وسط حضور خجول من نجوم الدراما… سوريا ودّعت المنتج أديب خير
على أعتاب بوابات دمشق السبع، كان أديب خير (1965ــ 2013) يعلّق أحلامه من دون أن يكف عن العمل. لكن القدر اختار أن تكون رحلته قصيرة، فأسدل عليها الستار أول من أمس إثر ذبحة قلبية لم يتمكن أطباء في احد مستشفيات بيروت من تشخيصها بالنحو الصحيح! هكذا ووري في ثرى «مقبرة الدحداح» في دمشق أمس ضمن جنازة حضرها عدد قليل من نجوم الدراما، منهم عثمان جحا، والليث حجو، ونضال سيجري والمثنى صبح. ترك أديب خير (الصورة) بصمته في ميدان الإنتاج التلفزيوني، ويعود إليه الفضل في تنشيط الدوبلاج في سوريا عندما تعاون مع لورا أبو أسعد لينجزا أعمالاً تركية جماهيرية كـ«سنوات الضياع» و«نور».
بدأ مسيرته في الإنتاج في أواخر التسعينيات عندما أسس «تجمّع سامة الفني» ومسرحاً خاصاً في مدينة معرض دمشق الدولي القديمة. لكن بسبب صعوبة استمرار العمل المسرحي، كان لا بد من بوابة ربحية. هكذا، أطلق «شركة سامة» مع جمال سليمان والموسيقي طاهر ماملي لتقدم مجموعة مسلسلات مهمة كـ«فنجان الدم» و«ندى الأيام» و«أهل الغرام»، ثم انفصل عن شريكيه واستفرد بملكية «سامة» لينجز عملاً ذاع صيته وحصد نجاحاً باهراً هو «ضيعة ضايعة»، وقد أتبعه بجزء ثانٍ فاز بـ«جائزة أدونيا»، وأنتج أخيراً مسلسل «روبي». وأخيراً، قرر توسيع دائرة عمله لتكون هناك بدائل إن ساءت الأمور أكثر في الشام. هكذا، أسس استوديوات دوبلاج في بيروت، وكان على وشك البدء بتصوير عمل سوري جديد هناك، لكنّ الموت كان أسرع. من جانب آخر، عرف خير كيف يسوّق إنتاجه جيداً، ولا سيما أنه من ألمع المنتجين المنفذين لـ mbc. وفور انتشار خبر رحيله، حوّل نجوم الدراما السورية صفحاتهم على فايسبوك إلى مساحة للنعوات على رأسهم «شيخ المخرجين السوريين» هيثم حقي الذي كتب نصاً طويلاً جاء فيه: «لم يحتمل قلبه كل هذا البعد عن الشام. في زمن الموت هذا، كم يعزّ عليّ أن لا أكون في وداعك!». كذلك كتبت تعليقات على صفحات المخرجين عامر فهد وسيف الدين السبيعي وجمال سليمان وأمل عرفة فيما قال صديقه عثمان جحا أثناء التشييع لـ «الأخبار»: «لقد أضاف رحيله إلى الحزن السوري حزناً جديداً». يبدأ العام الجديد من حيث انتهى العام المنصرم ليضيف إلى قائمة خسارات الفن في سوريا أحد أهم منتجي الدراما، ويبقى السؤال عن مصير شركته ومشاريعها المعلقة!
نقلاً عن جريدة الاخبار اللبنانية كتب المقال الزميل وسام كنعان من دمشق.