ إطلاقَ مهرجانات الأرز الدولية، ربما تأخرنا في إحياء هذا الحدث، لكن السبب، وقبل نجاحِنا في تمثيل هذه المنطقة في لعام 2005، هو أن الدولةَ كانت غائبةً بل مغيّبة كُلياً عنها، وأهلُها كانوا معاقَبِين اقتصادياً وإنمائياً وسياحياً وسياسياً، بحُجَّة انتمائِها للخط اللبناني السيادي”، مشيرةً الى أنه “ومنذ تولينا المسؤولية قبلَ عشرةِ أعوام، انطلقنا في العمل من تحتِ الصفر، مركِّزِين كأولوية على البُنى التحتية، وإلا لما كانت هذه المنطقة اليوم مهيأةً لمثل هذا الحدث”.
ورحبت جعجع بوزير السياحة ميشال فرعون، شاكرةً إياه على الإهتمامِ الكبير والتسهيلاتِ التي قـدّمها، من أجل إنجاحِ مهرجانات الأرز الدولية، كما شكرت أيضاً وزير البيئة محمد المشنوق ووزير الثقافة ريمون عريجي “اللذَين ساعدا وساهما معنا في تأمينِ المعايير المطلوبة لاختيار مكان إقامةِ المهرجانات، من دون التعرّضِ بأيِّ ضرر بيئي لغابةِ الأرزِ الدهرية، كمحميةٍ فريدة ومُدرَجة على لائحة التراث العالمي”.
كما رحبت جعجع بالعِماد جان قهوجي قائدِ الجيش اللبناني ممثلاً بالعَميد الركن يوسف سلامه، وقالت “أتقدّمُ منه بالتهنئةِ القلبيّة له وللمؤسسة العسكرية لمناسبةِ عيدِ الجيش، وقد أصرَرنا على إطلاق المهرجان في الأوّل من آب، في عيدِ الجيش، لنؤكّدَ، وعلى رُغمِ الظروفِ الصعبة والتضحيات الغالية التي يقدمُها جيشُنا البطل على دورِه الأساسي في حمايةِ الوطن والدولة، ولأنحني باسمِ الجميعِ هنا امام أرواحِ شهداءِ الجيش التي لا بدَّ أنها ترفرفُ بين شلوحِ الأرز في هذه الأمسية، فكلُّ التوفيقِ لكم في رسالةِ الدفاع عن لبنان”.
وشددت على انّ “الجيش اللبناني وحدَه حامي الحِمى وحامي الأرزة، كيف لا، وهي التي تتصدّرُ شعارَه وتتوسّطُ العلمَ اللبناني رمزاً لسيادتِنا وحريتنا”.
وقالت جعجع:”دعوني أرحّب بأهلِ البيت، وبخاصةٍ، بالرجلِ الداعم والراعي والحاضر دوماً والموجِّه الأوّل لهذه المسيرة التغييريّة التي تشهدُها منطقة جبة بشري، عنيتُ به سمير جعجع. وفي هذه المناسبة-الحدث، أتوجه إلى أهلِنا في بشري والجبّة، وأدعوهم ليكونوا أشدَّ الحريصينَ على البيئة المميّزة لهذه المنطقة وعلى حفظِ تراثِها الروحي والتاريخي بمعالمِه الفريدة من وادي قاديشا وادي القديسين، إلى مسقط رأس القديس شربل وأرزِ الرب، ومتحف نابغة الشرق جبران خليل جبران، ومغارة قاديشا، ومقرِّ البطريركية المارونية في الديمان”.
وأضافت:”إنني في المناسبة، وبمن وما أمثل، لن أتساهلَ مع أيِّ شخصٍ أو أي فئةٍ تنتهك حُرمةَ بيئتِنا التي تمثّل ثروةً للبنانَ كلِّه، قبل أن تكونَ لهذه المنطقة. واسمحوا لي أن أتوجّهَ بالشكر أولاً الى الجهات والمؤسسات الراعية التي لولا دعمها السخي لما كانت هذه المهرجانات، ثانياً إلى جميع الذين ساهموا معنا في هذا المهرجان وائل كفوري، إليسا، نجوى كرم، ميشال فاضل، الأب خليل رحمة وجوقة جامعة سيدة اللويزة، جوزيف عطية، عبير نعمة، فرقة ما في متلوSHOW، مصمم الرقص سامي الحج وفرقته، فرقة “من الآخر”، وفرقة دبكة دير الأحمر والشكر أيضاً للأستاذ ميشال المر وتلفزيون الـMTV الذي يغطي هذا المهرجان، والشكر أخيراً لاتحاد بلديات جبة بشري، ولبلدية بشري،على كل الجهود التي بذلوها من أجل انجاح المهرجان”.
وختمت جعجع:”لا بد أن أشيرَ إلى أن هذا المهرجان يلاقي أشقاءَه المهرجانات اللبنانية، من صور وبيت الدين وبعلبك وبيروت، إلى بيبلوس والبترون وجونيه وطبعاً إهدن، لنُحيِي مع جميع اللبنانيين مواسمَ الفرح. وإننا،إذ نستذكرُ كِباراً رحلوا وكانت لهم بصماتٌ لا تُنسى في مهرجانات الأرز، من عاصي ومنصور الرحباني ونصري شمس الدين وصباح ووديع الصافي إلى سعيد عقل، أردنا العودة اليوم لإحياء هذه المهرجانات بانطلاقةٍ وطنية لبنانية مع الفنانين اللبنانيين، تمهيداً لاغنائها بنجوم عالميين اعتباراً من العام المقبل وعلى مدى السنوات الآتية ان شاء الله، والآن، باسمِكم جميعاً، وبعد انتظارِ نحو خمسينَ عاماً، لهذه اللحظة-الحدث، أعلن بكل فرحٍ واعتزاز افتتاحَ مهرجاناتِ الأرز الدولية 2015″.
بدايةً عزفت فرقة ميشال فاضل المؤلفة من خمسين عازفاً و كورس النشيد الوطني اللبناني، ثم استُهلت ليلة الافتتاح، التي أخرجها المخرج المبدع باسم كريستو وقدمها الاعلامي وسام بريدي، بلوحة راقصة من تصميم الفنان سامي الحاج، أداها عشرون راقصاً وراقصة، على أنغامmedley للمؤلّف الموسيقي ميشال فاضل تحيةً لكبار رحلوا أمثال صباح، وديع الصافي، سعيد عقل وجبران خليل جبران. ثم عُرض وثائقي عن جبّة-بشري من كتابة الشاعر انطوان مالك طوق وإخراج ميلاد الخوري طوق بصوت الفنان جوزف بو نصّار وموسيقى زاد ملتقى. وكان تخلل المهرجان عرضاً مميزاً للألعاب النارية لمدة 7 دقائق متناغمة مع موسيقى أغنية “الحق ما بيموت” للفنان جوزف عطية أعدها المنتج الموسيقي طوني قليعاني وأعاد توزيعها على طريقة الـTechno.
كما عزف المؤلف الموسيقي ميشال فاضل أربع الحان للأغاني الشهيرة التالية:” ليالينا”، “انت عمري”، “بتونس بيك” و”تعلا وتتعمر يا دار” التي لوّحَ الحاضرون على أنغامها بالأعلام اللبنانية. وتجدر الاشارة الى ان شركة eventual اضاءت محمية الارز والمنطقة المحيطة بها.وصلة ميشال فاضل كانت قصيرة وتمنى الحضور والمشاهدون لو انها طالت اكثر لما يتمتع به هذا المبدع من بلادي بابداع وشغف نادرين وهو فنان حقيقي يحترم جمهوره وفنه ويبذل كيانه حين يجلس وراء البيانو ويذوب ويتحد بكل نوتة موسيقية وهو يعزف بأصابع من ماس حتى نكاد لا نصدق ان اهدابه تلامس مفاتيح البيانو وميشال فاضل يعيش حالات فنية عديدة على المسرح فنشعر انه ينفصل عن الجسد ويتحد بروح الموسيقى المقدسة وهو كان بالامس مداعاة فخر لكل لبناني في هذه الامسية الشمالية الاستثنائية.
بدورها، زيّنت ملكة الإحساس إليسا المسرح، الذي صُمم على شكل أرزةٍ وفق هندسة الأبعاد الثلاثية من تصميم شركة ICE فغنّت باقة من أجمل أغانيها مثل “موطني”، “يا مرايتي”، “حلوة يا بلدي”، … فتفاعل الجمهور معها وتمايلَ على أنغام موسيقى أغانيها.وتساءل الجميع لما لم تغني اليسا اكثر من ارشيفها وهو يتضمن أروع الاغنيات على الاطلاق وكنا نتمنى لو انها اكثرت من الغناء باللهجة اللبنانية في مهرجان الارز العريق الذي غنى فيه بالسابق كبار لبنان كوديع الصافي وصباح والسيدة فيروز فكان لا بد من احترام هذا الصرح اللبناني العريق واحترام قيمته التاريخية وتخصيص اغنيات خاصة به بدل الاكتفاء بغناء اغنيات مصرية قديمة وكما في معظم حفلاتها نسيت اليسا كلمات بعض اغنياتها وتعثرّت في باقي الاغنيات وخرجت عن الايقاع في بعضها الاخر ولعلها مناسبة اليوم لنتوجه الى اليسا بنصيحة وبكل محبة ولو اننا نعلم مسبقاً انها لن تأخذها على محمل الجدّ والاّ لكانت اصغت لملاحظات جميع النقاد خلال السنوات الماضية ، فهذا الموضوع لا بد من وضع حدّ له والا وُضِع في خانة الاستهتار بالجمهور الذي غَفر لاليسا جميع هفواتها في السابق لشدة عشقه لها فربما حان الوقت لتبادله اليسا هذا العشق وتكون أكثر حرصاً على تقديم ما هو أفضل وما يتماشى اكثر مع احساسها الذي برأيي هو الاول في الوطن العربي والذي لا يضاهيه اي احساس آخر لدى اي نجمة أخرى ولأن الفن علم قائم بحد ذاته فهو يحتاج الى التركيز والتعمق اكثر بتقنيات الغناء والاداء والتمرين على الحفظ وتمرين الذاكرة والاستعانة بأطباء مختصين لحلّ هذا الموضوع الشائك نهائياً ، لما لا طالما ان ذلك قد يساهم في تطوير هذه الموهبة الاستثنائية لدى نجمة رائعة بحجم ومكانة اليسا.
أما ملك الرومنسية وائل كفوري فأشعل مسرح مهرجانات الأرز بعددٍ من أشهر أغانيه: “لو حُبنا غلطة”، “الغرام المستحيل”، “عمري كلو” ،”كيفِك يا وجعي”، … كما قدمَ كفوري أغنية تحيةً للجيش اللبناني. واستمر الحفل حتى ساعات الصباح الأولى. وللوقوف عند ما قدمه وائل بالامس فكان لنا تعليق مفصل تقرأونه على الرابط التالي وهو بعنوان:
رأي خاص – نجوم السماء والأرض هتفوا باسم الملك وائل كفوري في مهرجانات الأرز
نذكر اخيراً ان الفرح والرضا كانا العنوانين العريضين لافتتاح الامس وكانت السعادة بادية على المنظمين وخاصة على رئيسة المهرجان النائب ستريدا جعجع التي رقصت فرحاً وشاركت مدعويها فرحتها بتحقيق حلمها الكبير باعادة مهرجانات الارز الدولية الى الحياة.
نشير أخيراً ان محطة أم تي في اللبنانية قامت بعمل جبار بالامس من خلال نقلها المباشر للحفل ولعل المخرج رجل المهام الصعبة باسم كريستو ساهم الى حد بعيد في ايصال صورة جميلة عن هذا الحدث السياحي الوطني الرائع.