رأي خاص- سهرات رأس السنة على شاشاتنا اللبنانية عُري واستهتار ونضمّ صوتنا الى صوت مارسيل غانم‎

باتريسيا هاشم: ككل عام حرصت الشاشات اللبنانية ليلة رأس السنة على تقديم سهرة خاصة لوداع عام واستقبال آخر وامتدت هذه السهرات حتى ساعات الصباح الاولى حيث سهر المواطنون -الذين قرروا ان يمضوا هذه الليلة في منازلهم مع عائلاتهم واصدقائهم- مع باقة من الفنانين الذين  توزعوا على المحطات اللبنانية، فاختارت بعض المحطات لنفسها نجوماً من الصف الاول والثاني وأخرى اختارتها من الصفوف الاخيرة فتفاوت مستوى هذه السهرات بحسب الضيوف.

 

كان مؤسفاً حقاً ان نكتشف ان بعض المحطات اللبنانية فازت بفنانين درجة عاشرة، فقط لملء هوائها ولتقديم أي شيء بحجّة انه رأس السنة، غير مدركة ان ذلك سينعكس سلباً على صورتها ومكانتها كل السنة، فاستقبلت هذه المحطات ما هبّ ودبّ من المغنيين الذين أكل الفشل والانحطاط عليهم وشرب وبدت سعيدة بهم وراضية عن استضافتهم في أسوأ مشهد اعلامي، يعكس افلاس هذه المحطات التي باتت عاجزة عن استقطاب نجوم مهمّين بغض النظر عن شهرتهم، فحتى بين الصفوف الخلفية في الفن هناك فنانون موهوبون ومحترمون يستحقون الظهور في ليلة خاصة مماثلة اكثر من اولئك المعتدين على الفنّ ومشوّهي صورته.

اما ليلة رأس السنة في لبنان فاصبحت للأسف بزاراً للمنجمين والمتاجرين بمستقبل ومصير المشاهد ومزاداً علنيّاً للتوقعات التي لا ترضي كل الكتب والاديان السماوية وهذه المحطات مصرّة ان تضرب عرض الحائط بكل التعاليم الدينية وان تتاجر بمستقبل الناس، فقط لتضمن نسبة مشاهدة عالية في مشهد مقزّز، زاد قرفه عن حدّه، فكان السِباق بين المحطات هذا العام أيضاً على من يتوّقع أكثر في السياسة والمجتمع والفن والابراج وتباهت المحطات بهؤلاء المشعوذين وكأنها تستقبل مفكرين ومبدعين وعظماء من لبنان، اولئك الذين تتجاهلهم بالعادة لتجيّر هواءها المدفوع سلفاً لهؤلاء التجار وربما mtv تستقبل ميشال حايك مرة يتيمة في السنة، ليلة رأس السنة أما lbci ” فتبالغ في استقبالها كل شهر لعبد اللطيف ولكن الامر خرج عن حدّه هذا العام فكان الوقت المخصص لهؤلاءعلى هواء كل المحطات طويلاً ، وكأن الاعتماد فقط عليهم لجذب المشاهدين الساهرين في بيوتهم، حتى أصبحوا الـ aperitif  او فاتح الشهية في هذه السهرات التي تفقد رونقها كل عام وتخلو من الافكار الجديدة المبتكرة، باستثناء قناة الجديد التي خرقت هذا العام جدار التقليدي بابتكار فكرة الاتصال بالمواطنين عشوائياً ومنحهم فرصة الفوز بجوائز قيّمة فقط بلفظهم اسم “الجديد” فورالاتصال بهم، ما خلق حالة طريفة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي .

ولكن لنتوقف قليلاً عند بعض المواضيع النافرة التي رصدناها على الشاشات خاصة لناحية فساتين النجمات ومقدمات البرامج والتي بدت في معظمها فاضحة وجريئة جداً.

بداية مع فستان الفنانة مايا دياب التي حلّت ضيفة مع الاعلامي طوني بارود في حلقة خاصة عبر شاشة LBCI حيث اختارت ثوباً اسود اللون ماكسي من مجموعة المصمّم المبدع نيكولا جبران غطّى جزءاً بسيطاً جداً من جسدها ليكشف عن الجزء الاكبر منه بشكل مبالغ فيه كالعادة ، كذلك مقدّمة البرامج كارلا حداد التي اختارتها محطة MTV كي تقدّم سهرة رأس السنة الى جانب مقدم البرامج وسام بريدي حيث اختارت كارلا ثوباً من تصميم العالمي عبد محفوظ كشف عن جزء كبير من صدرها بشكل لافت جداً.اما المصيبة الكبرى فتمثّلت في فستان العارضة ميريام كلينك الشفاف الذي ارتدته خلال حلولها ضيفة مع هشام حداد عبر شاشة الـ Otv وهو عبارة عن “مايو”اسود تحت قماش الدانتيل كشف جزءاً كبيراً من مؤخرتها ، كذلك بعض فساتين ضيفات تلفزيون المستقبل اللواتي  تقصدن التعري في هذه الليلة الكارثية على الشاشات اللبنانية وكأن ليلة رأس السنة تعني قلة الحياء والأدب، لذا كان على هؤلاء التنبه الى انهن يظهرن عبر شاشة عامة يشاهدها الصغار والكبار من كل الفئات والمجتمعات وهن لسن في هوليوود ولا في بفرلي هيلز ولا في لاس فيغاس، وهذه الفساتين المغرية يمكن ارتداؤها في حفلات خاصة جداً وليس على شاشات غير مشفرة من المفترض انها محترمة وتحترم مشاهديها.

ان تكوني عصرية ومنفتحة ومتطورة لا يعني ان تكوني غير محتشمة ، ومن قال ان الازياء الجميلة والانثوية والراقية تعتمد فقط على اظهار المفاتن وعلى الاغراء؟ خاصة وانها ليلة رأس السنة حيث تجتمع العائلات وتجلس امام التلفزيون للاستمتاع ببرامج هذه المحطات التي باتت تغض النظر عن كل هذه التجاوزات للاسف .

“نجنا يا رب مما نراه في التلفزيونات اللبنانية الليلة” بهذه العبارة غرّد الاعلامي مارسيل غانم منتقداً ما شاهدته عيناه على الشاشات ليلة رأس السنة ونحن بدورنا نقول ان الذي حصل ليلة رأس السنة على الشاشات يحتّم على القيمين عليها مراجعة دقيقة لأننا وعلى الرغم من الحرية التي نتمتع بها في لبنان ولكن احترام المشاهد واجب مقدّس وهذا الفلتان الحاصل بدون مراقبة ومحاسبة لا يخدم صورة الاعلام والفن اللبناني.

وهذا الموضوع الذي نلقي الضوء عليه اليوم انسحب على رأي رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم تخل التغريدات من انتقادات قاسية طالت فساتين الفنانات ومقدمات البرامج والجرأة الكبيرة التي تمتعن بها كي يظهرن بهذا الشكل الفاضح دون حسيب او رقيب.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com