رأي خاص- بعد الكبيرين منصور الرحباني ووديع الصافي،السيدة فيروز تغيب عن جنازة أنسي الحاج. فهل نعذرها أيضاً؟
ودّع لبنان ظهر أمس الخميس فقيد لبنان والصحافة الشاعر والأديب أنسي الحاج في مأتم مهيب ترأسه رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر يحيط به لفيف من الكهنة، وشارك فيه وزير الثقافة روني عريجي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون ممثلا الرئيس أمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، وزير الإعلام رمزي جريج، الوزراء السابقون: جوزف الهاشم، كريم بقرادوني وزياد بارود، النائب السابق جوزق الهاشم، الأرشمندريت اسطفانوس عبد النور ممثلا متربوليت بيروت لطائفة الروم الارثوذكس الياس عوده، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين الياس عون، مستشار رئيس الجمهورية السفير ناجي ابو عاصي، الفنانون: ماجدة الرومي، هبة قواس وجورج الصافي، الشاعر طلال حيدر، حبيب يونس، الفنان جوزف بو نصار، سلوى البعلبكي الأمين، الإعلامي ابراهيم الأمين عائلة الفقيد وحشد من الشخصيات الإعلامية والثقافية.
ومنح الرئيس سليمان الفقيد وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط وضعه على نعشه الوزير عريجي الذي قال: “ايها الفقيد الغالي تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلفني بوضعه على نعشك في يوم وداعك وان اتقدم من عائلتك بأحر التعازي.
واكتفت السيدة فيروز بإرسال اكليل من الزهر الى الكنيسة حمل عبارة “انسي وداعاً، فيروز” ما أثار جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتساءل الناس عن سبب عدم مشاركتها بالقداس الالهي خاصة وان الراحل من اقرب المقربين اليها وهما مترابطان بالفكر والفن والابداع والنجاحات. كما هزأ البعض من هذا المشهد غير المبّرر الذي يتكرّر بعد رحيل الكبير منصور الرحباني والعملاق وديع الصافي حيث تغيّبت السيدة فيروز ايضاً عن مراسم الجنازة معلّقين على موضوع الزهور قائلين :”ليس لديها سوى الزهور؟ بالامس ارسلت سلّة الى الوزير الياس بو صعب بمناسبة توزيره في الحكومة الجديدة واليوم الى انسي الحاج بمناسبة وفاته؟”
كنا نتمنى ان تشارك السيدة فيروز بالجسد أيضاً في جنازة الكبير أنسي الحاج لأننا متأكدون ان قلبها كان يطوف هناك، ولكن يجب أيضاً ان تكون مثالاً أعلى لملايين محبيها وفناني الجيل الثاني والثالث وتعلّمهم كيف يكون الوفاء للكبار حين يرحلون، كيف نذلّل “الأنا” ونتواضع وننزل الى الشارع وبين الناس ان اقتضت الحاجة لكي نعبّر عن حزننا ودعمنا وتقديرنا وامتناننا لأناس علّموا في حياتنا ،أثروها وأثّروا فيها.
غداً يرحل مبدع آخر فيغيب عن جنازته الفنانون وحين يسألون يجيبون :”لقد ارسلنا سلاّت من الزهر كما فعلت السيدة فيروز ” فهل نلومهم حينذاك؟ لا كبير ولا صغير في مسألة تقديم واجب العزاء، فوداع الاحبّة والمبدعين يحتّم على انسانيتنا ان تتجرّد من كل شيء وان تتجلى في ايام حزينة كهذه، فجميعنا غداً الى دنيا الحقّ راحلون…
شاهدوا صور جنازة الراحل انسي الحاج