خاص- حقيقة بطاقة إنقاذ آيدول
لم يكن الخروج بقرار منح لجنة تحكيم برنامج “الآيدول” أياً كانت جنسيته سواءً عربية، أمريكية أو حتى بريطانية قراراً عاطفياً كما يعتقد البعض، و قصة بطاقة الإنقاذ بدأت من أمريكا في “أميريكان آيدول”، بعدما كانت قد مرت ثلاثة مواسم على بدايته هناك ، والسبب هو أن صُناع البرنامج الذين يهدفون منه الخروج بمواهب حقيقية إلى الوسط الموسيقي وجدوا أن هناك من تفوتهم فرصة الفوز ممن يستحقون ليس لأنهم لم يجتذبوا الجمهور، بل لأن الجمهور شعر بالأمان ناحية موهبتهم و جماهيريتهم و ألقى بمسؤولية حملهم إلى اللقب نحو الآخرين.
قصة بطاقة الإنقاذ بدأت من عند جينيفر هدسون، التي كانت مشتركة في “أميريكان آيدول” بموسمه الثالث حيث خرجت جينيفر بشكل مفاجئ من المسابقة بالرغم من أنها كانت الموهبة الأفضل والأكثر جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المنتجين اكتشفوا أنها حصلت في تلك الحلقة التي تم إقصاءها بها على أقل نسبة تصويت والسبب أن جماهيريتها الكبيرة تركت انطباعاً لدى كل واحد من محبيها أنه إن لم يصوت فغيره بالتأكيد سيفعل، وفي النهاية جاء ذاك التكاسل ضد مصلحة جينيفر واصبحت خارج المسابقة بالرغم من أنها كانت الأكثر استحقاقاً للقب فثار الرأي العام و ثارت لجنة التحكيم و انقلبت الصحافة على فريق العمل فاجتمعت كلمة الجميع على أن جينيفر كانت “الآيدول” و لم يكن من المفترض بالبرنامج إقصاءها حتى و لو أن جمهورها قد تكاسل في التصويت لها بل كان عليهم أن يحذروهم بوضعها في دائرة الخطر كإنذار مسبق.
ما حصل مع جينيفر التي حصلت لاحقاً على “الأوسكار” كأفضل ممثلة، وعدة جوائز غنائية عالمية كأفضل مغنية جعل فريق عمل البرنامج يقرر الخروج بفكرة “بطاقة الإنقاذ” والهدف منها منح جماهير المواهب التي تستحق الرهان فرصة لإنقاذها.
و بالفعل ، تم إقرار فكرة “البطاقة” و منذ ذلك الموسم و حتى الآن و “الآيدول” لم يوزع البطاقة على أياً كان، بل احتفظ بها للأفضل ممن كانوا قادرين على الانطلاق نحو اللقب و الفوز به. و لكن الأمر في العالم العربي أخذ منحى آخر، حيث مُنحت “بطاقة الإنقاذ” لموهبة دخلت دائرة الخطر أكثر من مرة، و كان ضعف جماهيريتها أمراً واضحاً أسبوع خلف الآخر، بينما حُرم منها من نعلم أنه يملك جماهيرية ضخمة ربما تكون الأكبر بين زملاءه و لكن شعبه يمر بظروف قاهرة جعلتهم ينسون التصويت له و دعمه في المنافسة و كان في حاجة لتلك البطاقة لتذكيرهم بموهبته و بصوته الذي يُعد خير سفير لنقل رسالتهم و منذ أول “برايم”.
و خير دليل على أن عبد الكريم حمدان كان الأحق خلال هذا الموسم بـ “كرت الإنقاذ” الذي خرجت فكرته من الأساس لحماية أمثاله ممن لم يكن خروجهم مُتوقعاً من الأساس هو الصمت الرهيب في حلقة يوم السبت على المسرح و بين صفوف المشتركين و الجماهير بعدما تم الإعلان عن اسمه للمغادرة لأن الجميع كان يعلم أنه احد ابرز المنافسين على لقب “آيدول” و مغادرته لم تكن واردة.