رأي خاص-هل تحوّل برنامج “أراب ايدول” الى جامعة الدول العربية؟

لا شك في ان برنامج “أراب آيدول” تحوّل خلال الاسبوعين الماضيين الى جامعة عربية مصغّرة…
ولعل هذه الجامعة كانت أكثر تأثيراً وفعالية من الجامعة الأساسية واستطاع شباب هذا الوطن العربي التعبير عن معاناتهم ومخاوفهم وهموم دولهم من خلال حناجرهم التي حملت الشجن والالم  والخوف، فتحوّل كل واحد منهم الى سفير مثّل بلده افضل تمثيل وبعث برسالة سلام ومحبّة ووفاء اليها والى كل العالم، رسالة حركت الضمائر وأضنت القلوب وأبكت العيون ، فبكى المشاهد الاسبوع الماضي مع المشترك السوري عبد الكريم حمدان، وغصّ هذا الاسبوع مع المشترك الفلسطيني محمد عساف وتعاطف مع المشترك العراقي مهنّد المرسومي فكان برنامج “أراب آيدول” جامعة الدول العربية الفنية التي لمّت شمل شباب هذا الوطن وجمعتهم على الابداع والحبّ والفنّ فزرعت الأمل في كل بيت عربي وأكّدت على أن صوت المحبة والفرح أقوى بكثير من كل الاحقاد وصوت القنابل والمدافع.

لا شك في ان خروج 19 مشتركا بالامس كان قاسياً سواء على المشاهدين او لجنة التحكيم وعندما تشاهد برامج هواة أخرى تفتقد الى صوت واحد جميل على مستوى أصوات “اراب أيدول” ينفطر قلبك على هذه المواهب التسعة عشر وتبكيها بحرقة كبيرة لانها تستحق ان تعطى فرصتها بالبقاء والغناء والابداع، وانا أكره تركيبة هذه البرامج الباردة والجافة التي لا تلين ولا تعرف الرحمة وأسأل لم لا يمكننا ان نعدّلها لتكون عادلة ومنصفة أكثر ، فكيف نضحّي بأصوات قد لا تتكرّر ابداً وهي نادرة ورائعة فقط لأن المنافسة على اللقب يجب ان تكون محصورة بين عشرة مشتركين فقط؟؟ هذا مؤسف للغاية…

أما مفاجأة الحلقة والقنبلة التي هزّت كيان كل مشاهدي الوطن العربي، فكان الميدلي الذي افتتح به المشتركون البرايم الثاني وهو طبعاً من توقيع المبدع ميشال فاضل وتحوّل الميدلي بالامس الى حديث كل الوطن العربي على مواقع التواصل الاجتماعي وكان العمل محترفاً الى ابعد الحدود وتضمن أجمل الهيتات العربية ونؤكّد لميشال ان الميدلي احدث هستيريا جماعية ان في مسرح اراب ايدول او في اي مكان في الوطن العربي ونقول له على الطريقة الراغبية، برافو برافو برافو!

وبالعودة الى الحلقة ، حسم جمهور “Arab Idol” على MBC1 و”MBC مصر” خياراته عبر التصويت، مرجحاً كفة 8 مشتركين ومشتركات فقط من أصل 27، ومؤهلاً إياهم إلى المرحلة التالية. ويبدو أن تصويت الجمهور جاء متوافقاً مع آراء وتوقعات لجنة التحكيم، حيث أعلنت أحلام عن توقّعها المُسبق للنتائج من خلال متابعتها لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أكّد عليه جميع أعضاء اللجنة الذين أثنوا على خيارات الجمهور رغم حزنهم لخسارة أصواتٍ متميزة على صعيد العالم العربي. وبحسب قانون البرنامج، فلا ينبغي بالمشتركين الـ 19 الذين لم يحالفهم الحظ في حصد النسبة الأعلى من تصويت الجمهور أن يودّعوا زملاءهم، وذلك لوجود بصيصٍ من الأمل تمثّله 4 بطاقات ذهبية، تتوجه أنظار المشتركين والجمهور إليها، حيث ستستعملها لجنة التحكيم في سهرة السبت -20 نيسان/أبريل- لإعادة 4 مشتركين ومشتركات، ليصبح بذلك العدد النهائي للمتأهلين 12. منهم 8 تأهلوا بتصويت الجمهور، و4 باختيار لجنة التحكيم.

وفي وقت يدرس فيه كل من راغب علامة ونانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي خياراتهم الأخيرة بخصوص الأصوات الـ 4 التي من المُنتظر أن يقوموا بإعادتها إلى البرنامج، يحتفل المشتركون والمشتركات الـ 8 بضمان تأهلهم إلى المرحلة القادمة وتجاوزهم العتبة الأصعب من “Arab Idol”.

وفي السياق نفسه، كان تصويت الجمهور في سهرة الجمعة 19 أبريل قد مرّ بعدة مراحل، بدأت مع إعلان نتائج التصويت للأصوات النسائية أولاً، والتي انقسمت خلالها المشتركات إلى 3 مجموعات. ففي المجموعة الأولى أُعلن عن فوز برواس حسين من كردستان العراق، ومغادرة كل من ميرنا هشام ومريم محمد ويسرى سعوف، لتغني برواس بعد ذلك أغنية “حوّل يا غنّام” باللغتين الكردية والعربية، مظهرةً إحساساً عالياً وإتقاناً للمقام برز من خلال “سلطنة” راغب علامة وأعضاء اللجنة. وفي المجموعة الثانية، أُعلن عن تأهل صابرين النجيلي من مصر، فيما غادرت كل من فاطمة القرطبي وهايدي موسى وزهور الشاعري البرنامج، لتغني صابرين “لو تعرفوا” بصوتٍ قوي وأداء محترف أثنت عليه اللجنة. أما في المجموعة الثالثة، فأُعلن عن تأهل فرح يوسف من سوريا، فيما غادرت كل من حنان رضا وسلمى رشيد ونورهان البغدادي، لتغني فرح “خدني معك” لـ سلوى قطريب، مثبتةً مرة أخرى امتلاكها مساحة صوتية واسعة وقدرة عالية على التنقل بين النغمات.

وفي سياق إعلان نتائج التصويت للشباب الذين انقسموا كذلك إلى ثلاث مجموعات، أُعلن في المجموعة الأولى عن فوز عبد الكريم حمدان من سوريا وزياد خوري من لبنان فيما غادر البرنامج كل من جمال عباد وسعد نزار وأسامة ناجي. ليغني بعد ذلك زياد خوري “قلبي مال” لـ رامي عياش، بصوتٍ قوي وحنون وإحساسٍ عالٍ. وأعقبه غناء عبد الكريم حمدان “عندك بحرية” بأداء رجولي وخامة صوتية قادرة ومتمكنة تفاعل معها حسن الشافعي ونانسي وطربت لها اللجنة. وفي المجموعة الثانية، أُعلن عن فوز محمد عساف من فلسطين ومحمد جمال من مصر، فيما غادر كل من محمد دغمان وابراهيم عبد الله ووائل سعيد. بدوره غنى محمد عساف “يا طير الطاير” مثبتاً حضوره القوي حيث تفاعل معه الحضور ورقص زملائه الدبكة الفلسطينية. أما أحمد جمال فقد اختار إثبات قدرته على أداء جميع ألوان الطرب، فغنى “شبيه الريح” لـ محمد عبدو بطريقةٍ أطربت أحلام وأعضاء اللجنة.

وفي المجموعة الثالثة، فاز مهند المرسومي من العراق، ليغادر كل من عمر ادريسي وفارس المدني ومحمد عامر وكريم حسام. وفي إعقاب الإعلان عن النتائج غنى مهند المرسومي “عبرت الشط” لـ كاظم الساهر، بعد ان أطرب الحضور في البداية بموال عراقيٍ غناه بصوتٍ طربي لا يخلو من الشجن المُستحبّ في هذا النوع من المواويل.

وبانتهاء إعلان النتائج، تبقى قلوب المشتركين والجمهور معلّقة بأربع بطاقات ذهبية، سيُحدِّد من خلالها أعضاء لجنة التحكيم هوية أربعة أصوات من المُنتظر أن تعود للالتحاق بالمتأهلين والمتأهلات، ومتابعة مسيرة البرنامج عبر مراحلة القادمة.

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com