رأي خاص- هل تحوّل برنامج (حديث البلد) الى نايت كلوب ؟ وماذا ردّ العملاق مارسيل خليفة على السؤال الفهلوي: هل تقصّ شعرك؟

حلّ الفنّان “مارسيل خليفة” ضيفا على برنامج “حديث البلد” الذي يعود بموسم جديد بعد عطلة صيفية طويلة وهو من تقديم الاعلامية المتألّقة دوماً “منى أبو حمزة”ليتحدّث عن رفضه للنظام الطائفي في لبنان،عن دعمه للثورات العربية وعن علاقته بالشاعر الراحل”محمود درويش”.

قبل ان نبدأ بعرض ما صرّح به خليفة لا بدّ من توجيه ملاحظة الى القيمين على برنامج “حديث البلد” وننصحهم بمحبّة الى الاسراع في اجراء بعض التعديلات على الديكور الجديد لأنه كما هو اليوم مع كل هذه الـ disco balls المعلّقة في السقف والتغيير المتكّرر في الاضاءة الصارخة في الاستوديو أصبح يشبه النادي الليلي او الـ nightclub وهذا ليس مناسباً فعلاً لبرنامج كحديث البلد كان ويجب ان يستمر مثالاً أعلى يحتذى به من قبل باقي البرامج على شاشات محلية وعربية ونحن مع ان يختار المخرج كل أسبوع لوناً معيناً للاضاءة ولكن تغييرها مع كل ضيف في الحلقة نفسها فنعتبر ذلك مبالغة منفّرة قد تجعل المشاهد لا يرتاح في متابعة الحلقة لان الديكور والاضاءة عامل جاذب أساسي لاي برنامج واي خلل فيهما قد يفقد البرنامج سرّ جاذبيته وكنا لنتقبل ذلك لو كان البرنامج بحت فنياً الا انه برنامجٌ اجتماعيٌ وثقافيٌ يجب ان يحافظ على هيبته وجديته. 

استُهلت المقابلة مع القدير مارسيل خليفة بعرض لأهمّ أغنياته العاطفية والاجتماعية و الوطنية التى حرّكت حماس الحضور خاصّة بعد الأوضاع الصّعبة التي مرّ بها لبنان فكان لا بدّ من تفاعل الجمهور معها بعفوية واندفاع. ومن ثمّ تمّ عرض لمقطع من حفل خليفة الذي أحياه هذا العام في قرطاج بحضور حوالي 15000 شخصا حيث أظهر الفيديو مارسيل يصغي بإمعان الى الحشود تغنّي “مرفوع الراية أمشي” وصفّق لها بحرارة عندما انتهت في مشهد مؤثّر بالفعل.

 وفي حديثه للاعلامية منى أبو حمزة صرّح الفنان “مارسيل خليفة” أنّ ليس لديه حقد على أحد انّما الظروف كانت قاسية معتبرا أنّ كلّ الشعب اللبناني خسر في الحرب وسيستمرّ في تقديم التضحيات في حال لم يسعى الى تغيير النظام الطائفي المهيْمن على لبنان، فمن المستحيل أنّ تقود الوطن ١٩ طائفة. وأضاف أن هذا النظام سيتسبّب بحرب جديدة كل فترة وفترة لذا يجب أن نوّفر على اولادنا ما قاسيناه نحن ونعلّمهم أهمية النظام اللاطائفي واستطرد خليفة قائلاً ” شو كان بيمنع ان يكون كمال جنبلاط رئيس جمهورية؟”

وبالنسبة لعلاقته بالشاعر “محمود درويش”، صرّح مارسيل أنه صديق عزيز عليه. وعن آخر مرة التقاه فيها فكانت حين اتصل به درويش قبل أن يغادر الى “هيوستن” ليخبره انه سيجري عملية جراحية صعبة وبعد وفاته أصدر له اسطوانتين بعنوان “سقوط القمر”، مدتها ساعتين شاركت بتنفيذها اوركسترا “كييف” وفرقة الميادين وغنّت فيها اميمة الخليل وزوجته يولا خليفة.

وأوضح مارسيل أن قصيدة درويش كانت دائما السبّاقة ويجب أن يؤمن الجميع بأن انتفاضة الشعب العربي كانت نابعة من ارادته وليس من رغبة الدول الخارجية. كما اعتبر أنّ الشعب هو صانع للثورة التي تحتاج الى وقت لتحقق أهدافها مؤكدا على رفضه للحركات الأصولية. وأضاف أنّ الانظمة قد قتلت شعوبها ولكن لا بدّ من انتصار هؤلاء الشباب الذين انتفضوا من خلال هذه الثورات.

أما بالنسبة لجولاته الفنية وسفره المستمر ،فعلّق خليفة مازحاً:” انا دائماً في الطائرة حتى انني احياناً انسى في اي بلد أنا” وعن موعد اصدار عمله الجديد “جسد” الذي شارك فيه حوالي 30 شاعراً والذي يضعه منذ سنوات في الدرج أجاب خليفة بثقة:” هلق وقتو اكتر شي بسبب الاصولية الصارخة ضد الحرية وحقوق المرأة ، فهو ربما يكون عملاً سياسياً بامتياز”.

واعتبر خليفة أن الثورة الفرنسية كانت من أهم ثورات العالم. أمّا فيما يتعلّق بلبنان فهو ولّد الكثير من الثورات لكن برأيه ان اهمها كانت التظاهرة التي نظّمت مؤخرا ضد الطائفية داعما استمراريتها لتصل الى هدفها. وعن الثورة التي يدعو اليها مباشرة على الهواء فتمنّى مارسيل النجاح لكل الثورات الممتدّة من المحيط الى الخليج والذي تمنّى عليها الا تنسى ان هناك دولة فلسطين محتلة من قبل العدو الظالم اسرائيل.

ولكن السؤال الذي كان صادماً للمشاهدين والذي اعتبروه هفوة كبيرة من قبل منى فسخروا منه على موقع التواصل”تويتر” فكان سؤالها للاستاذ مارسيل ان كان شعره قصيراً يوما ما وان كان حالياً يقّص شعره فأجاب مارسيل مازحا أن ليس لديه وقتا لقصّ شعره ولحيته.

الحلقة الاولى من الموسم الجديد لبرنامج “حديث البلد” لم تكن بمستوى التوقعات وعلى القيمين على البرنامج ان يعلموا ان مسؤوليتهم في كل موسم جديد كبيرة جداً . أولاً لأن الناس تمّل بسرعة من أي برنامج مهما كان قيّماً حين يفتقد لجديد مثير بالشكل او بالمضمون لذا عليهم ان يضاعفوا جهودهم من اجل تجنيب البرنامج الوقوع في فخّ التكرار وثانياً لأن الآخرين المنافسين يضاعفون العمل الجدّي على برامجهم لتنافس حديث البلد.

اذا البرنامج لا يستطيع ان يستمر كما بدأ والا سيقع في محظور الرتابة والملل وعلى فريق الاعداد وهو من المحترفين ان يبحث عن الاحاديث القيّمة والمثيرة والغريبة في البلد طبعاً مع المحافظة على مستوى الضيوف مع تشديدنا الكامل على هذا الامر. 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com