خاص – تامر حسني يتميز إحساساً ويتفوق على النجاح في بحبك إنت

أطلق الفنان المصري المحبوب تامر حسني ألبومه الجديد الذي حمل عنوان “بحبك إنت” منذ أسابيع قليلة في الأسواق العربية، وقد يكون هذا الألبوم من أكثر الأعمال التي تداولها الجمهور قبل صدورها في الأسواق، فنادي معجبي نجم الجيل إنتظر طويلاً وبفارغ الصبر الأغنيات الجديدة، وأقلّ ما يقال أن “النطرة كانت حرزانة”.

تعامل تامر في العمل مع نخبة من أهم الشعراء، الملحنين والموزعين في الوطن العربي فكانت بصمته الفريدة إلى جانب إبداعهم محطّة مفصلية في مسيرته الغنائية التي طالما عرفت نجاحات يشهد لها الكبير والصغير. إستمعنا إلى الألبوم وإستمتعنا بأغنياته وكان لا بدّ من إبداء الرأي بهذا العمل المتكامل.

بحبك أنت: تتميز هذه الأغنية بتنوعها الموسيقي الذي خلط النغمة الشرقية العريقة التي أعادنا فيها تامر خمسين سنة إلى الوراء باللحن الغربي الحديث بحرفية عالية، وهنا طبعاً يجب التنويه أن الملحن محمد يحيا قد أبدع في هذه المهمّة التي أصبحت ظاهرة فريدة من نوعها في الوطن العربي لم يسبق أن قام بها أي ملحن آخر، أو تجرأ فنان على تأديتها سابقاً.

كلام الأغنية مميّز يعبّر عن حالة الحبّ والعشق الذي يعيشها تامر في حياته، فقد نجح نصر محروس في غربلة الكلمات ليرسم واحدة من أجمل قصص الحبّ التي يعترف خلالها تامر بحبّه للحبيب، أجمل ما قيل في الأغنية:

“وبحبك يا حبيبي آه يا حبيبي بحبك إنت … ولو إنت مش حبيبي آه يا حبيبي بحبك إنت سلملنا عليه كتير وقولو بنحبك قوي وقولو يجي بألف خير داه القلب مشتاقلو قوي”.

يا بخت اللي بتحبي: وهي الأغنية التي أطلقها تامر قبل أيام من صدور الألبوم كاملاً عبر قناته الرسمية على موقع Youtube العالمي وقد ناهز عدد مشاهديها ومستمعيها المليون والنصف مليون مستمع، وهذا رقم لا يستهان به خاصةً في هذه الفترة التي كثرت فيها الإصدارات من أغنيات منفردة وألبومات غنائية لأبرز نجوم الغناء في الوطن العربي.

تتميز الأغنية بروح الفكاهة و”الهزار” الذي يحب سماعه الجمهور من تامر، وكان له العديد من التجارب الناجحة معه خلال مسيرته الفنية، شارك الشاعر رمضان محمد تامر في صياغة كلام الأغنية، وتولى محمد يحيا تلحينها، فشكل اللون المصري “المقسوم” توليفة جميلة للأغنية على توزيع مبتكر لكريم عبد الوهاب.

اللي راح: رغم اللّغط الكبير الذي إبتكره عمداً الملحن المصري عمرو مصطفى قبيل طرح الألبوم في الأسواق حول هذه الأغنية التي تبرّأ منها مؤكداً رفضه التعامل مع تامر حسني، إلاّ أنها قد تكون من أكثر الأغنيات التي تحظى برواج كبير وواسع في صفوف الجمهور، فإحساس تامر فاض في جملها الموسيقية التي ورغم إعتراضنا على تصاريح مصطفى لا يسعنا إلا والإعتراف أنّه قدّم فيها لحناً متجدداً لم يعد به نفسه.

يعيد تامر جمهوره في هذه الأغنية إلى اللّون الموسيقي الذي أحبّه فيه الناس ونجح فيه بشكل كبير، فتعود إلى مسامعنا أغنية “عينيا بتحبك” التي أحدثت حين صدورها إنقلاباً في معترك الأغنية المصرية المعاصرة. لابدّ من الوقوف عند كلام الأغنية الذي صاغه نصر محروس، فتخطى به حدود الشعر، وأجمل ما نسج من مشاعر في عبارات: ” أنا اللي ياما قلبو إنجرح وحبايبوا خدوا منو، لا دقت يوم طعم الفرح ولا ناس بيحنوا، وزي ما إنت قسيت عليّا، لازم أقسى في يوم عليك وزي ما بكيت في يوم عنيّا خدت إيه ألله يجازيك”.

ياريت ترضى: أغنية رومانسية جميلة أكمل بها تامر اللون الكلاسيكي الذي سيطر على الألبوم، والذي تعمّد إتباعه لريادته فيه، كتب كلام الأغنية نصر محروس الذي كان له حصّة الأسد في العمل بعد عودة المياه إلى مجاريها بينه وبين تامر، فشكل ثنائياً فريداً مع الملحن محمد يحيا، وكانت الأغنية قالباً جاهزاً أضاف له الموزع أحمد إبراهيم رونقه الخاص فأبرز مساحات صوت تامر وخامته المميزة.

مجنون انا: عنوان الأغنية يعبّر عن محتواها، فهي تنتمي إلى النمط الرومانسي أيضاً لكن على توزيع راقص وضعه محمد شفيق، دخل فيه صوت تامر فكان واحدة من الآلات التي تناغمت على لحن عبد الرحمن شوقي.

نجح تامر في هذا العمل إلى جانب الأداء الراقي والمتجدد في صياغة مواضيع وأشعار جديدة أبرزها كان في هذه الأغنية.

حد شبهه: تتسم هذه الأغنية برومانسية عالية، طغى عليها الشجن في صوت تامر في أغلب الأوقات، وتظهر في هذه الأغنية كيمياء عالية بين الشاعر طارق درويش والملحن والموزع إسلام ذكي، فقد أصاب تامر في إعطاء فرصاً لمواهب جديدة تنذر بمستقبل واعد إن كان على صعيد الشعر أو اللّحن، وهذا ما يميزه عن غيره من النجوم، حيث يمتلك الجرأة الكافية لإتخاذ هذه الخطوة.

أجمل ما قيل في هذه الأغنية: “بعد فترة من فراقنا، راضي أنا ومرتاح في حالي، مش بفكر لي إفترقنا أو بسيب نفسي لخيالي، خدت انا عالحال داه يمكن أو لأن ما فيش بديل مش بفكر حتى ممكن نرجع وإلاّ مستحيل”.

تعالى نعيش: إعتراف بالحبّ الأزلي وكلام قد لا يقوله سوى العاشق لحبيبته يوم إرتباط روحيهما، تصلح هذه الأغنية لأن تكون الأغنية التي يرقص عليها كل حبيبين يوم زفافهما او فرحهما كما يقال في اللهجة المصرية، ولا شكّ أنها ستكون أغنية الأفراح خلال الفترة القادمة.

ما يميز هذا الألبوم هي المواضيع التي جال فيها تامر على مختلف الحالات والمشاعر، فتطرق إلى الحبّ، الحزن، الألم والأمل ويستحق التهنئة على ذلك، فما يميز فنان عن آخر إلى جانب الصوت والأداء هي المواضيع التي يقدمها في أغنياته والتجدد في الموسيقى وتامر أثبت أنه الرائد في ذلك.

ومن بعدي الطوفان: وتعتبر هذه الأغنية من أغرب أغنيات الألبوم، يحتاج المستمع إلى إعادتها لمرتين أو ثلاثة حتى يصل إلى الحالة التي أراد ترجمتها تامر بصوته، كتب كلامها الشاعر أيمن جوده، لحنها حسام البيجرمي وتولى توزيعها بالإشتراك مع الموزع جلال فهمي.

أجمل ما قيل قي الأغنية: “وطول ما فيك الروح وحى عدل السما اهو جاى جاى وابقى افتكرنى ان كنت حى كده انتهى بينا الكلام”.

-صفحة جديدة: أغنية راقصة صاخبة من حيث موسيقى الـ Techno المستخدمة في التوزيع الذي وضعه كريم عبد الوهاب على كلمات ولحن تامر حسني، الذي أعاد بهذه الأغنية نجاحاته مع هذه الألوان الموسيقية العالمية التي ركّز عليها في ألبوماته السابقة بشكل كبير.

صوت تامر برز مرّة جديدة لكن هذه المرّة بطريقة مختلفة فإمتزج الإحساس المرهف بالنغمة السريعة فكانت “صفحة جديدة”.

خلينا اخوات: تعتبر هذه الأغنية من أقوى أغنيات الألبوم لا بل الأغنية “الهيت” دون منازع، فصدق المشاعر فيها يدخل باطن ذكريات المستمع ويجول في تجارب حبّ مريرة مرّة بها وداق من لوعتها الكثير.

أثرت فينا هذه الأغنية التي كتب كلامها ولحنها تامر بنفسه وقام بتوزيعها طوني مجدي بشكل كبير، حالنا حال كل من إستمع إليها، فكل ما في هذه الأغنية تخطى حدود المنطق، ورسم مساراً فنيّاً مغايراً، لا يستطيع إلاّ المتمكن من سياقه ومن أجدر بتامر لتأدية هذا الكمّ من المشاعر والأحاسيس بصوته الذي ودون مبالغة ظهر ماسياً.

عميقة هي معاني وكلمات هذه الأغنية، فكان الإعتراف بالكره، ولكن ليس أي كره، بل كره القلب الذي لا يهتف سوى لمن لا يستحقه، أجمل ما مرّ عليه صوت تامر من إحساس في هذه الأغنية: “سامحني أنا فعلاً مش هقدر أكون قدماك وماحبكش دانا دلوقتي بحبك أكثر يا ريتني أصلاً ما عرفتكش أنا تعبان موجوع من بعدك أنا صعبان على نفسي بجد هو أنا ينفع أعيش من بعدك هو أصلاً في من بعدك حدّ؟ أنا هبعد وهحاول انسى أو أمثل على نفسي نسيت في الحالتين أنا ضعت خلاص لو فعلاً سبتني ومشيت، أنا بكرهك يا قلبي أنا بكرهك ما بترحش غير للّي بيجرحك”.

حبيت اتنين: مرّة جديدة تفوق تامر على نفسه في هذا الألبوم من خلال هذه الأغنية، فأبدع كتابةً، تلحيناً وأداءً، في موضوع يتطرق إليه فنان في أغنية لأوّل مرّة، فمن منّا لم يمرّ في حالات حيرة بين شخصين واحد يهتف له القلب وآخر يختاره العقل ؟

تامر نطق بصوته حالات عديدة ومنوّعة في هذا العمل فكان لسان فئة كبيرة من الجمهور والجيل ويليق به لقب نجم الجيل الذي يحمله بجدارة.

غربة: أداء شرقي مميز لأغنية فيها معاني وطنيّة سامية، تحتاج لها جمهورية مصر العربية في هذه الفترة الأليمة التي تمرّ بها جرّاء النزاعات التي تجتاحها من كل سرب ودرب، فيبكي الصوت وتنساب الكلمة بوجع وألم الفراق، فراق الأرض والوطن.

تحية لتامر من شعب مصر وشعب الوطن العربي على هذه الأغنية التي هي رسالة أكثر ما هي أغنية تهتف لها القلوب، وتحية لشعب مصر الذي يغرَّب كل يوم لكن يقف أمام التيارات المعاكسة ويصمد، فالشعب وإن أراد الحياة لا بدّ أن يستجيب القدر يوماً. أجمل قيل في هذه الأغنية التي كتبها ولحنها تامر بمحبّة كبيرة لأرضه وشعبه: “غصب عني داه المكتوب تبعد قلوب كان نفسها تكمل مع بعضها غصب عني، وحلمي الوحيد أوقف على بابك وأبوس ترابك، تعبان أنا بس غصب عني … مين فينا تغرب بمزاجو حضنك يا بلادي محتاجه صدقيني صدقيني وحشتيني وحشتيني… آه من الغربة آه ! آه يا بلادي آه.

ياريته يستاهل: الأغنية الديو التي قدمها تامر في هذا الألبوم بالإشتراك مع الفنان المصري بهاء سلطان، الأغنية من النمط المصري الشعبي وتعتبر لفتة فريدة لتامر الذي يقف في هذه الفترة وقفة رجل مع بهاء سلطان الذي يمرّ بأزمة نفسية كبيرة جرّاء فقدانه لعائلته وتراجع أعماله الفنية.

في النهاية، نجح تامر مرّة جديدة وكسب الرهان وأثبت أن نجاحه وجماهريته التي فاقت المتوقع ليست وليدة الصدفة، فهو من أكثر الفنانين العرب نشاطاً وبحثاً عن كل ما هو جديد إن كان في المواضيع أو في الإبتكار الموسيقي. وليس غريباً أن يحتلّ العمل المراكز الأولى في المبيعات منذ صدوره حتى اليوم.

من موقع بصراحة نتوجه بخالص التهاني للفنان المصري “نجم الجيل” تامر حسني على أغنيات هذا الألبوم متمنين له دوام النجاح والتألق في كافت أعماله المستقبلية.