الفنان الكبير دريد لحّام: أتمنى لو أن العرب لم يستفيقوا من النوم… وهذا موقفه من الفنانة أصالة
أطلّ الفنان الكبير دريد لحّام بإتصالٍ مباشر معه من دمشق، وتحدّث بحرقة قلب عن الوضع في سوريا وعن الأعياد القادمة على البلد المنكوب وذلك ضمن برنامج “تويتر سكوب” خاص عيد الميلاد والذي تقّدمه الإذاعية مادلين زيتوني.
إستهلت مادلين اللقاء بسؤالها عما إذا كان ما يحصل في سوريا الأن يذكّره بصديقه الكاتب الكبير “محمد الماغوط” االذي ومن خلال الأعمال التي كتبها (غربة- كاسك يا وطن-…) قد تنبّأ بالمستقبل، فأجاب لحّام بأن الماغوط لم يمت بل هو على قيد الحياة في كل الأعمال التي قدّمها، فمن ينظر إلى اللحظة يستطيع أن يتوقّع الغد.
وصرّح الفنان دريد لحّام بأنه لا يوجد مسيحيين ومسلميين في سوريا، بل سوريون أولاً. فسوريا كانت سبّاقة بإلغاء المذهب عن بطاقات الهوية.
وعما إذا كان المسيحيون في سوريا في خطر الزوال اعتبر لحّام بأن الجميع في سوريا في خطر الزوال فهناك حفلة جنون ستؤذي المسيحيين والمسلميين معاً.
أما عند سؤاله عن إيجابية إستفاقة العرب من نومهم من خلال الربيع العربي، عبّر لحام بكل صراحة عن أسفه لذلك وتمنى لو أن العرب لم يستفيقوا من النوم انما وبدلاً عن ذلك إستفاق فيهم العقل.
ولو أن الشيطان، حسب تعبيير لحّام، يستطيع أن ينهي نزيف الدم في سوريا، سيطلب منه أن يتدخل.
هذا وحمّل دريد لحّام مسؤولية ما يحصل في سوريا إلى قوى داخلية وخارجية، عربية وعالمية من مصلحتها إستمرار القتل في البلاد.
وما إذا كان يتخوّف من حكم الأخوان وسيطرتهم على الفن كما حصل في الحالة المصرية، قال لحّام أنه يخاف من الإنغلاق الفكري مهما كان مصدره، فهو لا مشكلة لديه مع الإسلاميين.
من بعدها رفض لحّام تشبيه سوريا بلبنان عام 1975، لأن لبنان حينها كان عبارة عن مناطق متصارعة (شرقية وغربية)، حينها قاطعته مادلين زيتوني وقالت له بأن الكلام يدور الأن عن تأسيس منطقة علوية في الساحل السوري، وهذا ما يجعل سوريا صورة مشابهة للبنان في السبعينات والثمانينات، فرفض لحّام الإجابة عن هذه الفرضية.
أما عن الفنانة أصالة فقد أعلن لحّام بأنها صديقته منذ الطفولة وبأنه يحترم رأيها ولا يعاديها عليه. ويطلب من الآخرين أن لا يعادوه هو أيضاً على رأيه فهذه هي الديمقراطية بحدّ ذاتها بعيداً عن المبدأ الأمريكي “كل من ليس معنا فهو ضدنا”.
وبكثيرٍ من الأسى قال أنه لم يكن يتوقّع يوماً أن يحصل هذا في سوريا، لأنه كان يعتبر أن ثقافة ومحبة الناس أكبر من ذلك.
وفي نهاية الحوار عيّد الفنان دريد لحّام جميع المسيحيين بقرب ولادة الطفل يسوع المسيح وتمنى أن يكون العيد نهاية لوجع الحزانى والفقراء والمقهورين.