تحقيق خاص- وجوه تلفزيونية عاشت تجربتها.. كيف تنظر إلى الشاشة اليوم؟ والإجابات جاءت صادمة حقاً

نشرت صحيفة اللواء تحقيقاً خاصاً أعدّته الزميلة زاهية موسى جاء فيه:

المذيعة أو مقدمة البرامج هي واجهة الشاشة الحقيقة وتمثّل عنصر الجذب دائماً… منذ ظهورهن على الشاشة، اشتدت المنافسة بين المذيعات لخطف أنظار المشاهدين ليس من خلال مهارة الأداء فقط ولكن من خلال المظهر أيضاً، أما سر نجاحهن فيكمن أما في استقطاب الجماهير لهن من خلال مظهرهن او من خلال شخصيتهن وأدائهن، وتلك كانت آراء قدامى المذيعين والمذيعات في الحالة التلفزيونية اليوم حيث ان البعض منهن لعب دوراً كبيراً في تأسيس الحالة التلفزيونية في لبنان، والبعض الآخر ترك بصمة خاصة في الساحة الاعلامية.
في هذا الاستطلاع يدلون بدلوهم حول الوجوه التي تطل علينا يومياً من خلال الشاشة، وحول الحالة التلفزيونية بشكل عام:


سونيا بيروتي: “مبالغة في اللباس، وعدم احترام المهنة”

في البداية (كلن حلوين…) ولكن عندي بعض الملاحظات على مذيعي الاخبار اذ انهم يتحمسون احياناً وينفعلون مع الخبر وهذا الموقف مرفوض، لأنه يجب عليه ان يقدم الخبر كما هو، وهذا ما كان يطبق في الماضي حيث كانت تقدم المعلومة كما هي.
اما البرامج الترفيهية، فيجب ان يكون هناك مسافة بين المقدم والجمهور، وهناك مبالغة في اللباس مقارنة مع لباس الجيل القديم الذي كان يتسم بالحياء، فالمظهر مهم ولكنه ليس بالعنصر الاساسي حيث يتوجب على المذيعات فرض شخصيتهن وادائهن، فنحن في الماضي كانت البرامج تقدم بشكل ارتجالي. رزان مغربي هي نموذج عن مقدمي برامج اليوم لكني لا احب طريقة تقديمها، وفي نفس الوقت لا الومها لشدة المنافسة في الساحة الاعلامية.


ريما صيرفي: ” ثمة ثقافة وضيعة وأصوات غير رخيمة على الشاشات اللبنانية”

بما أنني اختبرت العمل التلفزيوني سابقا في محطةLBC وسواها من الفضائيات العربية، شعرت بحافز كبير لابداء الرأي بصدق وموضوعية في الحالة التلفزيونية السائدة اليوم في المحطات اللبنانية تحديداً، وما تعليقي وملاحظاتي سوى من مبدأ الغيرة على مهنة تخصّصت فيها اكاديمياً وافاخر بمزاولتها ميدانياً لأكثر من عقدين.
وجوه جميلة او وجوه مجمّلة، يتمجد لها اسم الخالق، او يشكر عليها مبضع جراح التجميل، لا فرق، وما في مشكلة، لأن المشكلة الحقيقية تكمن في ان تلك الوجوه التلفزيونية البهية تفتقر الى الثقافة الشاملة وسرعة البديهة، وهما شرطان اساسيان يجب ان يتوفرا لدى كل من يقدم البرامج الحوارية الفنية، او «التوك شو» الاجتماعي او الترفيهي او الفقرات الصباحية المتنوعة، اما البرامج الاخبارية والحوارات السياسية فأستثني نفسي من التطرق الى احوالها لأنها ليست من اختصاصي.
واود التنويه ايضاً بثغرة ثالثة قد لا ينتبه اليها البعض، وهي الصوت غير الصالح اساساً للتقديم لدى البعض، اما لطبقته الرفيعة ونشازه، واما بسبب مخارج الحروف غير السليمة، وبرغم التمرينات الخجولة التي يحاول القائمون على بعض المحطات الادعاء بأنها ساعدت في تحسين اداء المقدمين والمقدمات على شاشاتهم، يبقى لنا الحق في التساؤل: هل من يدرب هؤلاء يملك في الاساس صوتاً رخيماً في الاداء او خبرة حقيقة وعملية في المهنة.

تجدر الاشارة الى ان ملاحظاتي حول الصوت تحديداً تشمل الزميلات والزملاء على حد سواء، خصوصاً وان نسبة الرجال باتت تضاهي، بل تفوق، نسبة السيدات في العمل التلفزيوني، وبالنسبة لي تحديدا لا اشعر بأنني بحضور صوت رجالي حقيقي في البرامج غير السياسية الا مع جورج قرداحي بالدرجة الاولى وبعده طوني خليفة، ويليهما طوني بارود، ثم زياد نجيم، (مع ان الاخيرين ليسا اعلاميين بالمعنى الحقيقي).
السائد اليوم في لبنان برامج بميزانيات، عالية، وتوليفات اخراجية وديكورات تضاهي المحطات العالمية، كما هي الحال على شاشة LBC وحالياً على MBC، ولكن المقدمين والمقدمات يحتاجون الى اعادة تأهيل جدية في تقنيات التقديم التلفزيوني ولا سيما عندما يكون البرنامج مباشراً، وهو امر غير مخجل ولا ينتقص من قيمة الاعلامي، لان التعلم والتمرين والاعتراف بالاخطاء الثابتة التي تلحظها العين الناقدة والموضوعية هي الخطوات الاولى نحو الايجابية والنجاح.

من المعيب على سبيل المثال ان يتحول المقدم او المقدمة في برامج الترفيه الضخمة، وما اكثرها، الى مجرد قارئ ببغائي (مع تلعثم وفير) فيتلو ما كتبه له متم الاعداد على شاشة (المونيتور) بنغمة فيها مغنى، تشبه تسميع الامثولة في الصفوف الابتدائية. وثمة مقدمات في برامج مسابقات الهواة يستعملن اللكنة العربية السريعة والمتأمركة، بحيث يبلع سهواً بعض حروف الابجدية، وهي «موضة» سخيفة ومزعجة جداً للسمع، لا مانع طبعاً من التنويع بين اللغات في برامج شبابية لانني من أشد الداعيات الى ثقافة اللغات واكثر المشجعات لها، الا انه ينبغي على المقدمين اتقان اللفظ السليم في لغة الضاد تحديداً، حيث من غير المسموح لقناة عربية تفخر بعروبتها بألا تلحظ بأن المقدمة اللبنانية التي نشأت بين باريس ولندن لا تدري كيف تضخم حروف الضاد والقاف وغيرها، لمجرد انها (in) ويحق لها ان تقاصصنا في لغتنا الأم.

سعاد قاروط العشي :” فشل ذريع في إعلامنا الحاضر”

– ألاحظ ان نسبة النجاح في اعلامنا، ضئيلة جداً علماً ان هناك اعلاميين محترفين ومتميزين في عملهم، عكس آخرين لا علاقة لهم بالاعلام، الا اسمياً.
– تكمن مهارة الاعلامي الناجح من خلال ادائه وحضوره، وليس من خلال مظهره.
– ان التطور التكنولوجي الحاضر ساعد كثيراً في مجالات الاعلام بعكس ايام الماضي التي كانت تعتبر فيها هذه المهنة بمثابة اشغال شاقة، سواء في الماضي او في الحاضر، فإن الضمير المهني الاعلامي لا يتغيّر على مر الزمن من حيث المصداقية والموضوعية.


مي منسى: ” التلفاز ليس للاستعراض وكثرة الكلام”

– أنا لست من متتبعي البرامج التلفزيونية، فأنا اميل الى مشاهدة البرامج والافلام الفرنسية، واكتفي بمشاهدة النشرات الاخبارية المحلية فقط.
احب طريقة تقديم ديما صادق، انها جميلة وشجاعة فهي من المذيعات اللواتي يتقن عملهن من حيث حضورهن وادائهن.
اما المراسلون الذين يغطون الحدث فالبعض منهم يكثرون في الكلام حتى يضجر المشاهد منهم، بدلاً من اختصار الحدث بثلاثة او اربعة جمل، فأنا لا احب سماعهم، وافضل مليون مرة ان اسمع تعليق امل شحادة بحيفا، فهي تعرف كيف تضع الكلام في مكانه ولا تكثر منه، لانها تنقل الخبر بطريقة صحيحة ومختصرة وموضوعية.
واتمنى على المراسلين الذين يغطون الحدث في الخارج ان يختصروا في الكلام، والابتعاد عن تكرار الجملة اكثر من مرة، يجب ان يتعلموا جمال الاختصار، من حيث اللباس والكلام والمكياج، فالاختصار هو نبع الذوق.

اما من ناحية اللباس، فإنني اعجب بمشاهدة مذيعات النشرة الجوية في فرنسا بهذه الاناقة واللباس الجميل والاجسام النحيفة، بعكس مذيعات النشرة الجوية المحلية اللواتي نخجل من لباسهن فأنا أتضايق جداً من هذه المظاهر، ربما لانني اميل كثيراً الى الذوق الغربي، وافضل المذيعات الفرنسيات الراقيات، واؤكد ان المذيعات المحليات راقيات ولكن مشكلتهن، انهن لا يعرفن اتخاذ المظهر المناسب، فهني يقدمن البرامج وليس انفسهن، فالتلفاز ليس فقط لعرض المظاهر بل للتقديم الجيد مع مراعاة الاناقة، فهو الوسيلة الرائجة لنقل الخبر.
انا احترم جميع الاعلاميين واسلوبهم في التقديم، الذي يتميّز بالذكاء والابداع حتى ان البعض منهم برعوا في هذا المجال.

عرفات حجازي:” محاورون يفتقرون الى الثقافة وبرامج سياسية مثل ساحة المعركة”

أرى بعض المحاورين الذين يديرون البرامج السياسية في بعض المحطات التلفزيونية، يفتقرون الى الثقافة التي تؤهلهم ان يديروا حوارا مع ضيوف على قدر كبير من الاهمية والذكاء، وبعض هؤلاء تكون اسئلتهم جاهزة سلفاً دون الالتفات الى جواب الضيف، الذي من الممكن ان يخلق مجموعة اسئلة تضفي على الحوار نوعاً من الحيوية والتشويق وبالتأكيد هذا لا ينطبق على جميع المحاورين.
ومن المفترض بإدارة قسم الاخبار والبرامج السياسية ان تلفت نظر المحاور الى الثغرات التي وقع فيها، والى النجاحات التي حققها باستدراج الضيف الى الاجابة على الاسئلة المحددة مانعاً اياه من الالتفاف حول السؤال والهروب من الجواب المطلوب.

ان اسلوب التحاور عند البعض يفتقر الى الثقافة الاعلامية والى نوع من الحضور الشخصي، وهناك عدد من المحاورين السياسيين المخضرمين في هذا المجال ولكن هناك البعض الآخر لا يحترمون الضيف ويتكبرون عليه عندما يستضيف المحاور ضيفين او اكثر يجب ان يكون هناك حد ادنى من الاخلاقية المهنية ولا يجوز لهؤلاء الضيوف ان يشتموا بعضهم وان يتصارعوا مثل الديوك وهذا يعتمد على قدرة المحاور في ضبط الحلقة وعليه ايضاً الانتباه الى اختيار ضيوفه، ولكل ضيف الحق ان يعطي رأيه لكن ضمن حدود الادب وباحترام وتهذيب ويبقى المشاهد هو الحكم.

في الماضي لم يكن هناك مؤسسات اعلامية متطورة ولم يكن هناك التقنيات الحديثة كما اليوم حيث كنا ننتظر يومين ليصل الينا الخبر عبر وكالات الانباء العالمية، المصوّرة، وكان اعتمادنا على الجهد البشري وعلى السرعة فكان المذيع والمحرر شخصاً واحداً، عكس يومنا هذا حيث اصبح عمل المحرر منفصلاً عن عمل المذيع الذي ليس من المطلوب منه اكثر من طلة متميزة ونطق سليم.

واني انصح كل مذيع مهما علا شأنه بعدم الغرور وان يعتبر نفسه انه لا يزال على مقاعد الدراسة وكلما تواضع ارتقى في مهنته، واخيراً يبقى الجمهور هو الحكم.

كميل منسى :” الصحافي مواطن والإعلام مرآة”

المذيعون والمذيعات يفتقرون للبساطة اذ انهم لا يظهرون على الشاشة الا بكامل اناقتهم عكس مذيعات اوروبا، وقد ألغت معظم المحطات التلفزيونية دور مذيعة الوصل. اما بالنسبة الى مذيعي الاخبار فالمفترض ان يكونوا على طبيعتهم كي يشعر المشاهد ان المذيع يتكلم معه فقط وليس مع الكل فهذه احدى ميزات المذيع الناجح.

اما مشكلة البرامج السياسية، فهي مثل الحروب التي لا نعرف لها نهاية، فهم يأتون بوجوه جديدة نوعاً ما، والخطأ الذي تقع فيه جميع المحطات هو استضافة نفس الشخصيات سواء انتمت الى ٨ آذار او ١٤ آذار، فيكون نفس الحوار ونفس المضمون ولكن باستخدام تعابير مختلفة، دون اعطاء الفرصة للوجوه الجديدة الشابة للظهور لاثبات نفسها وابداء رأيها بما يجري.

انا مع الجيل الجديد من الاعلاميين لكن بشرط ان يتلقوا التدريب اللازم حتى يصبحوا جاهزين ومؤهّلين ليأخذوا فرصتهم ويثبتوا نفسهم في الساحة الاعلامية، حيث انه من المهم جداً على مقدم البرامج ان تكون تعابير وجهه متلائمة مع طبيعية الحدث، اذ لا يمكنه نقل خبر اغتيال وهو يبتسم.
ان محطات التلفزة المحلية، تحتاج الى جهد كبير وعمل دؤوب كي تتماشى مع المحطات الاجنبية، خاصة اننا خارجون من حرب طويلة انتهت عسكرياً لكنها مستمرة بوجه آخر هو الاخطر.
ان على مقدح البرامج السياسية، ان يحترم مشاعر المشاهدين بمنع ضيوفه من استعمال الكلمات النابية وشتم بعضهم البعض وذلك بإدارة دفة الحوار والسيطرة على الوضع بشكل جيد.
الناس يريدون الاعلام اداة تجميل لانه مرآة للواقع، فالتغيير يجب ان نبدأ به بأنفسنا لنحسن من وضع البلاد، فلا يجوز ان يضخم الخبر على حساب الوطن وذلك لتحقيق غايات شخصية، فالاعلام لن يتحسن ما لم تتحسن الحياة السياسية.


ريما نجم :” دور الفاتورة السياسية في الاعلام”

انا لا ارى الاعلاميين سيئين، وكل مرحلة لها عصرها الذهبي فهذه المرحلة تشبه التي قبلها، فهناك الجيد والمتوسط والدخيل، انا اشجع الجيل الجديد من الاعلاميين، ويجب إعطاؤهم فرص العمل لتثبيت قدراتهم، لكن وللاسف لان الفاتورة السياسية هي التي تلعب الدور الاكبر في الاعلام، فاذا كان الاعلامي منتسباً الى حزب سياسي فهو باق في عمله حتى لو رفضه الجمهور ولو كان دخيلاً على المهنة.
هناك ٩٠٪ من الاعلاميين محسوبون على الفاتورة السياسية مع احترامي للجميع، وهناك اعلاميون يتمتعون بالمهارة والخبرة لكنهم باقون في مكانهم دون اي ترقية تذكر لأنهم ليسوا ضمن هذه الفاتورة السياسية، احياناً نرى صاحب موهبة او متطفلاً يصل الى الشهرة بين ليلة وضحاها من خلال التكنولوجيا ولكن الصعود بهذه السرعة يتطلب المحافظة على الاستمرارية.
اصبح الاعلام يؤثر على المجتمع بشكل كبير، فهو الرئة التي تتنفس بها الشعوب كما انه يغير مذاقات المجتمع، فأنا مثلاً عندما دخلت الى الاعلام واجهت خطوطاً حمراء اكثر من اليوم اذ كنت اخضع للتدريب قبل الظهور امام الكاميرا، ودخلت بجرأة في مجال الاعلام من خلال برائتي حتى اعتبروني حالة خاصة تستحق جائزة الاعلام العربي في مصر.

اما اليوم فيجب على المؤسسات الاعلامية ان تحافظ على الاعلاميين الجدد اصحاب الكفاءة وتطعمهم بزملاء لهم مخضرمين في هذا المجال امثال جورج غانم، كميل منسى سعاد القاروط، وفاء العود وماغي فرح، الخ…، يجب ان يكون هناك توازن وتناغم في المؤسسات الاعلامية فيما بين الزملاء، برنامج كلام نواعم على سبيل المثال حيث هناك ترتيب وتناغم بين الجيل القديم والجيل الجديد.
“اتركوا الناس تعيش لأننا كلنا سوف نغادر الدنيا وحالة الدنيا تبقى كما هي”

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com