رأي خاص- هكذا ستحسم نتيجة اراب ايدول الموسم الثاني …وهل سيلوم المصريون انفسهم بعدها؟
كما كل عام هناك نظرة شاملة تلقيها “بصراحة” على المتأهلين النهائيين في برنامج “أراب آيدول” و بالرغم من أننا سابقاً كنا نلقي هذه النظرة قبل ستة أسابيع على الأقل من نهاية الموسم، إلا أن الموسم الحالي كان محيّراً بدرجة جعلت التوقعات متقاربة جداً وصعّبت من مهمة فصل المواهب و تقييمها كما تستحق .
ولكن اليوم أصبحت الصورة أكثر وضوحاً مع غياب سلمى رشيد و برواس حسين وزياد خوري وغياب سلمى عن الحلقات النهائية حسم أن الأمر سيكون لصالح المشترك الذي يمثل الشعب الأكثر نشاطاً تجاه هذه البرامج لأنه و على مقياس نقدي دقيق، كان من المفترض بتلك الشابة التي تُعدّ مشروع “نجمة” أن تنافس على الأقل على آخر ثلاثة مراتب بالمسابقة و لكن “عنصرية” التصويت جعلتها تغادر مع المشتركة برواس حسين و هو ما اُعتبر خروجاً غير لائق لسلمى.
و لا أقصد التقليل من الموهبة “برواس حسين” التي أثقلت كاهليها لجنة التحكيم بمديح ربما من المبكر جداً إغداقه عليها بهذا الشكل و لكن و لأن للّجنة حسابات أخرى، فلقد كانت برواس التي تغني ما لا تفهمه فيُقال عنها مدرسة الإحساس التي يجب أن يدرسها الجميع تخرج كل حلقة فتعود في الحلقة التالية كما هي دون أي تغيير او تطوّر يُذكر لأنها كانت لا تتلقى أي ملاحظات بل كانت تسمع ما يجعلها تعتقد أنها سيدة مسرح “أراب آيدول”، فكانت النتيجة أداء من نفس المستوى و نفس الدرجة و نفس الشكل أسبوع تلو الآخر.
و لذلك لم تكن سلمى رشيد التي في المقابل تطورت بشكل مذهل أسبوعاً بعد آخر تستحق أن تخرج في نفس الحلقة التي غادرت فيها برواس، لأن سلمى أفضل بكل المقاييس و كانت تستحق أن تبقى حتى أقرب أسبوع من اللقب و ليس أن تخرج في هذا التوقيت.
يتبقى أمامنا اليوم فرح يوسف من سوريا، محمد عساف من فلسطين وأحمد جمال من مصر… و بين هؤلاء، وبعد استبعاد المشترك المنافس والاقوى زياد خوري قبل اسبوع واحد من النتيجة ، أعتقد أن اللقب محسوم منطقياً لمحمد عساف وغير محسوم “تصويتياً” للمشتركين الثلاثة .
محمد عساف نجم من كل الجهات وبكل المقاييس، فهو يجمع الكاريزما و الحنجرة الذهبية و القرب من القلب و الأهم فهو فلسطيني و شئنا أم أبينا كان للأمر أثره على اعضاء اللجنة و الجمهور الذين يربطون اسمه دائماً و لا شعورياً بقضية بلده في كل حلقة من البرنامج “ربما لأننا وطن عاطفي جداً” بالرغم من أنه لم يستخدم القضية ليقف على المسرح بثبات بل استخدم موهبته من أجل أن يثبتها أمام منافسيه. ولكننا نحن من يُصر على أن نذكره بذلك و نستخدمه في الدفاع عنه لحمله بسهولة إلى اللقب الذي يعتبر الاقرب اليه كونه حصد اجماعاً عربياً نادراً قلّ مثيله، فاجتمع الجمهور العربي لأول مرة على محبة مشترك في برنامج للهواة. محمد عساف موهبة متكاملة ولو انني أصّر ان الشكل-ان اعتبرناه في زمننا هذا اساسياً- لن يخدمه كثيراً سيما وان في ساحات الحياة الفنية هناك مافسون شرسون يتمتعون بما يتمتع هو به وربما اكثر ، الا ان ما يمكن ان يسهّل عليه الامور هو الشهرة التي اكتسبها من البرنامج والتي عادة لا تستمر كثيراً بعده، ان لم يستثمر عساف كل الشعبية التي حصدها من “اراب ايدول” في اسرع وقت ممكن فيوضع اسمه حينها على لائحة العاطلين عن العمل او لائحة منتظري الفرصة الذهبية من خريجي برامج الهواة وما ادراكم كم طويلة هي هذه اللائحة….
أحمد جمال هو الموهبة السهلة الممتنعة التي تحتضن كل الدفء بين حبالها الصوتية بينما تلمع عينيها حباً و إحساساً عند كل وقفة على المسرح و برأيي فهو أفضل من عساف في حسن الاختيار لأنه دائماً يطل بأغنيات تلقى استحسان الجميع و لم يقع يوماً في مطب أغاني الشارع أو أغاني العقد الجديد، بل عرف كيف يقترب من كل شخص موجود في الشارع بجمال إحساسه و دفء أدائه، حتى و إن لم يكن يؤدي أكثر الأغاني شعبية بين الشباب. ومحمد جمال موهبة ان امعنتَ النظر اليها، تجدها استثنائية ومتكاملة شكلاً ومضموناً وهو بموضوعية خليفة الكبار والعمالقة من الحبيبة مصر ويصّح فيه القول انه خليفة او وريث عبد الحليم حافظ لناحية هدوئه او لون بشرته او رومنسيته او نظرة عينيه الساحرة او ركوزه في الغناء ولكن فوز احمد جمال بالتصويت رهن بالمصريين فهل سيجمعهم التصويت بعد ان فرّقتهم السياسة ؟ لاننا نعلم جميعاً انه حين يقرّر المصريون دعم اي مشترك مصري في اي برنامج للهواة فهم يكتسحون التصويت لا محالة ويقلبون كل الموازين. فان كنتم من جمهور احمد جمال فماذا تنتظرون لتصوتوا له؟
فرح يوسف جميلة تتلاعب بالجمهور حاملةً إياه مرة إلى عصر الأغنية الذهبية و مرة إلى أعلى قمة في عصر الأغنية الحديثة سريعة الإيقاع ، تغلّف الرومنسية أداؤها و الرقي وقفتها على المسرح، و لكنني أراها بعيدة بعض الشيء عن اللقب ربما لافتقادها الى كل الكاريزما التي تمتلك شيئاً من مفاتيحها إلا أنها ليست بنفس درجة زميليها المرشحين بجانبها إلى اللقب بالرغم من أنها ملكية الحضور وصوتها يُعدّ الاقوى على الاطلاق و لكن ربما لأن الجمود الذي تفرضه شخصيتها القوية على المسرح يتسبب في ذلك ، الاّ إن قرّر معجبوها ولا شك في انهم بالملايين ان يقلبوا كل النتائج ويحسمونها لمصلحة فرح ولكن علينا ان نأخذ بعين الاعتبار هنا الوضع السوري المتردّي، فيقتصر التصويت على السوريين المغتربين.
ولكن لا بدّ من الاشارة هنا ولفت الانتباه ان من سيحسم النتيجة ويتوّج الفائز في برنامج “اراب ايدول”الموسم الثاني هم اهلنا في الخليج العربي وبالتالي الصورة ليست واضحة تماماً من سيختارون من بين المشتركين الثلاثة لدعمه. فمن يتابع تعليقاتهم يجد انهم محتارون بين فرح يوسف ومحمد عساف وبالتالي الحلقة الاضعف هنا هو احمد جمال، لذا المصريون اليوم المقيمون والمغتربون امام استحقاق كبير وامتحان مصيري ومطالبون اليوم قبل الغد بانقاذ نجم مصري جديد بمقاييس فنية ابداعية.
من موقع بصراحة نتمنى الحظ للجميع وبمجرد وصولهم الى الحلقة النهائية، شهادة بانهم الأكفأ بين مئات الاف المشتركين في العالم العربي وانهم ثروة الجيل الجديد الفنية وانهم مستقبل الفن الذي نتمناه راقياً برقي البرنامج الاول للهواة “اراب ايدول” .