تغطية خاصة بالفيديو- جان ماري رياشي: نحن بأمسّ الحاجة الى ربيع فني والقطيعة الفنية مع “اليسا” مستمرة

حلّ الملحن والموزع الموسيقي “جان ماري رياشي” ضيفاً على برنامج “ناس وناس” الذي يعرض مساء كل سبت على شاشة المستقبل مع الاعلامي ميلاد حدشيتي.

صرّح جان ماري أن الفنّ العربي في يومنا هذا يحتاج الى ربيع عربي، وحمّل وسائل الاعلام مسؤولية كبيرة، فدائماً كان هناك موسيقى جيّدة وأخرى غير جيّدة ولكن كان من الصّعب بثّ الأعمال السيئة أما اليوم فوسائل الاعلام تبثّ كلّ شيء، فالهوا مفتوح للموسيقى “البلاستيك” لذا نحن بحاجة فعلاً الى ربيع موسيقي لاعادة المستوى وحماية أذن المستمع العربي.

واعتبر جان ماري أن المشكلة تكمن في الانتاج، قديماً كان الملوك والأمراء ينفقون على الموسيقى الكلاسيكية المهمة مثل “موزار” و”بيتهوفن” فالأعمال الكبيرة تكلّف كثيراً بينما تكتفي شركات الانتاج بالانفاق على الفيديو كليب وليس على الموسيقى وبالاختصار فانّ الموسيقى هي مرآة للحالة السياسية.

وتابع أنه بالاضافة الى مشكلة الانتاج هناك فقدان للتنظيم، فالاغنية هي المردود الوحيد للفنان في أوروبا اذ أن نجاح أغنية واحدة يؤمن معيشة الفنان طول العمر، واذا أبدع ملحن ما يتمّ تبنيه وتؤمن له كلّ المتطلبات من أجل أن يتفرّغ لابداع الألحان، بينما نحن نفتقد الى تنظيم الفنّ حتى أن جمعية الساسيم لا تقوم بعملها كما يجب كما هو الحال في أوروبا.

واعتبر جان ماري أنّ أول خطوة للحلّ عندما لا يضطر الملحن والشاعر أن يعطيا ألحاناً لفنان سطحي، فالفنانون الناجحون أصبح انتاجهم ضعيفاً ولم يعد لديهم رغبة في كثافة الانتاج بل توجهوا الى أمورٍ أخرى كأن يصبحوا أعضاءً في لجان التحكيم لبرامج الهواة. وأضاف أننا بحاجة اليوم الى ضخامة وعدد ونوعية أعمال كما كان الحال مع الكبار من أمثال “فيروز”، “صباح” و”وديع الصافي”.

وأشار جان ماري الى أن الاغنية التي يُمكن أن تعيش وتستمر هي التي تكون جديدة وغير مقلّدة عند صدورها لتصبح فلكلور أو تراث، اذاً الأغنية التراثية هي أن تكون أصيلة، غير مستوحاة، منفّذة بشكل جيد وذات موضوع مهمّ، معتبراً أن السيدة “ماجدة الرّومي” حريصة جداً على الاغنية اللبنانية فهي تغني بمستوى انتاج عالمي وتتطرق الى مواضيع خاصة بها كذلك الموسيقار “ملحم بركات” الذي يتمتع بنكهة خاصة به مع اداء خطير.

وأضاف أنه لا مانع ان استوحينا من الموسيقى الاخرى، لكن يجب أن نترك بصمة هويتنا اللبنانية كما يجب أن نطوّر الموسيقى فعندما عمل “الرحابنة” والفنان “زكي ناصيف” الاغنية القصيرة لم تكن موجودة في العالم العربي، وشدّد على ضرورة تطوير الموسيقى وادخال التكنولوجيا والالة الغربية مع المحافظة على الموسيقى الاصيلة.

وكشف جان ماري أنه يؤمن أن حياتنا مرسومة الى حدّ ما، فبرأيه أن الله يعطي فرصاً لكلّ الناس وعلى الانسان ان يفتح الابواب ويدخل، فلا بدّ أن نقوم بالخطوة الاولى ذاكراً أنه عندما كان موظفاً بأحد الفنادق المهمّة خارج لبنان حيث كان يعزف ويتقاضى أجوراً مهمة، قرّر العودة الى الوطن وقد لامه الجميع على ذلك الا أنه عاد وأكمل دراسته الجامعية وعمل كعازف، ثم ترك وفتح محلاً صغيراً له وهنا اتهموه بالجنون الا أن قراره كان صائباً لأن المغامرة برأيه ضرورية.

واعتبر جان ماري أن يعيش الانسان في قرية فهذه نعمة لان الضيعة تسمح للانسان بالحلم على عكس المدينة، ففي القرية الوقت الكافي والمناخ الصحي والطبيعة الخلابة كلّ ذلك يساعد الانسان في تحضير نفسه لتحقيق أحلامه. وأضاف أنه تربّى في بيت حيث يسمع والده الموسيقى الكلاسيكية ووالدته الموسيقى الشرقية وقد أخذ بعض الدروس الموسيقية قي قريته، وعندما نزل الى بيروت جاء ليدرس الهندسة الا أنه تقدّم الى استديو الفنّ وهنا نصحه المخرج “سيمون أسمر” بتغيير اسمه ودراسة الموسيقى فنفّذ النصيحة الثانية وأهمل الاولى واعتبر أن مثاله في العزف كان العازف المصري الراحل “مجدي الحسيني”.

واعتبر أنه متأثر فنيا بالموسيقى الشرقية والغربي ويهتم بادخال التكنولوجيا وتعريب الالات الغربية، وعن تأثره بطبيعة البقاع مسقط رأسه، اعتبر أنه قد استعمل في ألحانه أصواتاً من البقاع خاصة في آلة الناي وأخذ من البقاع العنفوان والاصالة وكيفية اختيار الكلمة الحلوة.

وحسب رأيه، فان اللحن الفاشل هو الذي لا يستطيع الانسان سماعه دون كلمات، معتبراً أن الناس في أيامنا هذه لا يميّزون، فهم يرقصون على الاغاني وهم سكارى واعترف أنه لم يعد يسمع الراديو لان كل القيمين على الاذاعات يعترفون انها اذاعات تجارية، وأكد أن عنده في المطعم لا يوجد الا الاغاني القيّمة قائلاً: “من يأتي عندنا هو من يشبهنا”.

وعن التجربة التي يقدمها في الاستديو الخاصّ به، صرّح جان ماري أن هناك ثلاثة برامج” للاولاد، للهواة وللمحترفين، موضحا أن الهاوي أو المحترف الذي ليس عنده شركة انتاج هو بحاجة أن يعمل عملاً مهما فبامكانه الحضور واستعمال الخبرات والتقنيات المتوفرة في الاستديو. وأوضح أن التقنيات هي لتصحيح بعض الاخطاء مع أنه بواسطة التكنولوجيا بامكان من يقرأ جريدة أن يطلع أغنية والتطور مستمر وسريع في هذا المجال. مشيراً الى أنه اذا كانت التكنولوجيا تستطيع أن تخلق لحناً من الكلام وان تمكن من الغناء دون نشاز الا انه ليس بامكانها أن تضيف الاحساس والعُرب وكل هذا يُفضح على المسرح اذ تتضح قيمة الفنّ من خلال الحفل المباشر.

وعن الشاعر “الياس ناصر” اعتبر جان ماري أن رحيله كان خسارة للاغنية اللبنانية فقد كان يستشيره في الكثير من الامور وهو من ساعده في حياته عندما كان عازفاً فقط وأخذه الى استديو “احسان المنذر” لينطلق بعد ذلك.

ولفت جان ماري الى أنه يكُنّ للسيدة “ماجدة الرومي” كل الاحترام، معتبراً أنها فنانة دقيقة في مواعيدها تحضّر جيداً وتخدم عملها وتسعى الى تطويره مع أنه ليس لديها شركة انتاج. وأشار الى التعاون بينهما في الالبوم الاخير “غزل” وألبوم “اعتزلت الغرام” فهي انسانة وصديقة.

أما عن الفنانة “يارا” فاعتبر جان ماري أن صوتها لبناني مخملي، لافتاً الى أنه بصدد عمل ألبوم لبناني كامل معها ذاكراً أن نصف كلمات الاغاني للشاعر الراحل “الياس ناصر” معتبرا ان اغانيها تعيش لانها تغني باحساس عالٍ.

وتابع جان ماري أن القطيعة الفنية مع الفنانة “اليسا” مستمرة، ففي الموسيقى هناك شيء مكسور بينهماـ أمّا على الصعيد الانساني فهما على تواصل معتبراً أن صوتها واحساسها جميلين وقد نجحاً معاً في أربع ألبومات ولكن ما ان أعطى رأيه بأغنية “أسعد واحدة” حيث لم يرها سعيدة حتى انتفض معجبوها عليه ولم تتقبل رأيه.

وأعلن أنه قدّم لحناً واحداً للفنانة “أصالة” هو ” يسمحولي الكل” ولم يتكرر هذا التعاون مع أنها قد طلبت منه أغنية بعد سماعها أغنية البوب ستار “رامي عياش” “حبيتك أنا” وهي فنانة رائعة في الاستديو.

واعترف جان ماري أنه قد يتعامل أحياناً مع نجوم لا يرتاح لهم، فيكون العملم جرّد ” شغل” وليس فنّاً لان الفن بحاجة الى مال حتى يستمرّ.

أمّا الفنانة “كارول سماحة” ذكر أن هناك تعامل مشترك بينهما مؤخراً في أغنية “وحشاني بلادي” التي تبدأ بمقدمة “ليلة حب” للسيدة “أم كلثوم” مشيرا الى أن هذه الاغنية قد تعرضت لنقد واسع فبرأيه دائما هناك ناس مع، واخرون ضدّ، لافتاً الى أن صوت واداء كارول رائعان.

وكرّر جان ماري قوله أن المشترك رقم 64 في برنامج “ذا فويس” يعادل رقم واحد في أي برنامج اخر للهواة، فالشركة الهولندية مالكة الحقوق في “ذا فويس” كان شرطها أن يكون اخر واحد في البرنامج من الرابحين في غير برامج، وأضاف أنه ممّا ساهم في نجاح البرنامج وجود فرقة موسيقية مهمّة عزفت الغربي والشرقي وقدمت أصواتاً رائعة، مشيراً الى أن نوعية الصوت في البرنامج كانت بمستوى أوروبا وبما أنه كان استشاري في هذا البرنامج فهو يفتخر في هذه التجربة وأكد أنه ردّ على احد المعجبين على “تويتر” حين اشتكى من برنامج “اكس فاكتر” فقال له لديك “ريموت كونترول” غيّر المحطّة. وأضاف أن المشترك الهاوي في برامج الهواة عندما يتخرج لا يجد رعاية له، فبرأيه أن التلفزيون قد عمل واجبه في انتاج برنامج مهمً وتحقيق نسبة مشاهدة عالية وعرض اعلانات، فبرأيه أنه يجب على الفنان ان يحارب لينجح لا ان يتكل على غيره وان يحسن الاختيار.

وأعلن جان ماري أخيراً انه بصدد اصدار ألبومه الخاص “بالعكس 2” لكن سيترك تفاصيل ذلك مفاجأة للجمهور وذلك بعد نجاح “بالعكس 1” الذي فاز بجائزة البلاتينوم وقد شارك فيه كل من الفنانين “رامي عياش”، “يارا”، “عبير نعمة” واخرون من البرازيل وفرنسا.


 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com