رأي خاص- لماذا تحوّل مدير إذاعة (ميلودي أف أم) فيني رومي الى ديكتاتور ؟
فاجأ مدير إذاعة “ميلودي اف ام” الاعلامي فيني رومي مستمعي برنامجه “Drive @5” مطلع الاسبوع الحالي حين طلب منهم حسن اختيار الاغنيات التي ستبّث على هواء الاذاعة خلال برنامجه مهدداً بعدم بث اي أغنية يجدها دون المستوى وابدى حرصه من الآن وصاعداً على مستوى الاغنيات التي سيتم اختيارها خلال برنامجه لساعة كاملة على الهواء، كون البرنامج سيكون لمدة ساعة من الوقت بدل ساعة ونصف فور انتهاء شهر رمضان المبارك ليتسنى لفيني اخذ قسطاً من الراحة كونه عاجزاً في الوقت الحاضر على أخذ أي إجازة طويلة لان برنامجه “Drive @ 5” يحظى بنسبة متابعة عالية جداً ويستقطب المعلنين بشكل كبير فبدا من المستحيل ايقافه او أخذ فرصة منه.
وقرار فيني هذا فاجأ مستمعي الاذاعة فأتى صادماً لبعضهم ومرضياً لبعضهم الآخر، مما دفع البعض -بمحبّة طبعاً- الى اتهام فيني بالديكتاتور على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فما كان على فيني الا التعليق: “بالفنّ لازم نكون هيك” .
طبعاً “بالفنّ لازم نكون هيك” و”أكثر من هيك كمان” !!! فقد وصلنا الى حافة الهاوية وامامنا خيارين لا ثالث لهما ، اما ننزلق الى الهاوية ونشهد على سقوط مدوِّ للفنّ العربي عامة واللبناني خاصة او نأخذ قراراً حاسماً ونهائياً بالتراجع عن كل ما أوصلنا الى هذه الحالة من الافلاس الفنّي ولو كان هذا القرار على حساب المصالح الخاصة لأصحاب الاذاعات.
وفيني مشكور على قراره هذا على أمل ان يشمل قراره هذا هواء ميلودي “من الفجر حتى النجر” وليس فقط ساعة واحدة على الهواء، مع علمنا المسبق ان هذا القرار صعب جداً ، سيما وان واقع الاذاعات اللبنانية معقّد بشكل كبير وهي –أي الاذاعات- متورّطة الى حدّ بعيد مع مافيات الفنّ في الوطن العربي من حيث لا تدري، فقط لأن عامل المال تفوّق على حسّ المسؤولية لدى اصحاب هذه الاذاعات تجاه جيل بكامله حيث ساهمت معظمها بالتشويش على الذوق العام وتشويه الفنّ الذي كان يجب ان تحافظ على جوهره وقدسيته .
ان كان اصحاب ومدراء الاذاعات اللبنانية محرجين تجاه الفنانين والملحنين والشعراء والموزعين وشركات الانتاج كون العلاقات الشخصية تتفوّق دائماً على الاخرى المهنية خاصة في لبنان ، فننصحهم بالتحجّج بلجنة يؤلفونها من خيرة الاخصائيين في الفن لتحكم بنفسها على الاغنيات المعروضة للبثّ ويقررون بأنفسهم ما هي الاغنيات التي تلوّث الذوق العام وتسيء الى الفن فيمنعون بثّها ولو شكّ أصحابها في راسهم الريش ،هكذا بكل بساطة!! وليستمروا اصحاب الاذاعات بطلب المال من الفنانين اذا شاؤوا ذلك مقابل بثّ أغنياتهم ان كانوا مصرّين على ان هذا هو المصدر الوحيد لتمويل اذاعاتهم في ظل تدهور سوق الاعلانات ، ولكن شرط ان تكون الاغنيات قد حظيت بموافقة اللجنة المختصة وقطعت الاختبار واستحقّت الدعم.
نثني على موقف مدير اذاعة “ميلودي اف ام ” فيني رومي وكلنا ثقة ان معظم الاذاعات ستحذو حذوه، ان لم تكن قد بدأت بذلك أصلاً ولكننا نسلّط الضوء اليوم على قرار فيني كونه كان نافراً في برنامجه وايضاً على “تويتر”. ولكننا نشدّ على يد كل من سيتجرّأ ويحطّم الاغلال التي كبّلتنا خلال السنوات الماضية و يسجّل موقفاً يسجّله له تاريخ الفن الذي لن يغفر لكل من أساء وسيسيء لارث كبارنا في الفنّ.
يتبع…