بالصور – تكريم الممثل ميشال تابت بحضور شخصيات معروفة
عن المكتب الاعلامي: أقام اقليم بعبدا احتفالا تكريميا حاشدا لنقيب الممثلين السابق والفنان القدير ميشال تابت وذلك في مسرح كنيسة مار نهرا في فرن الشباك بحضور السيدة جويس الجميل وعضو المكتب السياسي لينا الجلخ ورئيس الاقليم رمزي بو خالد ورئيس مصلحة التكريم الحزبي جورج روحانا ورئيس قسم فرن الشباك جان أحمراني وأعضاء مجلس بلدية فرن الشباك وعدد من المخاتير وممثلي الاحزاب وشخصيات من السلك العسكري والأب ميشال كيروز وحشد من الممثلين ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة و المكتوبة.
بداية مع النشيد الوطني اللبناني فكلمة رئيس القسم جان أحمراني الذي حيا الحضور والصديق والاب والاخ و الرفيق ميشال تابت الذي عاش حياته لخدمة العائلة و الوطن و الفن.
وتابع:”كان أحد مؤسسي تلفزيون لبنان وتحديدا المدير الفني يوم كانت تبث كل البرامج الفنية والغير فنية مباشرة على الهواء بدون التسجيل و التصحيح واعادة البث. وهنا كانت تكمن قمة الحضور والابداع للممثلين والمطربين و العازفين وكان الفنان يسخر كل طاقاته واحاسيسه الفكرية و الجسدية والصوتية في خدمة الفن ليعطي المشاهد والسامع خلاصة ما يصبو اليه.أما اليوم ولكي لا نظلم الجميع فيمكننا أن نستثني فنانين ومبدعين كبار من أصحاب المواهب الربانية وهم كثر موجودون بيننا هنا قد نشأوا من بداية مشوارهم الفني على الاصالة والجذور و كلاسيكية الفنون وابتداوا بالالف لينتهوا بالياء.
لكن بؤس الذين يدعون انفسهم فنانون قد بداوا راسا بحرف الياء متكلين على التكنولوجيا الحديثة لما تقدمه لهم من تسهيلات ومؤثرات صوتية وبصرية وايمائية .فهؤلاء ومع مرور الوقت تراهم يتهاوون و يندثرون تدريجيا اذ ان نشأتهم الفنية لم تهذب و لم تشرب من الجذور و الاصالة.
وسأل احمراني :”أين الوعود في ادخال مدرسة الاخوين رحباني وفيروز الى المناهج التربوية؟”
بدوره تحدث رئيس الاقليم رمزي بو خالد الذي قال:” بداية دعوني أسلّم الأمانة، وهي سلام وتحيات من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميل.
سلامٌ خاص، لكل فردٍ منكم، لجميع عائلات فرن الشباك الكريمة، وبالأخص آل تابت، العائلة المقاومة..فكما كان يُقال: في قلعة الصمود، هناك قسم فرن الشباك، وهناك قسم آل تابت…
ومن الامانة ايضاً أن أنقل للفنان ميشال تابت من الرئيس الجميل سلاماً مليئاً بالفخر، بالمحبة والتقدير.
أيها الحضور الكريم،
يندرج هذا الإحتفال اليوم، ضمن خطة عمل وضعها إقليم بعبدا للإضاءة على قيمة فنية كبيرة، لأن وحده الإنسان يبقى القيمة الأسمى في المجتمع مهما كانت ميوله وأهواؤه.
اليوم، لا كلام في السياسة، ولا مكان لها. وحده الفنّ يطغى أمام أهمية هذا الحدث إجتماعياً وفنياً وثقافياً. فبعكس الأدوار الشريرة التي برع ميشال تابت في تجسيدها رغم صعوبة أدائها وما تتطلّبه من قدرات، يشهد كلّ عارفيه على طيبة قلبه ونبل أخلاقه وحنانه الوافر. فأبو جان، أب السبعة أولاد ليس فيه شيء من الطاغية وتسلّطه، أو عزاب الأمهات وهيمنته، أو طمعه في من أجل عينيها.
فميشال تابت لطالما كان نموذجاً للإنسان الذي يسير نحو العلى، ليتقدّم في الحياة من حلاق الى خبير ماكياج، ممثلاً ثم نقيباً على امتداد خمس وعشرين سنة، ليجمع بشخصه إرثاً فنياً وطنياً هائلاً من الأعمال التلفزيونية والدوبلاج والمسرح، والأعمال السينمائية اللبنانية والعربية.
ولم يكتفِ، لم يكتفِ، ليصبحَ النقيب المدافع والمقاتل من أجل تحسين أوضاع الفنان اللبناني، وهو بذلك مُفضِل بما حقّقه خلال ترأسه إتحاد النقابات الفنية الذي تأسس سنة 1974. إذ ساهم بتوقيع خمسة بروتوكولات فنية مع الدول العربية. وعمل على تنظيم القطاع وتأمين الفنانين وتصنيفهم.
كثير هو ميشال تابت، لذا ربما يشعر كل منّا أن له فيه حصّة وعليه دالّة، يأتينا بأصدقاء ممثِلين، فنّانين، نقابيين، كمن يصطحب رفاقاً يُعرّفهم على رفاقٍ، ليغدو الإحتفال اليوم سفراً في الوجوه. سرُّه أنه يرفع فنّه، مشاهديه، مخاطبه، أيا يكن الى رتبة المحبّ العارف قبل أن يخاطبه. قاسٍ هو، لأنه زاهدٌ بالكلام المنمّقِ المخدّر فيغادره الى حيث الصفة واجب لا ميزة.
في فنّه حمل العالم الى فوق، فأصبحنا نراه في كل جمالٍ، في كل إبداعٍ، في كل مسؤولية. إنخرط في التاريخ، إلتزم الفن وبقي سيداً عليه زاهداً مستقلاً لتبقى أعماله مسكونة بمسافاتٍ من الإبداع. لبنانه ليس كياناً علوياً، فالله لا يرسم الجغرافيا، ولا يسنّ الدساتير.
أنتَ لبنانيٌ بقدر ما يقودك شعورك التلقائي الى خدمة هذا البلد، الى التميّز فيه. لبنان، ميشال تابت هو لبنان، هو فرن الشباك الحبيبة، هوالتحويطة،هو قضاء بعبدا، هو بيروت، الشمال والجنوب، هو البقاع، هو 10452 كلم² .. رقعة مع ناسها، لا تستطيع أن نحبها من دونهم، أو أن تدّعي ارتياحاً لهم ما لم تحبّهم هم،….. فعجنت يداه كل ما في الأرض من فنّ وتمثيل وإبداع ، وبقي رأسه عالياً.
وإننا إذ نكرّمه، ننحاز معه الى الفنّ الجميل، الى رسالته، الى شجاعته، الى ثقته، الى إنتمائه، الى أدواره، الى مسيرةٍ ما زالت مستمرة منذ ما يقارب النصف قرنٍ، فهنيئاً له التكريم، و هنيئاً لنا أننا نعاصر ميشال تابت، يستنهض بمحبته القاسية هممنا وأقلامنا وأفكارنا، فيدعونا لنحوّل زماننا ومكاننا وذواتنا مطارح إبداعٍ.
ومن ثم كانت كلمة عفوية نابعة من المقبل ومن الماضي العريق للممثل والمخرج القدير فؤاد شرف الدين الذي نوه بمزايا المكرم الكبير مستذكرا عشرات الاعمال التي شاركا فيها سويا وتحديدا ابان حقبة الحرب اللبنانية و التي تركت بصمة خالدة في تاريخ السينما اللبنانية .
كما كانت كلمة لعائلة تابت شكرت فيها حزب الكتائب والرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس الجميل على هذا التكريم . كما شكرت العائلة كل الذين حضروا تكريم “عميد ” عائلة تابت.
وبعد ذلك بدات مراسم التكريم حيث قدمت السيدة الجميل أرفع وسام كتائبي الى المكرم اضافة الى شهادة تقدير موقعة من الرئيس أمين الجميل وبحضور رئيس مصلحة التكريم في الحزب الرفيق جورج روحانا. ومن ثم شكر تابت السيدة الجميل و الحزب مؤكدا وقوفه الى جانب الحزب ورئيسه كما دائما وتمنى الممثل القدير ، الذي سبق وتكرم منذ 6 أشهر من اذاعة صوت لبنان الاشرفية، أن يشمل التكريم كل الفنانين الذين قدموا الكثير للفن وللبنان.
اشارة الى أنه تم عرض فيلم وثائقي اختصر مسيرة المكرم وقدمت الحفل الرفيقة بسكال طرزي.