تغطية بالصور – الين لحود تضع صوتها وصورتها في خدمة الاطفال المولودين قبل اوانهم
أعلنت جمعيَّة Neonate Fund التي تعنى بتوفير الرعاية الصحية للأطفال المولودين قبل أوانهم أنها اعتمدت الفنانة ألين لحّود سفيرة لها، وشددت في ندوة عقدتها اليوم الجمعة في كليَّة رَفيق الحريري للتّمريض في المركز الطبي للجامعة الأميركيّة في بيروت، على أن “الدولَة تحاول” في ما يتعلق بتوفير الرعاية الصحية للأطفال المولودين قبل أوانهم ، متمنية زيادة الموازنة التي تخصصها وزارَة الصّحَة لهذا الغرض. وكشفت أن “أكثَرُ من ثُلثَي الذينَ يَحتاجونَ الرّعايَةَ الطبيَّة المركّزَة في هذا المجال مَحرومونَ إياها”، معتبرةً أن الضّمانَ الصحّي والتأمين لا يكفيان لتغطية حالاتِ الولادَةِ المبكِرَة في لبنان”.
وقالت الين لحود أنها لم تتردد في قبول طلب Neonate Fund تعيينها سفيرة للجمعية، واضافت: “أتشرف بأن أكون جزءاً من عائلة الجمعية، وأعلن أني أضع صوتي وصورتي في خدمة جهودها”. ورأت أن “من العيب أن يموت طفل ولد قبل اوانه في لبنان فقط لأن اهله لا يملكون الامكانات او لأن لا مساعدات او لا رعاية صحية”.
وقالت رئيسة Neonate Fund السيدة رادا صوّاف أن “الأمر لَم يَحتَج إلى أكثَر من زيارَة واحِدَة لألين لَحّود إلى وِحدَة العنايَة الفائِقَة لتنضَمّ إلى عائِلَةالجمعية.”
وأوضحت أن “ألين لَحّود، إبنَة العائِلة الفنيّة العريقَة التي أعطَت عمالِقَة في المسرَح والغِناء، ستضَع شهرَتَها وأعمالَها في خدمَةِ قضيَّةٍ نبيلَة وهي إنقاذ آلاف الأطفال الذين يعانون من الولادة المبكِرَة”.
واضافت “نحنُ بصدد وضع خطّة إعلاميّة وإعلانيّة مَع ألين لِتواكِبَنا فيها مِن مَوقِعِها كَصَوتٍ مميّزٍ وأخلاقٍ مميّزَة”.
وتحدثت صوّاف عن واقع الجمعيّة وإنجازاتها، فاشارت إلى أنها، منذ تأسيسها في العام ٢٠١١، تواجه ظاهرة تفوق متطلباتها إمكانات Neonate Fund، إذ أن “أعداد الولادات السنوية في لبنان تبلغ نحو 90 ألفاً، منها 9,6 في المئة من الولادات المبكرة”. وإذ أوضحت أن “نحو ثمانية آلاف طفل يولدون في لبنان قبل أوانهم”، أفادت بأن الجمعية “ساهمت في توفير الرعاية والعلاج لـ215 طفلاً “. وسألت صوّاف: “ماذا يكون مصير الآلاف من الأولاد الذين لم يتسنّ لهم الحصول على العناية اللازمة لانقاذهم “.
ولاحظت صوّاف أن “الدّولَة تحاول المساعدة و نشكرجهود وزارة الصحة لوعدها بزيادة الموازنة “.
وكشفت أن “المبالغ التي تمَّ دفعُها للمساهمة في علاج الأطفال الحديثي الولادة منذ العام 2011 ناهزت 2,2 مليون دولار، أي ما معدله نحو 734 ألف دولار كل سنة”. وإذ أبرزت أن” الحاجات تزدادُ كلَّ سَنَةٍ بنسبَةٍ تناهِزُ نحَو 30 في المِئَة”، اعتبرت أنها “نسبَة مقلِقَة لمستَقبَل تَصنيف لبنان الدّولي في العنايَة بذّوي الولادات المبكِرَة”. واضافت : “دولُ العالَم تنظُر إلينا من نافِذَة إهتمامِنا بِصِغارِنا وأمّهاتِهِم، والمنظّماتُ الدوليَّةُ تصَنِّفُنا في مَصاف الدولِ الناميَة عندما تَرَى أرقامَنا المقلِقَة، ووحدَها وزارَة الصّحَة تخصِّصُ موازنةً ننتظرُ أَن تنمو وتَكبُر”.
وتابعت: “انني أطلق من هنا وبمناسبة عيدِ الأمهات صرخةَ إستغاثةٍ نقولُ من خلالها أنَّ آلافَ الأَطفال في خَطَرٍ داهِم كلَّ سَنَة في لبنان وأكثَرُ من ثُلثَي الذينَ يَحتاجونَ الرّعايَةَ الطبيَّة المركّزَة مَحرومونَ منها،
وللمعنيّينَ نقول أنّ الضّمانَ الصحّي والتأمين لا يَكفِيانِ لِتَغطيَة حالاتِ الولادَةِ المبكِرَة في لبنان”.
وإذ أكدت صوّاف أن “Neonate Fund ستستمر بفعل كل ما يمكن فعله”، و”أعدّت العِدَّةَ لِشِراءِ وتَجهيزِأوَلِ سيّارَةِ إسعافٍ متخصّصَةٍ بنَقلِ الأطفال الحَديثي الوِلادَة”، نبهت إلى أن “حجم المشكلة أكبر بكثير من حجم الإمكانات”.
وطالبت بـ”زيادة موازنة وزارة الصحة العامة لـ Neonate Fund “. كذلك دعت إلى “تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الصحة العامة والشؤون الإجتماعية مهمتها ربط كل الجمعيات التي تهتم بصحة الطفل والأم بالمؤسسات المانحة الدولية والبدء بحراك فوري عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة تهدف إلى وضع الجمعيات على خريطة المنح الأممية لضمان إستمرارية مساهمتها في ما نقوم به”.
ودعت صوّاف أيضاً إلى “تحديد أنواع العلاج المتعددة وكلفة كل واحد منها تمهيداً لإدراج كل هذه المعلومات في مشروع موازنة الدولة التي من واجبها أن تضع صحة آلاف المواطنين سنوياً في صدارة اولوياتها وسياساتها الصحية والإجتماعية”.
وأعلنت صواف أن العشاء السنوي للجمعية سيقام في 17 كانون الأول المقبل في “بيال”، آملة في أن “تجد مطالب Neonate Fund طريقها إلى التحقيق”.
وكان رئيس قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة والخدج في المركز الطبي للجامعة الأميركيّة في بيروت الدّكتور خالد يونس استهل الندوة بتقديمه عرضاً وثائقياً لواقع وإنجازات وحدة العناية الفائقة للمبكري الولادة في المركز بالتّعاون مع Neonate Fund.
وأوضح يونس أن “الاطفال المبكري الولادة أو المولودين قبل أوانهم هم الاطفال الذين يولدون قبل استنفاد 37 اسبوعاً من الحمل اي تسعة اشهر”. واشار إلى أن “خطورة الولادة المبكرة تزداد وفقاً لاسبوع الولادة الذي تلد فيه المرأة، فكلما كانت الولادة مبكرة، ازدادت المشاكل الصحية عند الطفل”.
واشار إلى أن “15 مليون طفل يولدون سنوياً في العالم قبل اوانهم، اي بنسبة واحد من كل عشرة أطفال حديثي الولادة. ويفارق مليون طفل الحياة نتيجة مضاعفات في الولادة المبكرة، غالبيتهم في الدول النامية، فيما يواجه العديد من الناجين منهم اعاقات لمدى الحياة (في السمع، النظر وغيرها)”.
وشرح أن “الولادة المبكرة تعتبر السبب الاساسي لوفاة الاطفال الحديثي الولادة اي الاطفال الذين لم يبلغوا بعد الاسبوع الرابع بعد الولادة. كذلك تعتبر الولادة المبكرة السبب الثاني لوفيات الاطفال دون سن الخامسة”.
وافاد بأن “تسعة اطفال من كل 100 طفل يولدون قبل انقضاء فترة الأشهر التسعة من الحمل في لبنان”. وعرض لإحصاءات “تُظهر أن 15 طفلاً يولدون قبل الشهر السابع من الحمل من اصل كل الف ولادة في لبنان، اي ما يقارب 1200 طفل سنوياً يولدون قبل انقضاء الشهر السابع من الحمل، ما يستلزم توفير عناية خاصة لهم في قسم الرعاية الفائقة”.
واشار إلى أن الولادة قبل الاسبوع الثاني والثلاثين من الحمل ترتب مضاعفات على المدى القصير للاطفال المولودين باكراً، إذا يعاني 41 في المئة منهم امراضاً في الجهاز التنفسي، و15 في المئة مشاكل في القلب، و12 في المئة مشاكل في العين، و12 في المئة نزفاً في الدماغ، و11 في المئة مشاكل معوية، و9 في المئة مشاكل في الرئة”.
وأوضح أن “معدل نجاة الاطفال يبدأ بالارتفاع منذ الاسبوع الثاني والثلاثين، لكن معظم العائلات بحاجة الى مساعدة ودعم، كما ان الاطفال بحاجة الى عناية مشددة من خلال الاطباء والممرضين وفرق عمل متخصصة، لكنّ هذه العناية مكلفة”.
وقال إن جمعية Neonate Fund تعمل لمساعدة العائلات التي تمرّ بتجربة مماثلة وتأمين العناية الصحية للأطفال المولودين ولعائلاتهم بغض النظر عن امكاناتها المادية.
وأشار إلى أن أهداف الجمعية تتمثل في “مساعدة الاطفال الحديثي الولادة والذين يعانون امراضاً، لتوفير العناية الصحية لهم اسوة بالاطفال الآخرين، وتوعية اسر الأطفال المولودين قبل أوانهم حول ضرورة الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، وتعزيز الفرق الطبية المدربة لتأمين مستوى جيد من الرعاية الصحية للاطفال الحديثي الولادة”.
وقال إن الجمعية تمكنت بفضل دعم المتبرعين مساعدة اكثر من 200 طفل وعائلاتهم. واضاف: “في العام 2012 دعمت الجمعية 22,3 في المئة من الأطفال الذين عولجوا في قسم العناية الفائقة لحديثي الولادة والخدج في في المركز الطبي للجامعة الأميركيّة في بيروت، وارتفعت النسبة العام 2014 إلى 34,4 في المئة. وقد ارتفعت مساهمة الصندوق من نحو 588 ألف دولار في العام 2012 إلى نحو 862 الف دولار في العام 2014”.
كذلك كانت مداخلة بعنوان “الحميّة الغذائيّة المناسبة للوقاية من مخاطر الولادة المبكرة” قدمتها المديرة العامّة لدايت سنتر السيّدة سوسن الوزّان. وعرضت الوزّان أولاً لعوامل الخطر التي تؤدي إلى الولادات المبكرة، فأشارت إلى أت ثمة “عوامل لا يمكن تغييرها أو التحكم بها، الا أنّ ثمة عوامل أخرى ذات صلة مباشرة بالعادات الغذائية ونمط الحياة، يمكن بسهولة السيطرة عليها والحصول تالياً على حمل صحي”، ومنها التدخين و الكحول، وسوء التغذية، والوزن القليل قبل الحمل، والبدانة، وغياب الرعاية ما قبل الولادة، والفترة قصيرة (اقل من 18 شهراً) بين حملين، وكل أنواع فقر الدم، وتجرثم أو التهاب المسالك البولية، ووالوتر (stress)، وأمراض اللثة. وأوردت الوزّان نصائح للنساء، منها استشارة الطبيب فور العلم بالحمل، وزيارته دورياً، وتناول فيتامينات ما قبل الولادة، والحرص على زيادة الوزن بطريقة مدروسة و صحية طوال فترة الحمل، وتناول وجبات مغذية و متوازنة ليتمتع الطفل بصحة جيدة، وممارسة الرياضة الخاصة طوال فترة الحمل، وترك مدة 18 شهرا بين حالات الحمل، والسيطرة على الحالات المزمنة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والتوقف عن التدخين وشرب الكحول، وزيارة طبيب الأسنان. وأوضحت لأن لأخصائيات التغذية دوراً في مساعدة المرأة الحامل في اتباع عدد من سبل الوقاية هذه “واتباع نمط الحياة اللازم لحمل صحي”.
تجدر الإشارة إلى أن عريفة الندوة كانت الإعلامية ميراي عقيقي محفوظ.
تصوير: ربيكا عتيق
شاهدوا الصور