رأي خاص- فردوس عبد الحميد مع نيشان… النسخة العربية المظلومة من ميريل ستريب
جلست على كرسي العسل بثقتها التي لطالما عهدناها في عينيها و ارتفاع كتفيها و نظراتها المرتوية بالشدة.. أذهلتني أنوثتها المعجونة بالقسوة البيضاء.. هكذا كانت بالأمس مع الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان كما كانت دائماً منذ أن سجّلها التاريخ الفني المصري و السياسي كواحدة من أعظم فنانات بلد النيل..
فردوس عبد الحميد هي البطلة التي لم يحميها الجمهور من محسوبيات الوسط الفني.
هي الممثلة القائدة التي عرفت كيف تصنع من كل شخصية أدتها حالة و من كل عمل ظهرت به جدل واسع.. فردوس عبد الحميد هي النسخة المظلومة من ميريل ستريب العالم!
لن أكتب اليوم عن حلقتها مع نيشان، بل سأكتب عن مسلسلها مع الفن.. مسلسلها الذي لم تكن فيه أي حلقة دون مستوى و عظمة الأخرى.. مسلسلها المليء بالتألق و الذي لم يشاهده الكثير منا للأسف لأن الفضائيات ظلمتها و المحسوبيات وضعتها في مكان ليس بمكانها على الإطلاق.
ذكرتني بميريل ستريب التي ترشحت أكثر من عشر مرات لأوسكار أفضل ممثلة في العالم فكسرت الأرقام القياسية التي حققتها جميع الممثلات .. ذكّرتني بها لأنها تشبهها كثيراً، فهي لم تفشل يوماً و لم تعتمد في مسيرتها سوى على موهبتها و أدائها الجبّار واختياراتها الموفّقة و المثيرة للجدل.. تشبهها لأنها دائماً تمثل بلا أخطاء بل بتركيز وعفوية نادرين.
إنها الفنانة التي ظلمناها و لم نعطها حقها من التقدير و التكريم . الفنانة التي نسينا أنها اليوم لا تزال موجودة و لو فكرنا قليلاً لاكتشفنا أنها الأفضل دون منازع …
قولوا لي من تنافس فردوس عبد الحميد التي تتحدّث فتتحدث معها جميع جوارحها؟ من تنافس فردوس عبد الحميد التي تقف بكل جرأة و تقول ندمت و كرهت و أحببت و تأثّرت و خُذلت و تفاءلت و فشلت؟ هل هناك من تنافس ميريل ستريب في هوليوود الغرب؟
إذاً لا تقارنوا بين أي ممثلة و بين ميريل ستريب في هوليوود الشرق التي رفع لها نيشان القبعة بالأمس و رغبنا كثيراً لو كنا معه حتى نقف لها مصفقين تقديراً و اعتذاراً..