رأي خاص- برنامج (ذا فويس) دفع بالامس ثمن عنصرية صابر الرباعي، شيرين وقعت من فرحتها واروى جودة النقطة الاضعف
“ذا فويس” برنامج عالمي حصد شهرة واسعة في كل البلاد التي أُنتج فيها ولكن هذا النوع من البرامج لا يصلح في الوطن العربي المطروح والمقسوم ، لا يصلح لشعوب عربية متعصّبة ومتطرفة ومنحازة كلّ لبلده ومبدعيه ونجومه وكل ما يكتب من شعارات عن القومية العربية والوحدة والتضامن ليست الا شعارات زائفة وخبيثة سقطت بالامس امام امتحان شبابنا العربي في برنامج للهواة.
باختصار، برامج الهواة، “ذا فويس” وغيره لا تصلح لأن تجمع مواهب من جميع الدول العربية لانها في الواقع تفّرقهم وللأسف تخلق شرخاً كبيراً بينهم . هذا البرنامج عُرض في عدد من الدول وكان اعضاء لجنة التحكيم من الدولة نفسها والجمهور الذي يصوّت لهؤلاء هو من البلد نفسه والمخرج والمنتج والفرقة الموسيقية ومقدّم البرنامج ومدير المسرح وحتى البواب وعاملة الهاتف كلهم من البلد نفسه، لذا عندما يختار المدربون فائزاَ فهو منهم ولهم ،يختارونه بحرية بعيداً عن أي ضغوط نفسية .
اما “ذا فويس” بنسخته العربية فتبيّن انه كارثة حقيقية يقسّم ولا يجمع ، فماذا تتوقّعون من برنامج يجمع اللبناني بالمصري بالتونسي بالخليجي ومن سيحكم عليهم هي لجنة مؤلفة من لبناني ومصري وتونسي وخليجي!!! “ما بتظبط”…. ولا بأي شكل من الاشكال لاننا لم نشفى في الوطن العربي بعد من مرض التعصّب الذي يفتك بنا ، حتى الجيل الجديد لم يستطع ان يتخلّص من براثن هذا الوحش الذي نسميه “عنصرية” .
كنت أعوّل كثيراً على برنامج “ذا فويس” واعتقدت ان العروض المباشرة سترسّخ المصداقية التي لمسناها في حلقات تجارب الاداء مرحلة “الصوت وبس” فتبيّن ان المراحل التالية هي مراحل “الجنسية ” و”الاغراءات البصرية ” وخسر “ذا فويس” من حلقته الاولى المباشرة مصداقيته لدى الجميع وكان انحياز صابر الرباعي لدعم ابنة بلده “لمياء” واضحاً بالرغم من اعجابه الشديد بكريستيان ابو عنّي، فأين هي المنافسة الشريفة التي تعتمد على الصوت الاقوى في هذا البرنامج؟ وما يحزّ بالنفس أن لجنة التحكيم هم نخبة من نجوم الفنّ نالوا ثقة الجماهير العربية وحازوا على محبتها فكيف يرتضون أن يكونوا شهود زور؟
هناك مثل لبناني شائع يقول “منقلك تيس بتقلي حلبو” وهو دلالة على التشبّص بالرأي والعناد الاعمى بعيداً عن أي منطق وحكمة وعندما لمت انا صابر الرباعي بالامس على اختيار لمياء بدل كريستيان فقط لأنها تونسية ولأنه مُحرج تجاه اهل بلده اتّهمت بالعنصرية والتطرّف اللبناني فكيف نتعامل مع متخلّفين نتعاطى معهم بمنطق فيردّون بغباء تام ؟
يا اصدقائي، من تراه المتعصّب؟ انا -التي عتبت على صابر لانه لم يستطع تخطي تعصّبه لبلده في برنامج “فنّي” في حين كنت آمل ان نتخلّص من هذه العقدة التي ترافقنا في كل برامج الهواة- او صابر الذي وبرغم تحيّزه الفني لكريستيان اختار التونسية للحفاظ على ماء الوجه فشّرع ابواب التعصّب وفتح شهية باقي المدربين واصبح التعصب مشروعاً ومبرّراً من اليوم وصاعداً؟؟
هذا برنامج”أحلى صوت” وليس “ابن البلد” ويا ليتنا خطنا برنامج “ذا فويس” على مقاس وطننا العربي وشعبه المقسوم فاكتفى المدربون بسماع الاغنيات بصوت المشتركين دون التعرّف عليهم واكتشاف جنسيتهم ، فهذه “الجنسية” في وطننا العربي للاسف هي سبب كل الانقسامات وكل الصراعات والسبب المباشر وراء فشل معظم برامج الهواة التي تعتمد على تصويت كل بلد لابنائه بغض النظر عن الموهبة وأحقيّة ان يفوز بها أي مشترك آخر من بلد آخر .
ونلخّص ملاحظاتنا بالاسطر التالية:
– أضيفت “غرفة التواصل الاجتماعي” على هذه المرحلة من البرنامج التي تخوّل المشاهد الاطلاع على حالة المتبارين قبل وبعد ظهورهم على المسرح. وفي هذه المرحلة تمّ التركيز ليس فقط على الصّوت انما على الشكل والحضور أيضا.
– نادين ولسون نجيم قدّمت أفضل ما عندها وحزّ في قلبي كثيراً ان يكون دور ملكة جمال لبنان ثانوياً يقتصر على دقائق في الكواليس يقاطعها مقّدما الحفل حين يشاءان مع العلم انها بدت بالامس أفضل بألف مرّة من مقدمة البرنامج اروى جودة
– اما اروى جودة فكانت النقطة الاضعف في حلقة الامس وليس العيب في شكلها الخارجي لان الجمال ليس اولوية عندي انما هي تفتقد الى الكاريزما وسرعة البديهة والقبول لدى الجمهور وبالغت بالامس باختيار فستانها وأقراطها ولا تقولوا لي انها المرة الاولى والحلقة الاولى وغيره فبرنامج “ذا فويس” ليس حقل تجارب ابداً خاصة في عروضه المباشرة .
– والملفت ايضاً كان ديكور المسرح الضخم والاضاءة التي كانت تتغير بين ظهور كل مشترك وآخر وفقا لنوع وحالة الاغنية التي يؤديها. فنجح المخرج باسم كريستو في اظهار التناسق بين ابراز المشترك والاجواء التي تتميز بها أغنيته حيث استطاع التعبيرعن الأغاني القديمة بخلق جوّ خاصّ على المسرح يعود الى أيام الستينات ولم يكن النقل المباشر سهلاً على باسم في ظل كل هذه الفوضى ان على المسرح او في الكواليس.
– من شدة حماسها وفرحتها بفوز ابنة بلدها “آنجي أمين” تعثّرت شيرين ووقعت على المسرح والحمدالله انه لم يحدث ما هو أسوأ وعلى شيرين ان تتعقّل قليلاً ولا تبالغ في ردّات فعلها فقط لمراعاة مشاعر باقي المشتركين .
– فاجأتنا شيرين بالامس حين ذكرت المشتركين اللبنانيين بالخير مرتين وحاولت التأثير على صابر حين كان عليه الاختيار بين كريستيان ولمياء فذكّرته انه وقف لكريستيان الا ان فرحتنا بشيرين لم تكتمل حين انحازت بدورها للمشتركة المصرية فخاب أمل المشاهدين.
في النهاية لا يسعني الا ان اتأسّف على نهاية برنامج “ذا فويس” غير السعيدة ولو كانت مرحلة العروض المباشرة في بدايتها لان المكتوب في وطننا العربي يقرأ من عنوانه و”اذا مبلشين هيك” فماذا نتوقّع في الحلقات المقبلة ؟
قرار صابر الرباعي بالامس كان اكثر من انحياز لمشترك على حساب آخر، بل كان خيبة أمل كبيرة من برنامج تأملنا فيه خيراً وتمنينا لو انه يتخطى لمرة واحدة فقط حواجز العنصرية والتعصّب للبلد او الدين فاتانا الجواب express بالامس ونسف صابر الرباعي كل احتمال للشفاء من هذا المرض الخبيث والمزمن .
واخيراً اتوجّه الى القيمين على برنامج “ذا فويس” لأقول :” ان كنتم عاجزين عن جمع الوطن العربي على المحبة فلا تتمادوا في تفرقته ولا تسمحوا للمدربين ان يشوهوا الابداع الذي تناضلون من أجله”