رأي خاص- هل أصبحنا اعلاماً بلا ذاكرة؟ ومن نلوم اليوم، بيار رباط أو سعيد الماروق؟

لا شك في ان من شاهد المقابلة مع المخرج اللبناني سعيد الماروق التي اجراها الزميل بيار رباط لصالح برنامج “من الآخر” مساء الاربعاء الماضي،لاحظ ان هناك حلقة مفقودة في الحوار، فبيار الذي استضاف سعيد للحديث عن فيديوكليب أغنية “شكلك” للفنانة مايا دياب قدّمه للمشاهدين على انه واحداً من اهمّ مخرجي لبنان والوطن العربي، ذاكراً انجازاته واعماله ونجاحاته ومستذكراً بعض النجوم الذين تعامل معهم خلال مسيرته الاخراجية، ووقع سهواً اسم البوب ستار رامي عياش حيث تمّ ذكر معظم الاسماء التي تعامل معها الماروق دون التوقف عند بداياته في عالم اخراج الفيديوكليب في لبنان، وتحديداً عند تجاربه الاولى مع البوب ستار رامي عياش الذي اعطاه فرصة تعريف جمهوره اللبناني والعربي العريض عليه وعرّف الاعلام والصحافة على هذا المخرج الموهوب جداً، فتحوّل سعيد الماروق في وقت قياسي الى حديث كل الوطن العربي، لاننا نعلم ان رامي لا يبخل في تعريف جمهوره واهل الاعلام على مواهب جديدة يتبناها ويؤمن بها إن في الاخراج او في التلحين او في الشعر وكان آخرها المخرجة اللامعة آنجي جمال التي آمن بها رامي فشرّع لها الابواب.

ولُمت بداية بيار رباط على سوء اعداد هذه الحلقة، فلا يجوز ان تسقط معلومة اساسية في سياق التعريف عن الماروق حتى لو كان موضوع الحلقة فيديوكليب مايا دياب لاننا كإعلام لا يجب ان نكون بلا ذاكرة، بل يجب ان نكون مرجعاً ومرجعية للجمهور، نجتهد ونشقى لنقدّم له المعلومة الصحيحة والدقيقة، فلا نستخف بالمشاهد او نستهتر بدورنا الاعلامي “فنسلق إعداد برامجنا سلقاً”، علينا ان نعي ان اي معلومة نقدّمها على الهواء حتى لو كانت في برامج فنية او ترفيهية هي اساسية سيحفظها التاريخ وستتحول “ارشيفاً” لاجيال كاملة في المستقبل لذا نعتبر ان كل مقدّم برنامج مسؤول عن كل ما يصدر عنه وكل ما يتفوّه به على الهواء، فلا يعتمد بيار ولا سواه من الاعلاميين على فرق الاعداد الخاصة ببرامجهم “عالعميانة” فهي وان كانت تقوم بعملها بإحتراف الا ان الخطأ وارد خاصة وان المعلومات المتوفرة على الانترنت ليست دائماً دقيقة وصحيحة ،لذا على القيمين على كل البرامج -خاصة الناجحة منها على مستوى برنامج “من الآخر” الانجح اليوم على شاشاتنا اللبنانية شكلاً ومضموناً- ان يحرصوا على ان يكون بينهم أهل الاختصاص من كبار الاعلاميين او الصحافيين اوالمثقفين، لان خبرة ومعلومات هؤلاء لا تقدّر بثمن وهم إضافة لهذا النوع من البرامج، فنطمئن من خلالهم على مستقبل وصحّة ذاكرة الاجيال القادمة.

انطلاقاً من هنا، لم يقنعني بيار بتبريراته ابداً حين قال ان اسم رامي سقط سهواً وان سيرة الماروق ليست موضوع الحلقة وانه لا يمكن ذكر كل الاسماء التي تعامل معها سعيد في دقائق، فكان عذره اقبح من ذنب! فكيف يؤتى على ذكر اسماء فنانين تعامل معهم الماروق ربما لمرة واحدة يتيمة ويسقط اسم رامي الذي كان سبباً مباشراً في انطلاقة الماروق في عالم الفيديوكليب في لبنان والذي كرّر التعاون معه في خمس اعمال مصوّرة متتالية، ليتبين لي لاحقاً ان حتى بيار لا علم له بما اعدّه فريق الاعداد، لأن الاخير أي فريق الاعداد استقى كل معلوماته من الموقع الرسمي لسعيد الماروق الذي لم يأتِ على ذكر بداياته مع رامي بل ذكره كباقي النجوم وربما كان اكثر وفاءاً لهؤلاء كونه ذكر اسماءهم حتى قبل اسم رامي.

ونحن نستهجن اصلاً قلّة الوفاء هذه مع العلم ان موقع الماروق الرسمي أُطلق منذ اكثر من اربع سنوات اي قبل ان يتوقّف التعاون بين الرجلين ، لذا لا مجال للاعتقاد ان الماروق تجاهل رامي بسبب عتبه عليه كونه لم يكّررالتعاون معه بل تبنّى موهبة اخراجية جديدة هي آنجي الجمال وأطلقها كما أطلقه وشرّع لها الابواب كما فعل معه، مع فارق كبير ان آنجي الجمال كانت اكثر عرفاناً بالجميل ولا توفّر مناسبة الا وتتوجه بالشكر الى رامي وتعترف بفضله عليها وعلى مسيرتها الفنية، ولسنا اليوم بصدد محاسبة الماروق على عدم وفائه  فهذا امر يعنيه وحده، الا اننا كتبنا كل ذلك اليوم لان الموضوع استفزنا خاصة واننا نملك ذاكرة “خطيرة” لا تمرّر الوقائع المزوّرة في زمن اصبح فيه الوفاء مفقوداً بين أهل الفنّ وناكرو الجميل موجودون وبكثرة فكان لا بدّ من معاتبة معدّي البرنامج ومقدّمه، فمن يغضّ الطرف عن معلومة صغيرة أساسية قد يتجاهل فيما بعد معلومة اكبر وأهمّ بكثير .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com