الإعلامية وردة في ضيافة زافين قيومجيان
إستقبل زافين الأحد الماضي في برنامجه “سيرة وانفتحت” الإعلامية المخضرمة وردة في لقاء حصري هو الأول لها على التلفزيون.
الحوار الذي استمر ساعتين تناول إنتقال الإعلامية وردة من من إذاعة “صوت لبنان” إلى إذاعة “الشرق” بعدما عملت خمسة وثلاثين سنة في الأولى وكانت من المؤسسين فيها، التصريح الشهير الذي خصها به غازي كنعان قبل انتحاره، إضافة إلى علاقتها مع صوتها وقصتها مع نهار الأحد، ومواضيع أخرى كثيرة.
قبل البدء بالحوار أعلن زافين عن إسم بطل جديد من “أبطال سيرة وانفتحت”، وقدم الشاب محمد غندور الذي شارك في الدورة الأولى من سلسلة “من يطيح بزافين” في العام 2003، وقدم حلقة كاملة من “سيرة وانفتحت” عندما كان لا يزال طالبا في كلية الإعلام، والذي أصبح الآن شاعراً وصحافياً وكاتباً في جريدة الحياة. في التقرير التي تناول مسيرة 10 سنوات من حياته، قال غندور أن أكثر من لا ينساه بعد ظهور في “سيرة وانفتحت” هو ردة فعل جدته التي فرحت وزغردت وخلعت لباس الحداد الذي لازمها أكثر من خمسة عشرة سنة.
بعدها إنطلق زافين بحوار مع الإعلامية وردة تميز بالجرأة والصراحة، بدأه بسؤالها عن قصتها مع يوم الأحد ومدى ارتباطها بهذا النهار الذي تصدّر أغلب عناوين برامجها، مثل: “أحد على الهوا”، “عمهلك يا أحد”، “من أحد لأحد” وغيرها من البرامج… فقالت وردة أن يوم الأحد هو يوم عزيز على قلبها لأنه يذكّرها بجمعة العائلة وحميميّتها، وجلساتها مع والديها ومائدة والدتها… إضافة إلى أنه اليوم الذي حاورت فيه أبرز الشخصيات السياسية والثقافية والفنية كالسيدة فيروز، التي خصتها بلقاء مميز، بعد وعود وزيارات إستغرقت سنةً كاملةً تعرضت خلالها وردة للخطف وخطر القذائف الصاروخية.
وعن سر خوفها من الكاميرا وسبب ابتعادها عن الشاشة وتجنبها اللقاءات المتلفزة، قالت الإعلامية وردة:”الكاميرا ترعبني وتقيّدني. أشعر أنها بحاجة لطقوس معينة لا تناسبني ولا تتكيف مع حريتي وآدائي في التعبير، لذا ابتعدت عنها وخفت من أن تأخذ طبيعتي وتفسد علاقتي المميزة بصوتي”.
أما عن سبب انتقالها من إذاعة “صوت لبنان” إلى إذاعة “الشرق”، فشرحت وردة أنها أخذت هذا القرار بعد الإنقسام الذي حدث في “صوت لبنان” وبعدما قطعت الأمل من التوفيق بين الطرفين المتنازعين على الإذاعة. وقالت:” أنا طويت هذه الصفحة وضميري مرتاح. عملت في هذه الإذاعة بإخلاص وتفرغت لها تفرغاً كاملاً. كنت أعمل سبعة أيام في الأسبوع، وكان معي فريق عمل متكامل، وإستطعت بمساعدته إيصال الإذاعة إلى أعلى المراتب… انا آسفة أن تصل الأمور إلى هذه النتيجة”.
وأضافت:” لست المسؤولة عن المأزق، لأنني عملت على الحياد، وحاولت أن أصلح بين الطرفين وأصل معهما إلى تسوية وساعدني في هذه المهمة النائب سامي الجميل. كانت وصلت المساعي إلى تسوية مهمة جداً، إلا أنها توقفت بسبب الإختلاف في وجهات النظر بين المشرفين على الإذاعة، آل الخازن، أصحاب الشركة العصرية للإعلان، ومؤسسي الإذاعة حزب “الكتائب اللبنانية”، وهذا ما دفعني إلى إصدار بيان توضيحي في الصحف وإعلان إنسحابي من العمل في الإذاعة.”
كما رأت وردة أن الإنتقال من مكان إلى آخر في العمل، ليس بالأمر السهل، خاصة بعد عملها لخمسة وثلاثين عاماً في إذاعة “صوت لبنان”، لكن على الرغم من ذلك هي مرتاحة جداً في إذاعة الشرق التي احتضنتها وفتحت لها أثيرها لتقدِّم برنامجها بنفس العنوان، ونفس التوقيت، وحتى نفس الجنريك.
وبالتطرق إلى مقابلة وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان الشهيرة، والتي إنتحر بعد إجرائها برُبع ساعة، روت وردة ظروف وملابسات هذه المقابلة، قائلة:”أنا لم أصنع هذا الحدث ولم أسعى إليه. إلا أنني كنت أحاول إجراء لقاء مع كنعان بعد خروج الجيس السوري من لبنان. وكان وزير الإعلام السوري وعدني بهذا اللقاء، وسافرت فعلاً إلى دمشق لتسجيله ولكن لأسباب لا أعرفها لم يتم اللقاء في ذاك اليوم، إذ اعتذر مني كنعان وقال لي “لست جاهزاً الآن… رقم هاتفك معي وسأتصل بك لاحقاً”.
وتابعت وردة :”عدت إلى بيروت من دون المقابلة وبعد أيام، وفيما كنت في بيتي، تلقيت اتصالاً من كنعان يطلب مني فيه الإتصال به على رقم آخر غير الذي يتحدث منه عادة، لأن لديه معلومات وتصريح مهم يريد الإدلاء به، رداً على ما اتُهم به في تلفزيون “الجديد”. حاولت تأمين الإتصال من المنزل، لم أفلح. فتوجهت إلى الإذاعة وأجريت المقابلة مباشرة على الهواء. يومها لم يترك لي المجال لطرح أي سؤال، وكان يتحدث بسرعة. ولما انتهى من حديثه طلب مني إعطاء نسخة من المقابلة إلى مدير تلفزيون “المستقبل” الدكتور نديم المنلا، ونسخة أخرى إلى بيار الضاهر وثالثة إلى تلفزيون “NBN”، لأن هذه آخر مرة يتحدث فيها عن الموضوع”.
وقالت وردة أنها بعد ربع ساعة من إجرائها الحوار، تلقت إتصالاً من الدكتور نديم المنلا يخبرها فيه بأن كنعان إنتحر، مضيفة أن هذه الحادثة سيف ذو حدين، لأنها طبعتها ووضعتها في خانة لا تحب أن تتواجد فيها، كأن تشتهر بأنها الإعلامية التي إتصل بها كنعان قبل انتحاره، علما أن البعض يرى في هذه الحادثة فرصة ذهبية للشهرة. أما الوجه الثاني فهو أن كنعان وثق بها وبوطنيتها، وأمانتها لذا اتصل بها ليحمّلها هذه الرسالة، رغم عدم وجود معرفة وثيقة بينهما.
وكانت وردة خلال المقابلة تلقت إتصالات كثيفة من قبل المشاهدين والمعجبين والمستمعين الدائمين لها، بالإضافة إلى اتصالات من زملائها الإعلاميين الذين سعدوا بوجودها على الشاشة الصغيرة وبرؤية المرأة خلف الصوت.