رأي خاص – طلعت ريحة جائزة (الموركس دور) ومحطة (ام تي في) مطالبة برفع الغطاء عنها‎

نعتذر عما سنقوله اليوم ونتمنى ان تتقبّل محطّة ام تي في اعتذارنا سلفاً الا اننا بالمقابل لا نطلب من القيمين الآخرين على جائزة الموركس دور ان يعذرونا ولا حتى ان يخلقوا لنا الاعذار الافتراضية على ما سندلي به ، فنحن نعتقد ان جائزة “الموركس دور طلعت ريحتها” ولبنان بحاجة ماسة وطارئة الى جائزة أخرى بديلة، تجمع بين الفنانين والنجوم ولا تفرّقهم ولا تزيد الشرخ فيما بينهم.

ونتمنى على محطة “أم تي في” الرائدة ومن ادارتها الحكيمة ان تسارع الى معالجة هذا الامر او”تشيل ايدها” و تتبرّأ من هذه الجائزة التي من الواضح انها تؤسس الى مزيد من الانقسام ومن مقاطعة النجوم لها وهذا ما لا يليق بهذه المحطة التي لطالما كانت صرحاً اعلامياً جامعاً وبيتاً يجمع تحت سقفه جميع ابناء هذا الوطن على اختلاف انتمائهم وابداعاتهم، وبالتالي لا يجوز بعد كل ما أسّست له هذه المحطّة الرائدة ان “تسوّد وجهها وتاريخها وتلطّخ يديها ” بإساءة بعض الدخلاء على الفن والابداع في لبنان.

بداية اسمحوا لي ايضاً -وبالرغم من عدم معرفتي الواضحة بتفاصيل الخلاف بين القيّمين على جائزة “الموركس دور” ومحطة “ال بي سي” عرّابة هذه الجائزة الاصلية- ان أجزم ان لو “جائزة الموركس دور فيها خير ” لما كانت تخلّت عنها محطة بحجم المؤسسة اللبنانية للارسال التي تشتمّ عن بعد كيلومترات ابداعية رائحة النجاح ، فوقعت محطة “ام تي في” التي تبنّت هذه الجائزة حديثاً في شرك “التخبيصات” و”التركيبات” و” التزريكات” و”الفبركات” و”العورات” التي حملها القيّمون على الجائزة معهم اليها … ومن خوفها على صورتها ومكانتها وسمعتها ومن غيرتها للحفاظ على ما بنته من ناطحات سحاب ابداعية ورياديّة منذ تأسيسها، الظاهر ان المحطة تحاول جاهدة “ترقيع” و”ترميم” و”تنظيف” و”تلميع” و”ترتيب” و”تطهير” هذه الجائزة منذ ان تبّنتها ولكن دون جدوى، ربما لأن الروائح الذكيّة لا تنفع ان تُرِّش فوق الاشياء المتعفّنة من أجل تعطير رائحتها ، فالباكتريا تتكاثر بشكل فظيع وسريع جداً والحلّ الوحيد يكون برمي هذه الاشياء في اقرب مكّب للنفايات .

باختصار شديد” طلعت ريحة الموركس دور” ، ونحن نأسف بالفعل لما آلت اليه الامور ونشعر بخيبة أمل كبيرة بعدما راهن اللبنانييون المبدعون عليها وبعدما عوّل عليها الفنانون كثيراً فحلمنا بـ”كان” لبنانية تكرّم المبدعين اللبنانيين في مختلف المجالات، قوامها المصداقية والاحترافية والشفافية، وهدفها جمع شمل المبدعين لا استفزازهم والحط من عزيمتهم واحلامهم وآمالهم ، جائزة لا “لو” عليها ولا غبار ، رائحتها “متل الفّل” يتسابق الفنانون للحصول عليها لا يخجلون من القبول بها كي لا يُتّهموا بشرائها ولا بعقد الصفقات للفوز بها ، جائزة يقررها أكاديميون ومحترفون ، أناس مهنيون لا يناورون ولا يسايرون ولا يستزلمون والاهم لا يشترون ولا يباعون ، لا اقزام ومدّعون في مجالاتهم، مع احترامنا لأسماء كثيرة وكبيرة شاركت في اللجان خلال الـ12 سنة الماضية الا ان الكلمة الفصل ليست لها ولا الكلمة الاخيرة طبعاً، فتبقى مشاركتها رمزية وتمويهيّة وتكون واجهة هذه الجائزة التي اتّهمت بانها اصبحت تجارية بامتياز ودجاجة تبيض ذهباً ، ولكن حذار من عواقب الخداع فليس كل ما يلمع ذهباً ومن يزرع الريح يحصد العاصفة وها نحن اليوم امام مفترق طرق أساس ، لا بل نحن على شفير الهاوية وننصح بأللا يسارع البعض اليوم الى انقاذ ما تبّقى من مصداقية لهذه الجائزة بل ننصح باستبدالها بجائزة أخرى جديدة ، بأخرى “خلنج” لا غبار عليها ، لأنهم ومهما حاولوا ترميم كسور الجرّة لا يمكن اصلاحها نهائياً ولا اخفاء الخدوش ومخلّفات الهزّات التي لحقت بها والتي تخطّت كل درجات التشويه على مقياس رختر .

وان كنّا سنحصي اليوم بعض التجاوزات نقول :
– فوضى في التصويت : فقد خصّصت اربع طرق للتصويت للمرشحين في جائزة الموركس دور في ظاهرة لم يشهد لها مثيل في أي جائزة عربية أخرى وهذا ما يرفع الحصانة عن هذه الجائزة. فتنوّعت طرق التصويت بين الـsms عبر اذاعة صوت الغد والاتصال بالمحطة نفسها والتصويت عبر الموقع الالكتروني الخاص بالموركس دور (الذي أكل عليه الدهر وشرب) فاستحدثت محطة “ام تي في” موقعاً الكترونياً خاصاً هذا العام ففتحت باب التصويت من خلاله بالاضافة الى التصويت عبر الـ sms الخاص بالمحطة ايضاً.

باختصار شديد، عملية نهب علنية ومفتوحة حاولت “ام تي في” تصويبها هذا العام ولكن كان الاوان قد فات على اي تعديل جدّي وحقيقي .

– قانون المحسّوبيّات: وهو قانون “خاص ناص” بالقيمين على هذه الجائزة وباصحاب النفوذ فيها والذين يمونون على بعض اعضاء لجنة التحكيم الذين اختيروا اصلاً من اجل توفير هذه الخدمات والاً كيف تفسّرون مشاركة بعض الاسماء التي لا ناقة لها ولا جمل في الفنّ أصلاً ولا باع لها طويل او قصير في هذا المجال، فيفوز من هم إمّا مقرّبين وإما محسوبين عليهم، وحين يعجزون عن تمرير صفقاتهم يخلقون ويبتكرون جوائز على مقاس من لم يُوّفقوا بتمرير اسمائهم فيكون لها طابعاً تكريمياً .

– مسألة المنافسة والمضاربة: منذ ابصرت جائزة الموركس دور النور وهي حكر على محطة واذاعة لبنانية معيّنة وحين يقع اي خلاف معها تصبح الجائزة حكراً على محطة واذاعة اخرى ، ما يعني انه فقط المحطة التلفزيونية والاذاعة التي تتبّنى هذه الجائزة تكون معنيّة بالجائزة في حين تتجاهلها كل المحطات والاذاعات الاخرى فتفقد الجائزة اجماعها الوطني وتصبح حكراً على جهة دون اخرى وهذا من شأنه ان يوسّع الهوة بين الجمهور والجائزة من ناحية وبين الفنانين والجائزة من ناحية أخرى مع لفت الانتباه الى ان محطة ام تي في وبسبب هذا الاحتكار اتّهمت هذا العام بتعويم كل انتاجاتها والمسلسلات التي عرضت على شاشتها مع التعتيم على الانتاجات الاخرى على محطات اخرى.

– ثقافة المشاركة: لم يقم القيمون على جائزة الموركس دور بمجهود ملحوظ خلال السنوات ال12 الماضية لجمع الفنانين المرشحين والمتنافسين في سهرة واحدة وامتاع المشاهد والمتابع للحفل بردّات فعل الفنانين اثناء تبلّغهم نتيجة فوزهم او خسارتهم على حدّ سواء وهذا ما يبقي الحفل ناقصاً وقاصراً لأن تواجد المرشحين ولحظة تبلّغهم بالنتائج تبقى اللحظة الاهمّ في اي حفل تكريم في العالم الا في الوطن العربي وبرايي الشخصي بغياب هذه اللحظة يبقى الحدث ناقصاً وباهتاً .

– الاحصاءات الناقصة: بغياب الاحصائيات الحقيقية والشفافة والدقيقة في الوطن العربي تبقى ارقام مبيعات الالبومات حكراُ على شركة الانتاج التي تتكّتم عن الافصاح عنها ، هذا بالاضافة الى القرصنة على الشبكة العنكبوتية فيصعب تحديد أكثر النجوم مبيعاً وبالتالي من الممكن ان يكّرم اي فنان بغض النظر عن مبيعاته وجماهيريته .

– الشروط المسبقة: أي حجب الجائزة عن الفنانين الذين يتعذر عليهم حضور سهرة توزيع الجوائز وهذا منطق معوّج لا يتّبع الا في هذه الجائزة فالهدف من حفل توزيع جوائز الموركس دور ليس تنظيم حفلاً فنياً وبيع بطاقات لحضور الحفل انما تكريم المبدعين اللبنانيين ان كانوا متواجدين في لبنان او حتى في الصين وحضور النجوم ليس شرطاً أساس ولو انه يزيد الحفل نجاحاً فلا يجوز ان يقاصص اي فنان لا يحضر الحفل لأسباب خارجة عن ارادته وهذا ما حاولت محطة ام تي في هذا العام تصويبه مشكورة

– استبعاد المقاطعين: أي حجب الجائزة عن الذين يقاطعون الموركس دور وهذا منطق اعوج ثانٍ. فالمبدع يبقى مبدعاً واعماله تبقى ناجحة ان كان على علاقة جيّدة بالقيمين على جائزة الموركس دور او لم يكن فنحن لسنا بصدد اقامة علاقات اجتماعية هنا بل نحن نكّرم ناجحين في كافة المجالات ولذا يقتضي الاختيار ان نكون موضوعيين بغض النظر ان شاء الفائزون حضور الحفل او ان قرّروا ان يقاطعوه وهذا من حقّهم ولا ينفي عنهم صفة الابداع والتميّز.

وأخيراً لا يسعنا الا ان نتمنى ان تعيد ام تي في حساباتها ، وان تقلب الطاولة راساً على عقب على رؤوس من يريد ان تبقى جائزة الموركس دور دكّاناً محليّاً منغلقاً على ذاته محدود الانتشار والانفتاح ، كما نتمنى ان يصار الى ابتكار جائزة جديدة على مستوى مبدعي هذا الوطن وعلى مستوى ابداعهم فتحصد اجماعاً وطنياً و شعبياً وتعيد الاثارة والتشويق الى جائزة فقدت الكثير من هالتها ورهبتها .

يتبع…

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com