رأي خاص- من أهانت رولا يموت بالتحديد… هيفا وهبي ام الاعلام؟

يطالعنا بعض اعلاميينا بمقابلات يتباهون انها الاقوى والاجرأ والحدث حيث يتجاهلون كل قيم المهنة واخلاقها ويتخطون كل الروادع من أجل حلقة اذاعية او تلفزيونية “مكسرة الدني” بمفهوم هذا الجيل الجديد من مقدمي البرامج الذي يستهل طريق النجاح والشهرة فيعبر الطريق الاقصر اليها الا وهي …الفضيحة!

لست هنا بموقع التهجّم على الاعلامي مازن دياب الذي استضاف رولا يموت شقيقة الفنانة هيفا وهبي ضمن برنامجه التلفزيوني (مع مازن) الذي يبث عبر الشاشة الاردنية حيث شرّع لها مازن الابواب لتقوم بأشرس حملة اعلامية على شقيقتها وذلك تحت شعار “الجرأة” لأننا بصراحة نعتبر هذه المقابلة ومثيلاتها بمثابة الفضيحة ال Classy اي الفضيحة التي تكشف كل المستور والتي تسيء الى الناس وتهينهم وتنهيهم ولكن بأسلوب راقٍ وبوضع القفازات من الساتان او الحرير .

ولو ان مازن دياب اوضح ان استضافة رولا يموت ليست بهدف التشهير بهيفاء وهبي التي يكن لها كل الاحترام والتقدير بحسب قوله الا ان ما سمح لشقيقة هيفا بقوله على هوائه انما هو التشهير بعينه وهو الفضيحة بأمها وأبوها وكانت رولا قد اطّلت في برنامج “حرتقجي” على الـ “او تي في” الا ان المقابلة مُنعت من قبل هيفا فتمّ حذف نصف اللقاء ولا زلت أجهل لم يصّر بعض الاعلاميين على الدخول في دهاليز الحياة العائلية للمشاهير والتدخل في خصوصيتهم والتورّط بمشاكلهم العائلية العالقة التي عليهم وحدهم حلّها ؟ لمَ نقبل في ان نكون طرفاً في نزاع عائلي ؟ هل يستحق السكوب الاعلامي الفضائحي كل هذه التضحيات برسالة المهنة السامية ؟

بماذا تهمّني المناكفات بين الشقيقتين ولمَ قد اسمح لنفسي كاعلامي ان احوّل منبري الى حلبة مصارعة بين فردين من أسرة واحدة ؟ لم قد اسمح بان يكون قلمي مسدساً يصوّبه احد ضيوفي على من ينوي تصفية حساباته معهم؟ لم قد أسمح ان يتحوّل دوري الاعلامي السامي ومنبري الى مخفر لتوقيف المتهمين بجرم عائلي لا يعنيني أصلاً.

فبم يهمني ان كانت رولا يموت تعتقد ان ما ترتديه اليسا ارتب (كلاس) مما ترتديه هيفا وان

كانت هيفا تكبرها بـ 16 سنة وان كان لديها اكثر من جواز سفر باعمار مختلفة، وان كانت هيفا لا تحمل شهادة جامعية وان كانت تعامل رولا كعدوة وانها رفعت عليها دعوى حيث اتهمتها بتزوير الباسبورات ، كل ذلك بم قد يفيدني كصحافي ان كانت رسالتي تقتضي بان احاسب نجومي على نجوميتهم وان اثني على ابداعاتهم وان انتقد كل الشواذ في اعمالهم ؟ بم قد تهمني الامور العائلية العالقة التي قد لا تؤخّر ولا تقدّم في مسيرة الفنان بل تسيء الى سمعته فقط؟

ان كنا نتمثّل اعلامياً بالغرب الذي لا مانع لديه في الغوص في خصوصيات نجومه فنحن مخطئون لأن للغرب خصوصية معينة لا يمكننا ان نتمثّل بها قبل ان نتصالح مع أنفسنا ونتخطى كل التابوهات ونتجاوز كل قيود مجتمعاتنا العربية لذا لا يجوز ان نعتمد نصف حرية او نصف ديمقراطية لنتطفل على حياة الاخرين قبل ان تكون لنا نظرة انفتاح موحدّة ومشتركة .

ليتنا نعيد العزّ الى مهنة الصحافة فنركّز اكثر على الفن، تطوره او تراجعه فنستعيد دورنا الريادي في توجيه الجمهور والتأثير ايجايباً في الذوق العام بدل التلّهي في القشور وفي الخصوصيات التي لا تعنينا والتي لن تقدّم او تؤخّر في مسيرة الفن فتساهم في رفع شأنه واستعادة مجده.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com