انت حرّ … بين قضايا المخدرات والآثار والتحرش وحرق الدواليب

“كتير حلو الأمن”! لم تحتمل الحلقة الثامنة عشر من “انت حر” أن يبدأها جو معلوف بمقدمة نارية لأن قضية ملف الـ53 كلغ كوكايين كانت على نار حامية لا تحتمل المقدمات. هي قضية نقل مخدرات من كولومبيا الى لبنان، والتي تم توقيف ثلاثة شبان من جنسيات أجنبية منها هولندية وإيرلندية فيها. اثنين تم توقيفهم لحظة ضبط الـ53 كلغ والثالث تمت مداهمته في أحد المنتجعات في طبرجا. وبعد التحقيقات من قبل القضاء المُختص، صدرت مذكرة بحث وتحري عن المدعو ن.ن. انما “وعالوهلة، نسي الأمن سيارة البنتلي بالكسليك” التي ضُبطت فيها المخدرات، وبقيت مكانها وبقي ن.ن. مكانه!. انما داهمت قوة كبيرة بعد 24 ساعة المكان، انما No Bently !! “لمن السيارة يا شباب؟ تلك السيارة التي تحمل لوحة أجنبية والتي ما زالت “تكزدر”؟! لم يتم توقيف ن.ن. “لأنو محاميه واصل بقوة”، ورغم مذكرتي التوقيف التي وصلت من الانتربول، لا زال ن.ن. ضائعاً بين الشمال والضاحية الجنوبية. “ولأنو واصل بقوة”، وفي لحظة سخرية، اعتبر معلوف بأنه يجب توكيل هذا المحامي المهم بسبب قوته، انما تراجع عن ذلك بعد أن تعرض معلوف لتجربة التحقيق معه من قبل القضاء وبات متيقناً بأن القضاء اللبناني “مش متل ما بصوّروا”. واذا كان هناك بعض القضاة والمحامين في هذه القضية قد تدنوا بأنفسهم، تبقى المؤسسة القضائية نزيهة وشريفة. ولولا ذلك، لما قام وزير العدل شكيب قرطباوي بتوجيه كتاب يطلب فيه التوسع في التحقيق بما يختص هذا الملف، رغم ما يُقال بأن ما فعله هو غير قانوني، انما القاصي والداني يعلم جيداً بأنه اذا ما توفرت معطيات معينة في ملف ما، يحق لوزير العدل بناء على المادة 14 من قانون التنظيم القضائي أو للنيابة العامة التمييزية التحرك حسب القانون ووفقاً لقانون أصول المحاكمات الجزائية. لم يذكر معلوف اسم المحامي الذي انتشر أساساً في الصحف، انما “طمأن الشباب” بأن موضوعهم انفضح ولن تنفع الأحزاب والزعماء السياسيين للاختباء وراءها، “لأنو اذا تم دفن هيدا الملف، رح تكون ايام العزا فيه طويلة بإنت حر!”. وتابع معلوف بأن الدولة ليست ميليشيات بثياب رسمية، انما هي انضباط على الجميع باسم الشعب اللبناني، و”انت حر” سينتظر التحقيق.

والى آثار لبنان التي أصبحت جميعها في خطر من الشمال الى الجنوب، انتقل “انت حر” الى قضية الساعة، قضية المرفأ الفينيقي الذي دمره وزير الثقافة غابي ليون. هي قضية المرفأ الفينيقي المكتشف في العقار رقم 1398 المقابل لفندق مونرو في منطقة ميناء الحصن والذي أدخل على لائحة الجرد العام للمواقع الأثرية والأبنية التاريخية في ٤ نيسان ٢٠١١ في عهد الوزير سليم وردة بعد عدة مراسلات من رومانيا وفرنسا واليونان طالبوا بحماية هذا الموقع. ورغم حمايته من قبل ثلاث وزراء ثقافة سبقوا الوزير ليون، اتى ليون ودمره. تملك هذا العقار شركة فينوس العقارية التي تريد بناء ثلاثة أبراج في المكان، وقد أعطى ليون الشركة قراراً شفهياً، عبر الهاتف وهي بدعة جديدة بحسب معلوف، بالموافقة على رفع العقار عن لائحة الجرد العام، ما دفع بجرافات الشركة الى تدمير موقع لا مثيل له على ساحل المتوسط الا في فلسطين المُحتلة. وتم عرض تحقيق مُصور عما حصل بالإضافة الى المؤتمر الصحافي الذي عقده وزراء الثقافة السابقون، وردة، متري وسلام معترضين على تدمير الموقع. وتابع معلوف بأن شركة فينوس العقارية حاولت مراراً وتكراراً مع الوزراء السابقين انما لم تنجح محاولاتهم. ورغم الخطوة الإيجابية للوزير ليون بإصراره على دمج وتفكيك موقع الإيبودروم (ميدان سباق الخيل الروماني)، انما كانت المفاجأة مع الموقع الفينيقي. وسأل معلوف الوزير:”حضرتك زعلان من الفينيقيي شي؟، زعّلوك، عملولك شي يعني!؟ ليش الرومان مننتبهلن على آثارهم، والفينيقيي لأ؟!”. وتساءل معلوف عن سبب استقالة عالم الآثار هشام الصايغ من المديرية العامة للآثار من إدارتها وهو كان من ادرج في تقرير رفعه للوزارة توصيف الموقع بأنه ميناء فينيقي من القرن الخامس قبل الميلاد. “كيف يعني وزارة ثقافة من دون مديرية عامة للآثار؟ هل انت خبير آثار معالي الوزير؟ لماذا رفضت رأي خبراء من الأونيسكو”، أسئلة طرحها معلوف في سياق معالجته للملف متأسفاً بعد أن “انجزت” جرافات الشركة الناشطة منذ الفجر وفي غضون ثلاث ساعات تدمير ما يفوق ٢٥٠٠ عام من تفاصيل حياة الفينيقيين. وشكر معلوف التجمع للحفاظ على التراث اللبناني الذين لجئوا الى قاضي الامور المستعجلة في بيروت نديم زوين الذي اصدر قراراً يقضي بوقف هذه الجريمة البشعة وتعيين 4 خبراء لدراسة امكانية تصليح ما تم تخريبه. وتساءل معلوف عن أحد الخبراء في الوزارة وهو خال الوزير. وفاجأ الوزير ليون معلوف والمشاهدين بإتصال هاتفي طويل وعالي اللهجة والوتيرة وبدا عليه التوتر متهماً معلوف بأن كل ما قاله خطأ. ورغم مطالبة معلوف بإبقاء لغة الحوار الهاديء أساساً بينهما، تابع ليون هجومه مبرراً ما فعله ومعتبراً بأن وزراء الثقافة السابقون “ما بيفهموا!” وتبين أيضاً بأنه لا يذكر عما اذا كان قد رفع دعوى على معلوف أم على غيره !!!! وختم معلوف الملف بإتصال مع الوزير متري الذي اعتبر بأن أحداً لا يحق له تدمير موقع هو محط جدل وكأننا بذلك نطمر الدليل.

وانتقل معلوف الى “موضة العصر”، حرق الدواليب، ليتناول الموضوع من كل جوانبه. فمن قطع الطرقات، وخاصة طريق المطار لمعاقبة كل اللبنانيين ومنعهم من السفر الى حرق البلد، اعتبر معلوف بأن الدواليب حرقت الدولة والسياسيين اللبنانيين أولاً وأخيراً “والشارع صار للزعران”. “انت حر” وشركة بوكجا عرضت فكرة “لهالزعران” علّهم يكتسبون طريقة حضارية للتعبير عبر دواليب ملونة غير محروقة ولا تؤذي أحداً. وتم عرض تقرير “مُلون” بألوان الفرح اتسمت به الدواليب التي استُخدمت للاحتجاج على الضرر الناتج عن احراق الدواليب. وعالج معلوف الموضوع متناولاً ما حصل على طريق المطار من قبض للمال مقابل توصيل المسافرين الى المطار على الدراجات النارية للمتظاهرين! هي رواية من واقع حزين طفح معه الكيل، فقد أصبح لبنان قادراً على دخول كتاب غينيس في حرق الدواليب. ومتهكماً، افرد معلوف نهاراً لكل طائفة لتحرق الدواليب خلال الأسبوع. وتساءل معلوف عن الاخلال بالأمن الناتج عن حرق الدواليب، ومحاولة إحراق مبنى الجديد والذي يُعاقب بسبع سنوات من السجن، أين أصبحت؟! ألم يخطر في بال أحدهم في السلطة التشريعية التحرك لاقتراح قانون يعاقب حارقي الدواليب؟! واعتبر معلوف أن الشارع هو للمطالبة الحضارية بالحقوق وللتظاهر برقي. وطالب بتوعية الطفل والمراهق وتعليمهما كيفية بناء وطن. وختم ملفه بالتساؤل عن مصدر هذه الدواليب مطالباً بمحاسبته.

“اتركوا الشعب يفش خلقوا”، شعار تبنته الأجهزة الأمنية، بحسب معلوف، تحت الطاولة! منتقلاً الى ملف أخلاقي جديد، ذكّر معلوف المشاهدين بسينما سلوى التي عُرضت في الحلقة الماضية والتي لم تتحرك من أجلها الأجهزة “يمكن صيّفوا”، “وما حسّت الدولة عدمّها” وشكّكت بمصداقية “انت حر” بسبب مافيات الدعارة في لبنان التي تدر المال ومنها تجر السلطة، انتقل “انت حر” ومعه المشاهدين الى تقرير “اباحي” عرض ما حدث مع احد أعضاء فريق “انت حر” في الدكوانة في مركز من المُفترض أنه مُخصص للتدليك فاتضّح بأنه مكان لممارسة الدعارة. واعتبر معلوف بأنه يجب عرض مشاهد جنسية ليشاهد الناس ذلك “وتقوم قيامتن على الأجهزة والدولة”. وافترض معلوف بأنه وكما يبدو، فإن الدعارة مشرّعة في لبنان، فرغم أنها أقدم مهنة فقد أصبحت أوسخ مهنة في لبنان بسبب الأمراض التي تنتقل عبر هذه الممارسة لأن الدولة لا تقوم بتنظيم هذا الموضوع، من إجراء للفحوصات الطبية الى كل ما يضمن سلامة المتعاطين بهذا الشأن. وأعلن معلوف من على منبر “انت حر” بأن الحرب بدأت على كل بيوت الدعارة في لبنان متوجهاً الى المشاهدين بالإبلاغ عن أي بيت من بيوت الدعارة، أكان صغيراً بين البيوت أو كبيراً.

والى القضية الأخيرة، انتقل معلوف الى الأشرفية بعد ورود عدة اتصالات من قاطنيها تشكو العمال السوريين المتواجدين في ورش البناء القريبة من أماكن سكن المشتكين من التحرش ببنات وسيدات حي دير الناصرة، وقد وصل بالسكان الأمر الى الخوف والهلع من الخروج ليلاً وحتى نهاراً. ورغم الاحساس بأن السكان يبالغون، تأكد “انت حر” من أحقية شكواهم وقضيتهم حين زارهم وعاد بتقرير مُصور تم عرضه وأظهر طريقة عيش هؤلاء العمال وعدم اكتراثهم لتواجدهم قرب أماكن تسكنها العائلات. وقد اعتبر معلوف بأن قضية هؤلاء السكان جديرة بأن تُعرض لكي يراها السياسيون ويتحركوا لإيجاد حل، خاصة وأن توافد هذا العدد الكبير من العمال تسبب به اللبنانيون أنفسهم حين اعتبروا بأن هذه المهنة معيبة بنظر الرجل وزوجته، ولأن رب العمل “بدو يدفع أرخص للعامل الأجنبي”. والاحصاءات أظهرت مليون عامل أجنبي غير شرعي في لبنان بين عمر الـ 12 وعمر الـ 60، تدفعهم الأحوال الاقتصادية السيئة بأن يتوافدوا الى البلد. “نحنا قلبياً مع كل عامل أجنبي موجود عأرضنا حتى يسترزق”، انما لم يعد الأمر محمولاً. وناشد معلوف، كما الأهالي، النائبين ميشال فرعون ونديم الجميل واثقاً بأنهما سيلبون النداء. كما وناشد رؤوساء البلديات بإجراء مسح للعمال الأجانب وأرقام هواتفهم وأماكن سكنهم، وناشد الأجهزة الأمنية التي زارت المكان كرفع عتب حين تقدم سكان حي دير الناصرة بدعوى قضائية وحولها القاضي رجا حموش الى دائرة بيروت الثالثة. واعتبر معلوف بأنه مع تزايد الأعداد، تزداد الجريمة ويكبر الخطر. “الله يستر ونوصل لمحل يصيروا العمال الأجانب أكتر من اللبنانيين ويبطل لبنان لإلنا”.

ووعد معلوف المشاهدين بعرض لقاء الشاب الكفيف جوزف كريم برب عمله الجديد السيد رولان ماضي في الحلقة المقبلة. وختم معلوف حلقته بالفرح وبألوان أقواس القزح التي زينت مهرجانات جونية بالمفرقعات النارية فأدخلت البهجة والسرور الى قلوب سكان كسروان. وشكر البلدية على الجهد الذي بذلته، “اذا بقول شفت الحياة، قليل…واذا قلت انو حسيت انو نحنا بألف خير، كمان قليل…واذا بقول انو نكاية بكل جاهل وبكل أزعر نجحنا وعرفنا نكون أحرار ونعرف نعيش، كمان قليل…”، فاللبنانيون الذين أتوا من كل المناطق أثبتوا حبهم للحياة. وكلنا بانتظار الفرح الكبير، فرح الوطن، كل الوطن.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com