تغطية خاصة- من الذي ظلم نقولا الأسطا وطلب منه السماح؟
حلّ الفنان “نقولا الأسطا” ضيفاً على برنامج “مثل الحلم” الذي يعرض كلّ يوم أحد عبر أثير اذاعة صوت لبنان مع الصّحافية والاذاعية “نسرين ظواهرة”.
بدايةً اعتبر نقولا أنه وصل الى ما يسعى اليه مع شعوره بالاجحاف أحياناً من خلال الفكرة المغلوطة الشاملة لكلّ الفنانين. فهو يشعر بالندم أحياناً لدخوله عالم الفنّ، انما الاحباط عنده صامتُ وعنوان مسيرته الصّبر وهو لم يقم بأعمالٍ تخالف قناعاته مع اعترافه بأنه اضطر احياناً لمجاراة الموجة أحياناً وقدّم أغنيات لا تشبهه.
وتابع “الاسطا” أنه اليوم وبعد تجربته الطويلة في عالم الفنّ وبعد نجاحات واخفاقات وصل الى نتيجة أنه لا يجب أن يقلِد أحداً بل المفروض أن يقلَد.
وأضاف “الاسطا” أن مسيرته الفنية الطويلة بدءً من أغنيته “فرفح وغنّي” التي تدعو للفرح ولكن بطريقة لائقة الى أغنية “زايد حلاكٍ” وأغنية “حقوق الرجال” كلّها كانت على نفس الخط المحترم، الا ان عمله الأخير “ما تغيرت” قد أضاف شيئاً جديداً مميزاً الى مسيرته.
وكشف أنه قد التقى بالملحن “بلال الزين” منذ أكثر من سنتين وكان يشعر بأن ألحانه تشبهه فقرر أن يتعاون معه وما ان أسمعه الأغنية حتى أعجب بها من اللحظة الاولى وتمّ تسجيلها وهكذا كان. مضيفاً أنه يحب أن يغني كلّ الألوان من الوطنية الى العاطفية الى الكلاسيكية الى الدينية.
واعترف “نقولا” أنه مع خسارة والدته شعر بأنه قد تعرّى وأنه خسر كلّ شيء ومع أنه قد حكّم العقل الا أن غيابها كان قاسٍ جداً، فقد كان لها تأثيراً كبيراً في حياته وهو دائماً على حوار معها حتى اليوم ويحنّ الى صلواتها ودعواتها.
واعترف “نقولا” أنه دفع ثمن قناعاته اذ لا يمكن الحصول على كلّ شيء الا بخسارة اشياء . وتابع أنه لا يقبل المساومات مؤكداً أنه في الوسط الفني لا بدّ من تقديم التنازلات “والتطنيش”. ورغم كلّ شيء اعتبر أنه وصل الى مكان مهمّ دون أيّ تنازلات وهو يهتم بأن يعرف أولاده أنه مختلف عن غيره، مشيراً الى أن أكثر السلوكيات والعلاقات في لبنان مبينة على الخطأ والامر الخطير لأننا في لبنان نخسر الاخلاق الانسانية لتسود الأنانية والكره، متسائلاً: كيف نكون شركاء دون محبة وتسامح؟ وأوضح قائلاً “حطّ فرنك بتاخد كعكة” فعندما ينتهي الشهر الذي دفعه الفنان ثمناً لبثّ أغنيته تتوقف هذه الاغنية في اخر يوم من الشهر.
وأعلن نقولا أنه مسؤول عن كلّ أعماله من الالف الى الياء، ومع أن هذا متعب الا أن في ذلك لذّة، فكلّ ما وصل اليه هو نتيجة جهد كبير كما أنه لم يتعوّد السّهولة في حياته. فعندما عرضت عليه شركة انتاج العمل معها خاف من التبعية فرفض لأنه تعوّد الحرية والمسؤولية، فهو يعتمد على حسن خياراته وعلى محبة الناس.
وأوضح الاسطا ان “أرابيكا” شركة انتاج مهمّة تهتم بالصّوت وتمشي على خط يشبهه وقد ضمّت فنانين مهمّين امثال “وائل جسّار” ولفت الى أن لديه اتصال مباشر مع صاحب الشركة ولكنه لم تدق بابه للانتاج فاذا ما حصل سيناقش معهم الأمر ويأخذ القرار المناسب.
ووجّه نقولا تحيّة الى الاعلام خاصّة الحرّ بعيداً عن الاعلام الذي يخضع للادارة وخاصة التي تسيطر عليه الشركات التي فرضت نفسها وسيطرت على العديد من وسائل الاعلام حيث أصبح الهواء لمن يشتريه.
واعترف نقولا أنه قد جنى مالاً من الفنّ أمّن له معيشته دون أن يعطي أهمية كبرى لهذا الموضوع، فهو قد أحبّ الفنّ منذ صغره ويفتخر أنه تخرّج من استديو الفنّ سنة 1988 حيث كان القرار والحكم على المواهب للجنة حكم متميّزة وليس للرسائل الالكترونية حيث اختلف الأمر اليوم وعمّت الفوضى وساد الاستسهال، وأشدّ ما يؤلمه هو الظلم لأنه قد ظُلم في حياته حيث استبعد على مدى 15 سنة من محطة lbc.
وبالنسبة للسّاحة الفنيّة اليوم، أكد نقولا أنه دائماً هناك السيء وهناك الجيد وأن كلّ متلقٍ يملك “روموت كونترول” يستطيع أن يلغي البرازيت وأن يميّز الجيّد من العاطل.
وكشف نقولا أنه قد درس الموسيقى وأنه ساهم في تمرين العديد من الأصوات، وهو لا يرى مانعاً من أن يكون أعضاء لجنة الحكم في برامج الهواة غير اكاديميين المهمّ أن لا يخسر الفنان رصيده وأن لا يكون رأيه وحضوره على حساب المتبارين، فهو ضدّ الانتقاد على الهواء وخصوصاً اللاّذع منه.
وتابع نقولا أن هناك البعض ممن قبل العرض في المشاركة بلجنة حكم قد أخطأ كاشفاً أنه قد سبق له أن شارك في أحد البرامج وأعطى رأيه بطريقة أكاديمية وبمحبة. وأضاف أنه لو عرض عليه اليوم فهو يعتبر أن هذا مكانه لكنه لا يرضى أن يكون مؤذياً من خلال التجريح ببعض المتبارين.
أمّا عن حياته العائلية، اكد نقولا أن لا يخاف من زوال اسمه لأنه والد لابنتين فقط “سارة وماريا” معتبراً أن أحلى ما في الأبوّة هو متابعة الولد في مراحل نموّه وهو والد حنون وحاضر رغم غيابه أحياناً، الا أنه توجّه بالشكر الى زوجته “ميرنا” التي تعوّض غيابه. وأضاف أنه يحب أن تعيش ابنتاه أنوثتهما الى اخر حدّ رغم أنه قلق عليهما ويسعى الى تحصينهما بالتربية الصّالحة حتى ولو وصلت الى حدّ القساوة أحياناً.
وكشف نقولا أن أحلى حالة في حياته هي زوجته “ميرنا” فهي تكمّله وتتفهمه ورغم كل مغريات الفنّ فقد شبه نفسه بـ”الاسفنجة” التي تمتصّ كلّ شيء وأحياناً يقرر الابتعاد حتى لا يصبح حديث الناس.
وأشار نقولا أنه موجود رغم كل “الفقاقيع” التي تحدث، وهو يعتمد على الاعلام أن ينصفه. ولفت أن هناك من ظلمه في الاعلام الا أنه اعترف بظلمه له وطلب منه السّماح
واخيراً وجه نقولا رسالة الى الله الذي يرى كلّ شيء طالباً منه الرضى ورضى الناس وأن يحفظ عائلته قائلاً: “أنا أمشي خلّيك معي يا ربي” اعتماداً على مقولة “أمشي يا عبدي لأمشي معك”.