رأي خاص- ندى ابو فرحات نجمة صفّ أول وملكة في التمثيل… فلا تهزّها عروش ملكات الجمال‎

شرّ البلية ما يضحك ونحن من اكثر الاوطان في العالم التي يتحول فيه الشواذ الى قاعدة وتصبح القاعدة شواذًاً ونشازاً فيضطر اهل الحق واصحاب القضية الى التغريد خارج سرب الشاذين عن كل الأصول.

ونحن الوطن الوحيد حيث يعمل كل واحد بغير اختصاصه او بمعنى آخر اننا نكاد نكون الوحيدين الذين لا يحترمون الاختصاص ، حيث يقرّر عارض الازياء الغناء، والممثلة تقديم البرامج، وملكة الجمال التمثيل والمحامي يصبح اعلامياً والاعلامي يدخل مجال الاعمال والطبيب يتحول الى وجه اعلامي والكوافير الى فنان والشرطي الى شاعر و ….و….الى ما لا نهاية .

وكل هذه الشواذات تقبلناها في السنوات الاخيرة ايماناً منّا بالفرصة التي يجب على كل انسان انتهازها واستغلالها لصالحه، فإما ينجح في اختبار الحياة فيكون اهلاً للاختصاص الجديد الذي جازف واختاره او ينتهي مع انتهاء كل عمل جديد يقدّمه ، فالحياة كالغربال تنصف من يثبت جدارته ويؤكّد انه اهل للفرص او تعدم من تعدّى على “الكار” ولم يفلح، وحين يسقط تنهيه على طريقتها ….

كل ذلك لأقول ان من تنصفه الحياة ويحصل على فرصة ذهبية لا بدّ ان يكون ممتناً لهذه الفرصة طوال حياته والا ينسى من اين اتى ومن كان فلا يعميه غروره وأضواء الشهرة بل يبقى وفياً لهذه الحياة التي شرّعت له أبواب المحاولات والفرص، فلا يتعالى ويتكبّر لدرجة ان ينسى اصله وفصله وانه معتدٍ على “كار” تعب وشقى سواه من أهل الاختصاص ليستحقونه.

استفزّني كثيراً مشهد تحامل البعض على الممثلة ندى ابو فرحات في الايام القليلة الماضية ، منهم من اعتبر انها لا تصلح لأدوار البطولة بل تنجح أكثر في ادوار مساندة ومنهم من سمح لنفسه ان يتبجّح ويرّد على ندى التي رفضت احدى الادوار التي عرضت عليها فأسند الى احدى ملكات الجمال التي ادعت ان احداً لا يستطيع القيام بهذا الدور سواها وهي على حق مئة بالمئة، فندى ابو فرحات نجمة تمثيل صفّ أول وهي لا ترضى بأي دور ثانوي لا يضيف الى مسيرتها المشرّفة ،في حين كنا نتوقع ان يلتزم هؤلاء الصمت ولا يسمحوا لأنفسهم ان يتلفظوا بهذه التفاهات عن نجمة شرّفت لبنان والدراما اللبنانية وهي نجمة مطلقة ان اختيرت لدور اساسي او دور ثانوي، ونحن نفتقد لمثيلاتها في هذا الزمن الرديء حيث يتم الاستعانة بصاحبات المفاتن على حساب الاختصاص والموهبة، وان كان عذرنا ان “الجمال يبيع” فالعري يبيع ايضاً بل يبيع أكثر، ولكن ان اردنا ان نرتقي في هذا البلد الى مستوى من الثقافة والفن نفخر بهما فعلينا ان نستعين بندى ابو فرحات وتقلا شمعون ورولا حمادة وديامان بو عبّود وغيرهن من المحترفات اللواتي شرّفن الدراما اللبنانية وهن من اهل الاختصاص المحترفين والمهنيين، والا سنضطر الى تحمّل تبعات الفوضى التي احدثتها في السنوات الاخيرة الاستعانة بملوك وملكات الجمال، بعارضات الازياء وبالنساء المثيرات على حساب الموهبة والدراسة والثقافة.

نحن لسنا ضد ان نعطي هؤلاء فرصة كما ذكرنا في بداية المقال ومن حقهم ان يثبتوا عن جدارة ما وان يبرعوا ويحققوا الشهرة والانتشار ولكن ليس على حساب النجوم الاصليين في كل مجال وليس على حساب اهل الاختصاص، فيبقون بالنسبة لنا في المرتبة الثانية حتى لو اسندت اليهم ادوارا اساسية فيتقبلون ذلك بفرح ورضا تامين لأن بهذه الطريقة فقط نأخذ كل مهنة الى حيث تستحق لا الى الهاوية التي يصّر بعض المعتدين على كل المهن على أخذنا اليها.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com