متابعة- 26 سنة ووالدها يرفض الاعتراف بها… موقع بصراحة يتبنى قضية الزميلة رانيا يمين
الاباء يأكلون والابناء يضرسون، فقد تكون غلطة أو نزوة أو جموح أو تهور أو حب أو لحظة طيش… تعددت الاسباب والنتيجة واحدة، قد تكون مولوداَ خرج الى الحياة لا حولة ولا قوة له. خرج يصرخ بحثاً عن الأمن والأمان والهوية ليجد نفسه ورقة في مهب الريح لا أمن ولا أمان، لا أهل ولا هوية ليحمل وزر علاقة خارج القانون ويكون مرفوضاً منكراً من الأهل والمجتمع والقانون.
تناولت هذه الحلقة من برنامج “عالأكيد” الذي يعرض مساء كل اثنين على شاشة المستقبل مع الاعلامي زافين قيومجيان قضية الشابة رانيا يمين البالغة 26 سنة من عمرها، التي تسعى لتأكيد أبوة والدها لها الذي لم يعترف بها رغم فحص ال DNAوكل الاحكام الصادرة لصالحها. فبسبب الاهمال والتسلط في ظلّ الحرب اللبنانية سنة 1985 لم يستطع أهلها أن يرتبطا بزواج رسمي. هذه القضية هي أول قضية اثبات نسب في لبنان بين امرأة مسلمة (حسيبة) ورجل مسيحي (جاك) دامت قصة حبهما لمدة سنتين.
رانيا يمين هي اليوم متزوجة وأم لطفل عمره سنة وسبعة أشهر كما هي مراسلة صحافية لأحدى الفضائيات العربية في بيروت. لا تملك الجنسية والهوية اللبنانية لان اسمها غير مثبت في النفوس وهي مصرة على أن تأخذ من والدها جنسيتها اللبنانية، حقها وحق والدتها قائلة: “والدي ما بدي اياه”.
ومن ثم عرض تقرير عنها وعن والدتها “حسيبة” التي حضنتها وعلّمتها حتى كبرت وتزوجت. واليوم فان أمها قد تزوجت وأنجبت أولاداً، ومع أن والدها اليوم هو أب لولدين الا أنه برأيها ليس مؤهلا ليحمل صفات الابوة. وتبقى القضية قضيتها الاساسية هي معتبرة أن كل النجاحات التي حققتها كانت نتيجة الواقع الصعب حيث حُرمت من كلمة “بابا” كغيرها من الاطفال. وصرحت رانيا أن عبارة “والدك لا يريد الاعتراف بك” تركت لديها عدة انطباعات سيئة جدا.
وفي التقرير ذكرت والدتها أنها تعرفت على جاك وأحبا بعضهما وعرفها على أهله ولكن عندما حملت رفض أهله فكرة زواجهما وبدأت المشاكل…
فكان الحل الوحيد اللجوء الى العدالة. وعندما بلغت رانيا التسع سنوات من عمرها أخذتها لرؤية والدها حيث قبل الاعتراف بها ولكن في اليوم التالي بدّل رأيه. وسنة 2000 طلبت المحكمة اجراء فحص DNA وبعد سنة صدر الحكم ليؤكد أن رانيا ابنة “جاك وحسيبة” بنسبة 99،9% وبالتالي قررت المحكمة اثبات النسب وتغريم جاك العطل والضرر، ولكن الوالد طعن بقرار المحكمة عن طريق الاستئناف. وسنة 2005 صدر قرار الاستئناف لصالح رانيا ولكن جاك قدّم الطعن أمام محكمة التمييز ولكن هذه المرة زاد سبب الطعن لان عمر رانيا تعدى ال18 سنة وبالتالي أصبحت صاحبة الصفة لاقامة الدعوى.
واليوم وبعد مرور 26 سنة لم يتغير شيء….
وتعرفت رانيا على شقيقها رودريغ من خلال الفيسبوك وأخبرته أنها أخته حيث أصبحت علاقتهما متينة.
ومن جهتها اعتبرت رانيا أن من أصعب المواقف التي يمكن أن يتعرض لها ابنها عندما يكبر أن لا يكون فخوراً بجده. واضافت أنها تنتظر من برنامج “عالأكيد” دعم السلطة الرابعة بعد أن أصبحت قضيتها قضية رأي العام.
ومن ثم كانت المواجهة بين رانيا ووالدها، حيث ذهبت الى منزله في ضبيه لتطالبه بالاعتراف بها فقابلها بكل برودة أعصاب قائلا لها: “تركيها للمحاكم”
ومن ثم ذهبت مساعدة زافين الانسة غنوى دللة الى بيته وطلبت منه أن يتحدث مع زافين خلال اتصال هاتفي ولكنه رفض وقطع الاتصال مضيفا أن ليس لديه مشاعر تجاه رانيا وقال ان الدعوى بطلت بفعل مرور سنتين على عدم متابعتها.
وأكدت رانيا أن والدتها أنجبتها وهي ما زالت عذراء وهذه من الحالات النادرة جدا بحسب تقرير الطبيب الشرعي كما قالت لوالدها: “بدي خليك عبرة لكل رجل ضحك على امرأة”.
ومن ثم اتصل زافين بمحامي جاك الميتر جوزيف حيث ذكر أن منذ سنة 2009 لم تُحرك الدعوى ولم يُفتح الملف وصحيح أن رانيا وكلت محاميتها بمتابعة الدعوى لكن فعليا لم يتبلغ أحد بشيء.
وعندما اتصل زافين بمحامية رانيا كان خطها خارج الخدمة. فمن الواضح أن هناك ثغرة بالموضوع، فكما تقول رانيا أن تلك المحامية قد تم شراؤها أو ابتزازها من قبل عائلة يمّين.
واليوم وكلت رانيا محامية جديدة ميتر “سحمراني” وبنصيحة منها عرضت قضيتها على الاعلام لان والدها بفضل نفوذه وسلطته بامكانه ابقاء القضية في المحاكم لستة وعشرين سنة جديدة.
أما رانيا اليوم وقد تخطت سن البلوغ فهي صاحبة الدعوى وهي مصرة على الحقيقة لكسب حقها وكرامتها خاصة وان كل الاحكام تنص على ذلك بالاضافة الى شهادة كل الناس بذلك.
وتوجهت رانيا الى أمها بلفتة تقدير اذ كانت الام الراعية والصالحة والمدافعة عن حقوقها وحقوق طفلتها رغم كل الظروف القاسية وبرأيها فان الطرفين في كل علاقة هما المسؤولان عن كل ما ينتج عن هذه العلاقة والرجل حين يهرب لانه جبان وأناني.
ورغم زواج رانيا اليوم وامكانيتها الحصول على جنسيتها من زوجها الا انها مصرة على نيل حقها في جنسيتها الاساسية كأي مواطن لبناني موضحة أن أوراق زواجها الحالي قد أخذت وقتا طويلا لانجازها في المحكمة الشرعية الا أنها لم تستطع تسجيل ابنها لانها لا تملك أوراقا ثبوتية في دوائر النفوس وحتى لا يعيش ابنها نفس المأساة فهي مصرة أكثر من أي وقت مضى على الحصول على هويتها اللبنانية وتسجيل ابنها بشكل قانوني وطبيعي.
وأوضحت رانيا أن خطوة ظهورها على الاعلام لم تؤخذ من فراغ بل الهدف كان منع التلاعب من قبل المحامين وهي تأمل أن يساعدها الاعلام والرأي العام على الحصول على حقها مشددة أنها لن تستسلم ولن تتوقف طالما تتنفس. وهي لا تراهن أبدا على انسانية والدها أو أهله بل على الاعلام القادر على تحريك القضاء وتسريع الاحكام مشيرة في الوقت ذاته أن والدتها لم توافقها على الظهور الاعلامي الا انها اليوم هي صاحبة الدعوى وصاحبة الحق.
ونفت رانيا أي طمع لها في ثروة والدها فبرأيها هي أكثر ثراءّ منه، وهي مستمرة رغم كل العقبات والمصاعب.
وأخيرا وجهت رانيا الشكر لزوحها على دعمه ومساندته لها فهو رفيقها في النضال لاحقاق الحق.