محدث -رأي خاص: هيفا وهبي كسبت جولة او معركة في مسلسل مريم؟
باتريسيا هاشم – بيروت: لم يشكك أحد يوماً بموهبة النجمة هيفا وهبي التمثيلية…موهبة فرضت نفسها على الساحة الدرامية المصرية على الرغم من كل ما رافقها من أمور لم تخدُم ربما تجارب هيفا الاولى ، إن من حيث الأدوار التي لم يرُق بعضها للجمهور المصري او من حيث رؤية المخرج التي لم تخدُم المسلسل احياناً أخرى او من حيث جرأة طرح المواضيع التي كانت في أغلب الاحيان الحِجّة الواهية لتقليب الشارع والرأي العام عليها، بعدما استشعر كارهوها ومنافسوها الجُدد جِديّة موهبتها وخطورتها مستقبلاً عليهم.
لا شك في ان هيفا وهبي تتحلّى بالكثير من الشجاعة لتستمر في تحقيق حلمها بالنجومية الدرامية بعد الحملات العشوائية ضدها احياناً والمنظّمة والمبرمجَة في معظم الاحيان والتي طالتها في السنوات الاخيرة، حيث انتُقدت بقسوة واحياناً عن غير حقٍّ ومنطق، لأسباب لا تحتمل كل هذه الحملات، فكان لا بدّ من اعتبار ما حدث معها نتيجة للقلق الذي بدأت تتسبّب به لممثلات جيلها، فهيفا وهبي العنيدة تتمتّع بإصرار نادر لتحقيق ما تطمح اليه، وهي لا تتخلّى عن احلامها مهما صعُب تحقيقها، وهي تسعى دائماً الى اثبات نجوميتها وتبرهن انها إستحقَّت كل فرصة حصلت عليها، فلم ترزح تحت اثقال عِقدِ البعض أحياناً وغيرة البعض الآخر أحياناً أخرى، فكانت مُصرّة على نفض الغبار عن موهبتها التمثيلية وتقديمها لمّاعة متوهجة كالماس لجمهورها وجمهور الدراما العربية، خاصة بعد ما قدّمته من جهد وتضحيات لا بدّ انها كانت كثيرة في مسيرتها الغنائية خلال السنوات الماضية من أجل ان تتفرّغ تماماً لأدوارها وتتسابق مع الوقت لتخوض السباق الرمضاني كل عام.
واستطاعت هيفا هذا العام من خلال مسلسل “مريم” ان تحسُم أمر نجوميتها في التمثيل وتبرهن انها الخطر الداهم على كل من اعتقد او راهن ان موهبة هيفا وهبي مؤقّتة وان رغبتها في التمثيل مجرّد نزوة عابرة، وبرهنت هيفا من خلال دورها المزدوج في المسلسل انها الرقم الصعب وانها الموهبة الحقيقية التي تستحق اعتذار من شكّك بها يوماً ومن حاربها او راهن على سقوطها.
موهبة هيفا وهبي التمثيلية ليست وليدة الصدفة او اكتشاف مؤخَّر وهي ليست يافعة او مراهقة وتحتاج الى صقل وتهذيب وتدريب ، بل هي الاحتراف بالفطرة وهي الاكتشاف “العبقري” الذي تأخرت هيفا بمشاركته مع الجمهور حيث كانت منشغلة بنجومية الغناء غير مدركة ان لنجومية التمثيل طعم ألّذ ومختلف، ولكنها ربما اختارت توقيتاً معيناً، تقاطعت فيه الموهبة مع النضج، فكان الوقت الأنسب والمثالي لاطلاق العنان لهذه الموهبة المولودة من رحم امرأة عميقة “خبزت الحياة وعجنتها” وخرجت بشخصية فذّة أثْرت الادوار التي لعبتها في السنوات الاخيرة وكللتها في رمضان 2015 بدورها في مسلسل “مريم” حيث تتنافس وتتواجه قوتان خارقتان في كل مشهد وموقف وهما قوة جمال وسحر وجاذبية هيفا التي فاقت نفسها جمالا وأنوثة وقوة الاداء المتمكّن والمحترف الذي أذهل الجميع، فتراك كمشاهد تنحاز للاثنتين من حيث لاتدري -او ربما من حيث تدري- لأن المُشاهد بطبعه “طمّيع” والطمع في حالة هيفا وهبي مباح ومبّرر، حيث تأسرك هذه المرأة بأدائها الممتع وبكل ما تقول ولا تقول ، فهيفا وهبي تتقن لغة الجسد وتعرف كيف توظِّف كل حركة من حركات جسدها ويديها ووجها لخدمة القصة والمشهد، وهي امتعتنا خلال اربع حلقات فقط حتى قبل ان تتضح حبكة القصة وقبل ان تقدّم أفضل ما لديها ، وهذا دليل على ان هيفا وهبي جِدّية جداً بطرح نفسها ممثلة من الطراز “الرفيع” وهي جِديّة في اثبات أحقيَّتها بلقب ممثلة درجة اولى رداً على كل من راهن على تراجعها وانساحبها بعد الحملات المبرمجة في السنوات الماضية والتي ارادت ان تحبط عزيمة هيفا وتدفعها الى اعتزال التمثيل حتى قبل امتهانه واحترافه ، فكان مسلسل “مريم” هذا العام بمثابة الصفعة المدوّية التي ردّتها أضعافاً لكل من وجّهها لها في السابق، واثبت النجمة اللبنانية انها أهل بلقب “ممثلة” وانها تستحق عن جدارة لقب أفضل ممثلة في رمضان 2015 ولا أعتبر ان الحُكم مبكِّر على دور وأداء هيفا في “مريم” ، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه وعنوان دور هيفا في المسلسل كُتب بخط عريض ونافر، فأتاح حتى لضعيفي البصر ان يقرأوه ويحذروا تفاصيل مضمونه ويحسموا فوزها في الدراما في معركة طويلة ولكن عادلة مع نقادها ومحاربيها.
وبعد مئات التعليقات الايجابية على دور هيفا وهبي في مسلسل “مريم” من قبل جمهورها واصدقائها وزملائها ابرزهم نادين نسيب نجيم، واهل الصحافة والاعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، لفتني بالامس ثناء النجمة السورية أصالة على عمق اداء هيفا وتقمص الشخصية في المسلسل حيث صرحت انها تفاجأت بها وانها معجبة بأدائها. كذلك باركت الفنانة الاماراتية احلام لهيفا وقالت على صفحتها الخاصة: “مريم هذي انت جميلة الشاشة العربية هيفا وهبي احسنتي وبدون اي تحيز واتوقع الكل يشهد على تميز مريم في رمضان احسنتي هيفا وهبي.” بدورها ردت هيفا على احلام وقالت: “شكراً يا ألذ وأطيب انسانة بحبك”. وهذا الموقف متوقع من كل من صدمته موهبة هيفا ايجاباً فالموهبة تفرض نفسها ولو بعد حين ولا يصح الا الصحيح في زمن الاعوجاج الاخلاقي والمنافسة غير الشريفة، ونتوقع ان يعترف الجميع تباعاً بنجومية هيفا في الدراما فتكون قد فازت بمعركتها بعدما كسبت جولات وخسرت أخرى، الا انها اثبتت بالنهاية انها كانت على حق وانها تستحق عن جدارة لقب “نجمة دراما” .