بالصور- إيماء ومسرح في (هلق دورك): ماذا تفعل عايدة صبرا في منزل الصبيان؟
الإيماء عند عايدة صبرا هو من ضرورات الحياة ومقدساتها، لا تمارسه على خشبة المسرح فقط، بل تعيشه في يومياتها ومع زوجها وولديها. ولأن هذا الفن هو الهواء الذي تتنفس من خلاله، كان لا بد أن تكون افتتاحيّة “هلق دورك” ايمائيّة بامتياز. بعد قليل، يتوقف الإيماء ويحين وقت الجد، ويكشف ميشال حوراني فور دخوله الاستديو أن عايدة هي أستاذته من معهد الفنون في الجامعة اللبنانيّة. لن تكون مسألة تصليح جهاز إنارة، مهمة صعبة على عايدة في فقرة “قلب الأدوار”، لأنها ستكشف لميشال أنها تقوم بـ”مهام رجاليّة على الخفيف، ولا يستعصي عليها فتح البواليع. تتذكر ابنة برج البراجنة طفولتها مع خمس أشقاء وشقيقات هي أصغرهم، وتروي أنها كانت عنيفة، “كنت اقصد المحل التجاري الذي يبيع فيه والدي المواد الغذائية، وأقلب الدنيا”. لشدة عنادها، لم تنجح والدتها بإقناعها أن بالمشاركة في مسابقة أجمل فستان.
في المدرسة، كانت عايدة طالبة عادية، وبدأت نتائجها تتراجع لأنها تلهت بالشعر وبأغاني مارسيل خليفة وأحمد قعبور. وحصلت على فرصة الرقص وحيدة على المسرح، حين علمت معلمة الرياضة أنها تتمرن الباليه، وتتذكر مشاركتها في برنامج الأطفال “ماما جنان” في تلفزيون لبنان. ومع الوقت، ازداد تعلّقها بهذه الخشبة، وبدأت “المعركة الكبرى” في المنزل، “لأن والدي يعتبر أن هذه المهنة لا تطعم خبزاً”. وتوجه مع ميشال “تحية إلى جيل الرواّد”. ثم يطلب ميشال من زوجها زكي محفوض الانضمام إلى الساحة، لمساعدتها في تغيير الدولاب.
في فقرة “كلمات”، تضع حياتها الفنيّة في الميزان، وتتحدث عن 26 سنة أمضتها في هذا المجال، تقول: “أحب ما حققته، لكنه نسبة إلى كل هذه السنوات، يعد قليلاً. تتوقف عند 4 سنوات أمضتها في كندا مع زوجها، لكنها تؤكد بأن مشاركتها في المسرح مع يعقوب الشدراوي وبطرس روحانا، هي التي جعلتها تعود إلى لبنان. تشكو أزمة المسرح وغياب الدعم عن هذا القطاع وغياب الانتاجات الدرامية التي تستمد قصصها من واقعنا، مترحمة على اعمال مثل “مساء عاشقات” و”عشرة عبيد زغار”. بعد ذلك، تتحدث عايدة عن “امرأة في منزل الصبيان”، اي هي وزوجها وولديها آدم ويعقوب، وعن نقد زوجها الدائم لزوجها وخصوصا في مسرحية “خدلك كدشة”. كلمة واحدة منه دفعتها إلى إعادة صياغة دورها. كما تتحدث عن فكرة الزواج المختلط كونها تعيش هذه التجربة . أما الورقة البيضاء، فتجيرها ليعقوب وآدم ويسألهما ميشال عن مهنة المستقبل. فهل تأثرا بوالديهما. بعدها قرأت مقاطع من قصائدها من اصدارها الوحيد “كبريت”.
في غرفة الملابس، لا تهدأ عايدة بل لا تترك قطعة ثياب أو شعر مستعار دون أن تستخدمه، هنا تعترف بأن ما تقوم به هو “خبيصة مسرحيّة، وهذا أحلى شيء”. تتذكر انطلاقتها على الخشبة في مسرحية “نزهة ريفية غير مرخص بها” ليعقوب الشدراوي، والإيماء مع فايق حميصي ثم العمل مع بطرس روحانا وزوجها زكي محفوض. وفيما تستمر باللعب والتنكر وتأدية الشخصيّات المتنوعة، تمر سريعاً على تجربة “جبران والنبي” و”زنوبيا” للعائلة الرحبانية، وفيهما كان عليها تدريب الممثلين، وعن تجربتها في عامين متتاليين في تدريب طلاب برنامج “ستار أكاديمي”. وتنتقل إلى العمل التلفزيوني الذي شكل مفترق طريق في حياتها وهو “حلونجي يا اسماعيل” وقدم في جزئين كتب الأول أحمد قعبور والثاني كتبه فايق حميصي. وعن غيابها عن التلفزيون، تقول: “ربما لأنني لا أعرف المجاملات”. وتعلّق هنا زينة ابنة أختها على قدرة تصدي عايدة للمشاكل وتذليلها.
في فقرة “ممثلون للذاكرة”، توجه تحيه إلى فنانة جريئة كانت من مؤسسي قسم التمثيل في الجامعة اللبنانيّة، وعاشت معاناة حقيقية على المستوى الإنساني، وعملت في فرنسا وتونس. ويرسم في هذه الأثناء الفنان ثائر معروف لوحة للفنانة المكرمة.
“هلق دورك” على شاشة تلفزيون لبنان السبت 20:30 . اعادة الأحد 12:00 ظهراً
شاهدوا الصور