تغطية خاصة بالصور- نقولا سعادة نخلة خلال مؤتمر اطلاق (ضد القتل): دفعتُ المال مقابل مشاهد افتراس الحيوانات لبعضها ومجاناً حصلت على مشاهد تقاتل البشر

نظّم مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت مؤتمراً صحفياً برعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليّون وحضوره وبالتعاون مع الفنان اللبناني نقولا سعادة نخلة بمناسبة اطلاق أغنيته الجديدة تحت عنوان “ضد القتل” وذلك نهار الجمعة في مبنى مكتب الاونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية وبحضور مميز لأهل الصحافة والاعلام والفن والمجتمع نذكر منهم الفنانة باسكال صقر، الموسيقي ميشال فاضل، والاعلامية ريما كركي والممثلة غريتا عون وغيرهم.

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم كانت كلمة مدير عام مركز الأمم المتحدة للاعلام في بيروت السيد بهاء قوصي الذي تمنّى بدايةً أن يحمل هذا العام الجديد السلام والاستقرار خاصّةً لمنطقة العالم العربي وأشار الى العالم كله يحتفل كل عام باليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر فهذا اليوم أرادت له الأمم المتحدة أن يكون يوماً لوقف اطلاق النار ونبذ العنف في كل أنحاء العالم.

وأضاف أنه من ضمن النشاطات التي قام بها مركز الامم المتحدة للاعلام في بيروت لتسليط الضوء على هذا اليوم الدولي، تعاون المركز مع الملحن والفنان نقولا سعادة نخلة من خلال أغنية “ضد القتل” الذي قام بتأليفها وتلحينها. هذه الاغنية التي تمّ تصويرها على طريقة الفيديوكليب والتي تركز على الحق الاساسي للانسان في العيش بسلام دون التعرض للعنف والقتل. وأضاف السيد بهاء أن كل الاديان والمعتقدات على اختلافها تحرّم القتل وتنهي عنه ولفت أيضاً الى أن الامم المتحدة تتصدّر الصفوف في مكافحة وادانة كل أعمال القتل غير المشروعة بما أنها قامت أساساً من أجل السلم والامن. وقد استشهد ببضعة مقتطفات من دراسة للامم المتحدة عن عام 2011 لاظهار أبرز الانجازات التي حققتها.
وأوضح ايضاً أنه بالنسبة للامم المتحدة هناك فرق بين حوادث القتل والوفيات التي تحدث في الحروب والصراعات المسلحة. وأيضاً هناك فرق بين الدول التي تمارس العدوان وتستخدم القوة في العلاقات الدولية وبين الدول التي تضطر للدفاع عن نفسها بسبب تعرضها للهجوم من قبل الدول الاخرى.

وخلال هذه المناسبة توجه السيد بهاء بالشكر الى رعاة العمل وادارة الجامعة الاميركية في بيروت على مشاركتها في هذا العمل من خلال جوقتها الموسيقية وتأمين المواقع المناسبة للتصوير.

وفي الختام خصّ بالشكر معالي وزير الثقافة المهندس غابي ليون على رعايته لهذا الحفل ودعمه للقضية الانسانية من خلال حضوره الشخصي.

ومن ثمّ ألقى الفنان نقولا سعادة نخلة كلمته الخاصّة بمناسبة اطلاق أغنيته الجديدة “ضد القتل” حيث اعتبر أن العقل هو الذي يميّز البشر عن باقي المخلوقات وعن الحيوانات،فللعقل وجهان للاستعمال: وجه للخير واخر للشر. وأشار الى الدور المهمّ الذي تقوم به الامم المتحدة لخدمة واحترام وحماية الانسان في العالم، بالاضافة الى العديد من الاشخاص والجهات الذين يعملون بجديّة وتواصل لخدمة الانسان والانسانية.

ولفت نقولا الى أن هناك مشاكل كثيرة يجب الاهتمام بها وقد اختار منها المشكلة الاكبر والاهم بنظره لانه منذ بداية البشرية وحسب تجربته الخاصّة في بلده لبنان والتي يعتبرها تجربة مريرة ويجب أن تكون مفيدة وهي موضوع “القتل”. وبرأيه أن القتل وانهاء حياة الاخرين لأيّ سبب من الاسباب ليس هو الحلّ لأن القتل هو صفة غرائزية ضرورية وحاجة يومية حيوانية بامتياز. وأضاف أن الحيوان يقتل فريسته لسبب واحد فقط وهو ليأكلها أما نحن فلماذا نقتل؟ هناك العديد من الاسباب التي أقنع بعض البشر أنفسهم بها ليشرّعوا فعلتهم وهو شخصيا لم يقتنع بأيّ منها قائلاً: “بكل بساطة لانني لست حيواناً” لذا هو موجود اليوم في مركز الامم المتحدة انطلاقاً من ايمانه بجهوده في خدمة الانسان واحلال السلام. كما توجه نقولا الى الاعلاميين ليطلق عبرهم ومعهم صرخة انسانية معتبراً أن الاعلام له الدور الاكبر في الاضاءة والتصحيح من أجل تصويب الفكر البشري الى السلم والامن بعيداً عن الحقد والتحريض والقتل.

و شدد نقولا على أنه لا داعي للقتل والعنف لا من أجل الحرية ولا من أجل الديمقراطية ولا من أجل السلطة والمال ولا بسبب الفقر والحقد والظلم ولا حتى باسم الله لأن الله هو المحبة وهو من كرمنا بالانسانية.

أوضح الفنان نقولا أنه ضدّ القتل من حيث الفعل وردّات الفعل معتبراً أن القتل ليس الحلّ لمشاكلنا. وأشار الى أنه خلال أغنيته يقوم بلفت نظر المواطنين الى مشكلة القتل خاصّة أنه شخص لبناني عانى من تجارب الحروب. وأضاف أنه حريص على أن يكون هذا اليوم بداية لمرحلة جديدة لايجاد الحلّ لما نعاني منه. وذكر أن أسباب القتل عديدة معتبراً أن الاعلاميين هم مسؤولون عن التحريض ان نقلوا ما قاله المحرضون من اهل السياسة. كما تمنى على الاشخاص التي تستعمل عقلها بطريقة ايجابية أن تعدي هؤلاء الذين يستخدون أدمغته باتجاهات سلبية.

وأشار نقولا الى أن هذا المشروع قد يكون بداية لاعمال عديدة من هذا النوع معتبراً أن الاعمال الانسانية صعبة وتتطلب مجهوداً كبيراً، وأضاف أنه من الملفت أن القتل مرتبط في العديد من الاحيان بالرجال لذا تحدث عن قضيتة الأخرى وهي المرأة لانه يعتبر أن عاطفة المرأة هي بداية للسلام. وذكر أنه دفع مبالغ مهمة ليستطيع استعمال مشاهد الحيوانات التي تأكل بعضها في الكليب ولكن من المؤسف أن مشاهد الانسان القاتل كانت كثيرة ومجانية.

وأخيرا شكر نقولا كل القيميين على هذا العمل بدءً من الموزع ميشال فاضل، طوني حداد، كارن أسود وهانية عون مروراً بمركز الامم المتحدة للاعلام ورأسه الاستاذ بهاء قوصي وصولاً الى الجامعة الاميركية نظراً للتسهيلات التي أمنتها لهم كما شكر الوسائل الاعلامية متمنيا عليها تسليط الضوء على هذه المشكلة والتركيز عليها.

ومن جهته شكر معالي وزير الثقافة المهندس غابي ليون المركز الاعلامي للامم المتحدة والفنان نقولا سعادة نخلة وأيضاً المكتب الاقليمي للاونسكو واعتبر أن هذا العمل الفنّي الهادف هو عمل ثقافي هادف وما أجمل أن تكون الثقافة هادفة من أجل حق أساسي من حقوق الانسان وهو الحق بحياة آمنة. وأضاف أنه يجب علينا جميعاً العمل من أجل ثقافة السلام مشيراً الى أنه من خلال هذا العمل السامي نسعى لترسيخ ثقافة السلام في ذاتنا، وأضاف أن الامم المتحدة قامت على فكرة الحق بالحياة الكريمة والاهتمام بحقوق الانسان والعدالة وحلّ النزاعات بالطرق السلمية وذكر أن لبنان هو عضو مؤسس في المنظمة وقد أخذ بهذه الفكرة منذ بداياتها وعمل من خلال المنظمة على شرعة حقوق الانسان وكان له الدور الرائد في هذا المجال، كما أنه بلد لديه حقوق مغتصبة وقد اعتدي عليه ولا يزال تحت الخطر. وشدّد على أن السلام لا يكون أساسه قوياً الا اذا بني على العدالة لافتاً الى أننا نعيش في مجتمعات عربية حيث القتل لا يزال وسيلة أو حاجة لذا العدالة هي عمل يقوم به المجتمع وليس الخاصة عسى أن نصل الى يوم نعي أن القتل ليس بعقاب.

وأشار معاليه الى أنه يجب أن يدان فعل القتل واعتبر أن المجرم هو انسان علينا احترام حقوقه ولكن من الضروري معالجته وعقابه وتوجيهه نحو الطريق السليم وأوضح أن العقاب هو حق من حقوق الانسان مضيفاً أنه لا يبرّر نزع الحياة للمحافظة على حياة ثانية وأضاف أن مبادئ ومرتكزات الامم المتحدة سليمة ولكن التطبيق يتمّ بطريقة خاطئة من قبل دول لديها مصالح خاصّة.

وفور انتهاء كلمة وزير الثقافة تمّ عرض الكليب المنتظر لأغنية “ضد القتل” للفنان نقولا سعادة نخلة.

وفي حديث خاص لموقع “بصراحة”، اعتبر الفنان نقولا سعادة نخلة أن الموضوع الذي طرحه في أغنيته هو حاجة انسانية للجميع وشدد على أهمية العقل الذي أنعم الله على الانسان به واعتبر أن القتل صفة حيوانية بامتياز ولكن ما يميزنا عن الحيوان أننا بوسعنا أن نتواصل مع بعضنا لايجاد الحلول المناسبة للعديد من الامور وشدد نقولا على هدفه بتسليط الضوء بمساعدة وسائل الاعلام على المشكلة للفت نظر الناس أكثر الى ضرورة وقف القتل.

واعتبر نقولا أن واقع الاغنية اللبنانية اليوم بأحسن حالاتها لاننا نعيش عصر الاغنية اللبنانية في ظلّ وجود انتاجات مهمة بالاضافة الى ان الجمهور يستمع اليها وأننا ما زلنا قادرين على تقديم المزيد من الاعمال الفنية وخاصة ان هناك ظهور للعديد من الفنانيين والمبدعين الجدد. واعتبر أن الناس بدأوا يهتمون بالاصوات الجميلة أكثر من اهتمامهم بصورة الفنان. وأخيراً كشف نقولا لنا عن ألبومه الجديد مشيراً الى أنه من الممكن أن يصدر أغنية منه بمناسبة عيد الحب.

وصرّح معالي الوزير السيد غابي ليون لبصراحة أن الفن يستطيع أن يؤثر على المجتمع بشكل كبير جدا وهذا ما يسمى بالفن الهادف، والفن هو جزء من الثقافة وهذه الاخيرة ممكن أن تكون بمنحى تعزيز القيم الاجتماعية. وأضاف أن من أبرز هذه القيم هي حالات الوعي وادراك الناس الى امكانية حل صراعات فردية وشخصية وحتى صراعات كبرى بالطرق السلمية. ولفت الى أن الفن ممكن أن يهذّب النفس حيث بيدأ بالفرد ليعمم على المجتمع بكامله وأيضاً بامكانه أن يؤدي الى نشر الوعي والقيم الانسانية معتبراً أن الموسيقى بحد ذاتها هي رسالة سلام لانها تريح النفس.

ورأت الفنانة باسكال صقر التي حضرت المؤتمر أن الفنان نقولا سعادة نخلة قد عودنا على تقديم أعمال راقية جداً وأضافت أن الموضوع الذي تطرق اليه اليوم هو موضوع مهم خاصّة في ظلّ تزايد الحروب التي تهدّد حياة البشرية مضيفةً أن هذا النوع من الاغاني يوعي الناس للتواصل مع بعضهم من خلال الحوار بعيداً عن القتل والعنف. واعتبرت باسكال أن الفن يؤثر على الناس أكثر من الخطابات السياسية.

وبدورها عبّرت الشاعرة سهام الشعشاع عن سعادتها بموقف نقولا الفني اليوم معتبرة أن السياسيين احتلوا كل الساحات لتسجيل مواقفهم ولفتت الى أنه شيء عظيم أن يقف فنان بمواجهة الجميع ليقول لهم كفى قتلاً وكفى عنفاً. وأضافت أن الشعب بحاجة في هذه الايام ليرفض كل ما يهين انسانيته. واعتبرت أن الفنان نقولا قد سلّط الضوء على المشكلة فبالتالي ليس بالضرورة أن يكون الحلّ بيده موضحةً أن الفن ليس مرآة لينقل الواقع انما هو يعيد خلق الواقع.

لا شك في ان خطوة الفنان نقولا سعادة نخلة خطوة ريادية وخطوة انسانية هادفة وهو اختار ان يكون لفنّه رسالة ، رسالة يدعو من خلالها الى السلام والمحبة بعيداً عن شبح القتل والموت ومشكور نقولا على هذه المبادرة القية في ظل المشهد القاتم في لبنان والمنطقة حيث يخيّم شبح الموت على كل شيء ومشكور نقولا لأنه وثق باهل الصحافة والاعلام واعتبر انهم شركاؤه في هذه القضية السلمية.

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com