تغطية خاصة بالصور والصوت- زياد نجيم يُجلس ضيوفه خلف المتاريس في محامي الشيطان، ويصرّح: لا يحبونني في (ام تي في) وكأنني اسرائيلي ونعم سأتحمّل اتّهام الجنرال عون بقتل المسيحيين

عقد الاعلامي “زياد نجيم” صباح أمس الاربعاء مؤتمرا صحفيا في مطعم “فريدا” في منطقة الأشرفية بحضور المعدّ “جوزف قرداحي” للتعريف عن برنامجه الجديد “محامي الشيطان” الذي يتناول موضوع الحرب الأهلية، أسبابها والوقائع التي حصلت في تلك الفترة وتأثيرها على حياتنا اليوم.

بدأ المؤتمر في تمام الساعة الحادية عشر بكلمة الاعلامي زياد نجيم ليرحب بالحضور معتبرا أن هذا اللقاء هو جلسة صحفية وليس مؤتمرا ليعرّف المدعوين على فكرة برنامجه الجديد “محامي الشيطان”.

في هذا البرنامج، نحن لسنا مسيحيين ولا مسلمين ولا يهود ولا دروز. لسنا 14 اذار ولا 8 اذار، نحن لبنانيون نعطي الكلمة للجميع من دون أي استثناء

وقال زياد في كلمته: ” سُئلت من قبل العديد لماذا أحضّر اليوم لبرنامج موضوعه الحرب اللبنانية بعيدا عن البرامج الاجتماعية والبرامج الترفيهية… في بداية المشوار سنة 1986 قدّمت برنامجا للألعاب على شاشة ال LBC واكتشفت أن بامكاني تسلية الناس من خلال هذا النوع من البرامج ولكن البرامج الاجتماعية تفيد الناس كبرنامج “الشاطر يحكي” الذي كان اختبارا محترما لجنى ملاط وللـ LBC. كان السؤال اليوم لماذا بدأنا بتحضير برنامجا عن الحرب اللبنانية مع الأستاذ المعدّ “جوزيف قرداحي؟” أولا، بين سنة 1975 ومنتصف سنة 1980 لم يكن هناك وجود للفضائيات وبالتالي لم تتمكن الناس من مواكبة تفاصيل وقائع الحروب المتتالية على غرار مثلا حرب تموز 2006 التي كان بامكاننا متابعة احداثها مباشرة على الشاشة ولحظة بلحظة. هذا الامر لم يكن متوفرا في الماضي باستثناء فترة حرب الالغاء وحرب التحرير اذ تمكن تلفزيون لبنان وال LBC من تغطية الاحداث ونقلها مباشرة للمشاهدين. أيضا من الاسباب التي دفعتنا لتحضير هكذا برنامج اليوم تعود لندرة محاولات وصف وتوصيف الحرب. وعامة تكون الصحافة السياسية مأجورة أو مرتهنة لجهة معينة أو لاحدى دول الخارج كليبيا، سوريا، السعودية، أميركا وفرنسا… وهذه الصحافة تنقل أخبارا كاذبة أو تعطي الحق للرابح أن يكتب عن الحرب وللخاسر أن يقرأها فقط. وبالتالي ليس هناك احتراما للمشاهدين.

واليوم كل من عمرها “ربع ساعة” في التلفزيون وترتدي تنورة قصيرة تلقب نفسها باعلامية. هناك اشخاص لديهم وقاحة عندما يصفون نفسهم باعلاميين

ومن أهم الدوافع لتحضير هذا البرنامج، أن اللبنانيين لم يتعلموا بعد. وبرأيي المتواضع أنهم لن يتعلّموا ولكن ربما يوجد الامل اذا وجدت مساحة حوار.

“محامي الشيطان” هو محاولة متواضعة جدا، موضوعية، متحرّرة وحيادية. لهذا البرنامج وظيفة تخبرنا عن أسباب الحرب ووقائعها اضافة الى نتائجها.

في هذا البرنامج، نحن لسنا مسيحيين ولا مسلمين ولا يهود ولا دروز. لسنا 14 اذار ولا 8 اذار، نحن لبنانيون نعطي الكلمة للجميع من دون أي استثناء ومن هنا أدعو كل الاحزاب و الاطراف والتيارات اللبنانية والفلسطينية والسورية وعلى رأسها المناقضة لسياسة الرئيس العماد ميشال عون للمشاركة في هذا البرنامج.

ان التاريخ، خصوصا تاريخ الحرب موضوع تناقد وتباين ونزاع وهو لا يكتب بالتراضي، التوافق،المقايضة،التسويات والتنازلات. أطلب من الجميع المساعدة وأدعوهم للمشاركة ليساهموا في نجاح البرنامج. نحن نقدّمه لكم لان جميع اللبنانيين معنيين بأحداث لبنان والحرب. أدعوكم لنكتب التاريخ بأيدينا وبكل عقولنا وضمائرنا. ربما ننجح وربما نفشل في هذا الاختبار ولكن كل لبناني يستحق أن نخوض التجربة من أجله.”

وفي ختام كلمته، توجّه زياد بالشكر لمدير عام محطة OTV الاستاذ “روي هاشم” وأيضا مدير البرامج الاستاذ “باتريك باسيل” كذلك منسّقة الانتاج “دونا زعرور” وجميع الذين ساهموا في تحضير الديكور الرائع.

اذا أردنا اعادة برنامج “الشاطر يحكي” نحتاج الى ميزانية كبيرة.

من ثمّ فُتح باب الاسئلة للصحفيين، فبدأت الزميلة رئيسة التحرير”باتريسيا الهاشم” بسؤالها الاول متسائلة لمَ لم يحضر المؤتمر ممثلين عن محطة OTV ؟ فأجاب زياد بأنهم اعتبروا أنهم أطلقوا معه برنامج “تاريخ في رجل” في المرة الاولى وبالتالي ليس من الضروري حضورهم معه دائما، واثنى زياد على جهود الاستاذ هاشم الذي بذل مجهودا كبيراً وخصّص ميزانية كبيرة للانتاج.

وعن محاولة معظم المحطات التلفزيونية تقليد برنامج “الشاطر يحكي” الانجح على الاطلاق فيما يركّز زياد حالياً على البرامج التاريخية اكّد زياد انه هو من عرض فكرة برنامج تاريخي على تلفزيون ال OTV و تمّت الموافق عليه وليس العكس. مؤكّداً انه لن يستطيع اعادة تجربة برنامج “الشاطر يحكي” أولا نظرا لتغييرالمعطيات فهو بحاجة لفريق عمل كبير والميزانية لا تسمح بذلك. ثانيا في بدايته سنة 1995 على شاشة LBC الفضائية كان الناس لا يعرفون شيئاً عن الفضائيات. في الماضي لم يكن أحد يتابع الجزيرة لكنها اليوم من أهم المحطات الفضائية الى جانب العربية وغيرها من المحطات الاساسية. وفي الماضي كان هناك وجود أساسي للانظمة التوتاليتارية التي كانت ترعب الناس والتي سقطت اليوم وانشاء الله ستسقط باقي الانظمة ولكن على شرط ان يأتي من بعدها الأفضل اذا الظروف مختلفة اليوم.

وأضاف نجيم :”واليوم كل من عمرها “ربع ساعة” في التلفزيون وترتدي تنورة قصيرة تلقب نفسها باعلامية. هناك اشخاص لديهم وقاحة عندما يصفون نفسهم باعلاميين. وهذه الكارثة تبيّن القحط الموجود في لبنان والدول العربية. هؤلاء الأشخاص يتطفّلون على شاشة المشاهد بسبب دعم رجال الاعمال و الوزراء والنواب الفاسدين لهم. وفقد التلفزيون اليوم المستوى المطلوب فالمشاهد للأسف يتقبل كل ما يعرض.

أنا أرتكب اخطاء ولكنني أعمل بصدق وعندما أخطىء أعترف بذلك. مع الاسف، هناك قحط في المستوى واذا أردنا اعادة برنامج “الشاطر يحكي” نحتاج الى ميزانية كبيرة. ففي الماضي كانت الميزانية متوفرة اذ كان يعرض البرنامج على شاشة ال LBC ولكن ال OTV تلفزيون لا يزال في بدايته وليس لديه امكانيات واسعة. هناك الكثير من العاملين في ال OTV يعملون على ثلاث او اربع برامج بسبب عدم توفّر الميزانية.

استمعوا الى الموتمر

هناك عامل شخصي فأنا ليست محبوبا في تلفزيون (أم تي في) لا يريدون التحدث عني وكاني “اسرائيلي” فأفكاري تسبّب لهم التوتّر.

من ثم سألت باتريسيا الدكتور نجيم عما قيل أن ال MTV لم تستطع أستيعاب زياد نجيم أوصراحته واليوم نلاحظ انها تستوعب الاعلامي جو معلوف في برنامج “انت حرّ” وتدعمه حتى لو كان سقفه عالياً. فلماذا لم تتقبل زياد نجيم وتقبلت آخراً من الجيل الجديد؟ فأكّد زياد انه في العام 2002 عندما أقفلت ال MTV بسبب برنامج “استفتاء” الذي كان يقدّمه ويعدّه بمساعدة سليمان أبو زيد، لم يسانده أحد في تلك الفترة، وعندما فتحت ال MTV من جديد سنة 2009 استعرضت المحطة في سهرة الافتتاح جميع برامجها باسثناء برنامجه وأيضا تكلمواعن ظروف اقفالها ولكن لم يذكروا السبب وراء ذلك لانهم لا يريدون التحدث عنه وكانه “اسرائيلي” معتبراً ان أفكاره تسبب لهم التوتّر.

ثانيا، عندما احتفلوا بعيدها هذا العام استعرضوا جميع البرامج باستثناء برنامج “مساء الحرية” فقط لأنه لزياد نجيم. ان سقف الحرية كان موجودا عندما حكم اللواء جميل السيد لبنان حينها لم يكن يحقّ لأحد ان يتكلّم. اليوم سقف الحرية لم يعد موجودا اذ نستطيع التكلم والتعبير فيما نشاء. وبالعودة الى تقييمه لبرنامج جو معلوف اجاب نجيم:” من انا لأقيم البرامج! انني اتمنى النجاح للجميع”.

وان كان ال “Rating” هو السبب المباشر لخروجه من ال MTV اكّد نجيم ان هناك عامل شخصي فهو ليس محبوبا في تلفزيون ال MTVعلما انهم يدّعون العكس واعتبر ان نسبة المشاهدة لعبة كبيرة اخترعتها شركات الاعلان لتتحكّم في البرامج، فهم يستخدمون اعلاميين عقولهم فارغة لاطلاق برنامج ما. وهؤلاء الاعلاميين يعلمون ان كل ما سيقدمونه للمشاهد سيتقبّله المشاهد بسبب لا مبالاته.


مع رئيسة التحرير الزميلة باتريسيا هاشم

وختم زياد شرحه لاسباب اختياره لهذا البرنامج مؤكداً انه و جوزيف قرداحي لديهما قدسية حقّ المعرفة لانه يوجد في معظم العائلات أشخاص لا يزالوا يعانون من مأساة الحرب حتى اليوم، وهو يفكّر دائما بهؤلاء الاشخاص وبالمخطوفين وبالمسيحيين الذين قتلوا لممارستهم تعاليم ديانتهم وبالمسلمين الذين كانوا ضحية الانتقام وبالدروز الذين توفيوا فقط لانهم دروز وباليهود الذين طردوا من لبنان بالرغم من ان الدستور يعترف بالديانة الاسرائيلية. فهو سيحاول من خلال برنامج “محامي الشيطان” اطلاق رسالة سلام.

طلبت من العماد ميشال عون تغطية سياسية وانه لايسمح لأحد أن يتدخل في البرنامج

وان كان برنامج “محامي الشيطان” سيتاول الاحداث الحالية وما يجري اليوم الى جانب الحرب الاهلية؟ نفى نجيم ذلك نفياً قاطعاً مؤكداً على ان البرنامج لن يتحدث عن الربيع العربي ولا عن الاحداث السورية ولا عن سقوط الانظمة في ليبيا ومصر حتى لو ربط احد المتكلمين الضيوف هذه الاحداث فهو لا استطيع منعه ولكن توجّه البرنامج هو العودة الى التاريخ وقراءته.

وأي شيطان يعني في عنوان برنامجه “محامي الشيطان ” أجاب نجيم انه الشيطان الذي قتل في داخلنا الملاك ودفعنا لخوض الحروب. احيانا يغلب الملاك الشيطان ولكن في الكثير من الاحيان ينتصر الشيطان على الملاك.واكّد انه سيعمل على استخراج الشيطان من داخلنا. و انه لم يستحضر الحرب انما يعيد قراءتها.

وان كان سيتحمّل ان يتهّم احد من 14 اذار العماد ميشال عون بانه السبب في قتل المسيحيين في حرب الالغاء كون البرنامج سيعرض على تلفزيون مسيّس هو OTV ردّ نجيم بالايجاب مذكّراً الاعلام بما صرّح به منذ سنة حين طلب من العماد ميشال عون تغطية سياسية وانه لايسمح لأحد أن يتدخل في البرنامج. وانهم ان لم يتحملوا سيغادر المحطة وهم يعلمون بهذا الامر.

اختتم اللقاء بعرض مشاهد من الحلقات الستّ التي صوّرت حتى الآن واظهر الـtrailer غرابة الديكور وهو عبارة عن متاريس من اكياس الرمل التي يجلس خلفها الضيوف وهذه المرّ الاولى التي نشاهد فيها ديكوراً مماثلاً وهذه نقطة تسجّل لصالح البرنامج الجاذب للعين والمثير للجدل قبل عرضه قريباً . 

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com